أبرز 10 أبحاث مصرية في قطاع الطاقة لعام 2025 (صور)
داليا الهمشري

على مدار عام 2025، نشرت منصة الطاقة المتخصصة تغطية موسّعة لعدّة أبحاث مصرية في قطاع الطاقة، تناولت آفاق تطوير الطاقة المتجددة وتعزيز كفاءتها ضمن جهود الدولة للتحول إلى مصادر نظيفة وموثوقة.
وجاءت الأبحاث متوافقة مع توجهات الحكومة لرفع مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء، ودعم مشروعات خفض الانبعاثات وتحسين كفاءة البنية التحتية لقطاع الكهرباء.
وكانت الجامعات والمراكز البحثية المصرية قد كثّفت عملها -خلال عام 2025- لابتكار حلول عملية تعتمد على الموارد المحلية، بهدف دعم جدوى المشروعات وتوطين التقنيات المرتبطة بالطاقة النظيفة، بما يسهم في تعزيز موقع مصر على خريطة الاستثمارات الإقليمية في هذا القطاع الحيوي.
وفي هذا التقرير، تسلّط منصة الطاقة (مقرّها واشنطن) الضوء على أبرز 10 أبحاث مصرية في قطاع الطاقة خلال عام 2025، وهي أبحاث تنوعت ما بين رفع كفاءة شبكات الكهرباء لاستيعاب القدرات المتجددة، وتعزيز التوسع في السيارات الكهربائية، وابتكار تقنيات جديدة في طاقتي الشمس والرياح.
1- تقنية دمج الطاقة المتجددة في شبكات الكهرباء
قدَّم المهندس محمد فرحات -ضمن رسالة دكتوراه لقسم هندسة القوى والآلات الكهربائية في جامعة عين شمس- دراسة جديدة تهدف إلى تحسين طريقة تشغيل شبكات الكهرباء عند إضافة مصادر الطاقة المتجددة مثل الشمس والرياح، ولا سيما أن قدرة التوليد لهذه المصادر تتفاوت وفقًا لحالة الطقس، مما يسبب صعوبة في إدارة الشبكة واستقرارها.
واعتمد الباحث على نماذج إحصائية تتوقع تفاوت إنتاج الطاقة المتجددة على مدار اليوم، ثم استعمل مجموعة من الخوارزميات الذكية لمحاكاة أفضل طريقة لتشغيل محطات الكهرباء وتقليل الفقد والانبعاثات، ثم اختبر الحلول على نماذج شبكات كهرباء قريبة من الواقع المصري.

وأظهرت النتائج -التي اطّلعت عليها منصة الطاقة- أن استعمال هذه النماذج يمكن أن يسهم في خفض تكلفة إنتاج الكهرباء بنسبة تتجاوز 7%، إلى جانب تحسين الجهد وتقليل الانقطاعات، مما يجعل دمج الطاقة المتجددة في الشبكات أكثر أمانًا وكفاءة.
2- تحسين كفاءة توربينات الرياح من خلال نظام تحكم ذكي
ضمن أبرز 10 أبحاث مصرية في قطاع الطاقة خلال عام 2025، توصَّل الباحث في كلية الهندسة بشبرا التابعة لجامعة بنها إبراهيم عبدالحميد إلى تقنية جديدة لتحسين أداء توربينات الرياح عند ربطها بشبكات الكهرباء، حيث تواجه هذه التوربينات عادةً صعوبة في التعامل مع تغيّر سرعة الرياح المفاجئ، ما قد يقلّل كفاءة إنتاج الطاقة ويؤثّر باستقرار الشبكة.
واعتمد الباحث في الدراسة -التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة- على نظام تحكّم تنبؤي متقدم يساعد التوربينات على التكيف بشكل أسرع مع تغيرات الرياح، مما يقلل الاهتزاز ويزيد استقرار دوران الشفرات.

وأظهرت التجارب أن النظام يحسن إنتاج الكهرباء مقارنًة بالطرق التقليدية، مع إطالة عمر التوربينات وتقليل مخاطر الأعطال.
وتُظهر هذه النتائج أهمية استعمال تقنيات ذكية في تشغيل توربينات الرياح، خصوصًا مع التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة بمصر، لضمان إنتاج طاقة نظيفة أكثر كفاءة وثباتًا.
3- تطوير الخزانات النفطية لخفض المخاطر الاقتصادية
قدّم الباحث من قسم هندسة البترول في الجامعة البريطانية بالقاهرة فادي الشطوي بحثًا علميًّا يهدف إلى تحسين طريقة تقييم ما يُسمّى بـ"مناطق النفاذية" داخل خزانات النفط.
وأوضح الشطوي -خلال تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة- أن المشكلة تتمثل في أن الأساليب التقليدية لاستنتاج هذه المناطق تعتمد على أرقام ثابتة لا تُعبر بدقة عن الواقع المتغير داخل المكامن: نوع الصخر، نسبة الطين، تشبّع المياه، وغير ذلك.

أمّا المنهجية الجديدة -التي اقترحت معادلة وطرق تحليل مُعدلة- فتأخذ في الحسبان كل هذه الفروقات وتقدّم تقديرًا أكثر دقة لمناطق الإنتاج المحتملة، ومن ثم تعمل على تقليل المخاطر الاقتصادية، وعدم إهمال حقول قد تكون منتجة، وتجنّب الاستثمار في حقول غير مجدية.
ويمنح هذا البحث لمهندسي النفط أداة أفضل لاتخاذ قرارات تطوير الحقول، مما يعزز فرص تحقيق جدوى اقتصادية حقيقية بدلًا من الاعتماد على تقديرات عامة أو جامدة، وبناءً على ذلك، يأتي من بين أبرز 10 أبحاث مصرية في قطاع الطاقة خلال عام 2025.
4- غسيل السيارات بالطاقة الشمسية
توصَّل فريق طلاب -بإشراف وكيل كلية تكنولوجيا الصناعة والطاقة بجامعة شرق بورسعيد التكنولوجية (السلام) الدكتور صبري موسى عبدالعزيز- إلى فكرة مبتكرة لغسيل السيارات بالاعتماد على الطاقة الشمسية لتقليل استهلاك الكهرباء والمياه في محطات الغسيل.
ويعتمد المشروع -الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة- على ألواح شمسية لتشغيل كل عمليات الغسيل، مع نظام مغلق لإعادة تدوير المياه، ما يقلّل الاستهلاك بنسبة تصل إلى نحو 70%، كما يستعمل مواد تنظيف قابلة للتحلل الحيوي لتجنّب التلوث البيئي.

ويتميز المشروع بالاعتماد على الطاقة الشمسية، ما يقلل الانبعاثات الكربونية ويخفض الاعتماد على الكهرباء التقليدية، كما يمكن تركيب المحطة في أماكن محدودة مثل محطات الوقود أو مواقف السيارات، دون الحاجة إلى مساحات كبيرة، ما يجعل المشروع عمليًا وقابلًا للتطبيق في الواقع بسهولة.
5- رفع كفاءة ألواح الطاقة الشمسية بنظام تتبُّع
قدّم فريق بحثي من جامعة حلوان التكنولوجية الدولية مشروعًا مبتكرًا لنظام ذكي يزيد من كفاءة الألواح الشمسية عبر تتبّع حركة الشمس تلقائيًا، ويعتمد النظام على مستشعر ضوئي ومحركات لتحريك الألواح على محورين، بحيث تبقى مواجهة لأشعة الشمس طوال اليوم، ما يزيد إنتاج الكهرباء مقارنة بالألواح الثابتة.
ويضم النظام -الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة- وحدة تحكم ذكية ووحدة بلوتوث للتحكّم عن بُعد، إضافة إلى شاشة لعرض بيانات الأداء مثل الجهد والتيار وزوايا الألواح، مع تخزين سجلّ الأداء اليومي.

ويتيح المشروع إنتاج طاقة أعلى وأكثر ثباتًا بتكلفة منخفضة نسبيًا، ما يجعله مناسبًا لتركيب الألواح الشمسية على أسطح المنازل والمزارع والمناطق النائية، ويقدّم نموذجًا عمليًا للطاقة النظيفة يمكن تطبيقه بسهولة في مصر.
6- دمج الهيدروجين في تشغيل دراجة نارية
عرض مشروع بحثي مصري فكرة مبتكرة لتشغيل دراجة نارية باستعمال مزيج من الوقود التقليدي والهيدروجين، بهدف خفض الانبعاثات وتحسين كفاءة الوقود.
ونفّذ المشروع فريق طلاب من الجامعة المصرية الصينية، بإشراف وكيل كلية الدراسات العليا الدكتور نبيل حسن، ورئيس قسم هندسة الطاقة والطاقة المتجددة الدكتور هادي حبيب، والمعيد بالقسم كيرلس مرقص.
ويعتمد المشروع على وحدة إنتاج هيدروجين كهربائي (HHO) يُخلَط مع الوقود داخل محرك الدراجة، وقد صمِّم نظام تحكّم ذكي يتحكم في مستوى خلط الهيدروجين بحسب ظروف التشغيل.

وأظهرت التجارب أن النظام قلّص بشكل ملموس من انبعاث غازات ضارة مثل أول أكسيد الكربون (CO) الذي انخفض من 0.27% إلى 0.17%، وثاني أكسيد الكربون (CO₂) من 6.6% إلى 3.0%.
ويمثّل المشروع نموذجًا عمليًا لحلول نقل أنظف في المدن، حيث تجمع الدراجة بين اقتصاد الوقود التقليدي وقدرة الهيدروجين على تقليل التلوث، ما يجعله خيارًا واعدًا للنقل الصديق للبيئة في المستقبل.
7- كرسي متحرك يعمل بالطاقة الشمسية لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة
طوّر فريق طلاب من الفرقة الثانية بقسم تكنولوجيا الصناعات الخشبية في كلية تكنولوجيا الصناعة والطاقة بجامعة شرق بورسعيد التكنولوجية (السلام)، بإشراف وكيل الكلّية الدكتور صبري موسى عبدالعزيز والمعيد بالكلّية المهندس السيد معروف متولي مشروع "كرسي متحرك يعمل بالطاقة الشمسية".
ويهدف المشروع -الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة- إلى تقديم حل عملي ومستدام يساعد ذوي الإعاقة على التنقل بقدر أكبر من الاستقلال.

وتقوم فكرة الابتكار على وضع لوح شمسي صغير على ظهر الكرسي، ليشحن بطارية داخلية تغذّي المحركات والحساسات والأنظمة الإلكترونية بدلًا من الاعتماد على الكهرباء من شبكات التغذية التقليدية.
ويتميز المشروع بأن الطاقة تُوفر من الشمس، مما يجعل من السهل استعمال الكرسي في المناطق الريفية أو الأماكن التي تعاني من ضعف البنية التحتية الكهربائية، دون الحاجة إلى محطة شحن ثابتة.
8- استخلاص النفط من المخلّفات الزراعية
قدّم الباحث في قسم هندسة البترول وتكنولوجيا الغاز في الجامعة البريطانية بالقاهرة السعيد طلحة مشروعًا مبتكرًا لاستخلاص النفط من مخلّفات زراعية مثل قش الأرز ومخلّفات الشاي عبر تحويلها إلى جسيمات نانوية من أكسيد الجرافين، بدلًا من الاعتماد على الجرافيت التجاري مرتفع التكلفة.
وأشرف على الجانب الأكاديمي للمشروع عميد الكلية الدكتور عطية عطية، بالتعاون مع الدكتورة أميرة لبيب من كلية العلوم في جامعة المنصورة، كما شارك في البحث طلاب من القسم: إيمان حمزة، أحمد المراسي، وإسراء شريف.
ويهدف المشروع -الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة- إلى تحسين كفاءة استخراج النفط في المكامن، عبر خفض التوتر السطحي للسوائل وتحسين بلل الصخور، مما يسهّل حركة النفط داخل الطبقات الجيولوجية.

وأظهرت التجارب أن الجرافين المنتج من المخلفات الزراعية يقدّم أداءً قريبًا جدًا من الجرافين الصناعي، مع تكلفة أقل وأثر بيئي أقل.
وتمثّل هذه التقنية خطوة مهمة نحو اقتصاد دائري في قطاع الطاقة في مصر، حيث تُحول المخلّفات الزراعية إلى مادة عالية القيمة تُساعد في تحسين إنتاج المكامن النفطية.
9- رفع كفاءة الشبكات لمواكبة انتشار السيارات الكهربائية
ضمن أبرز 10 أبحاث مصرية في قطاع الطاقة خلال عام 2025، دراسة نشرتها منصة الطاقة، تتناول التحديات التي تواجه شبكات الكهرباء مع التوسع في استعمال السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة، واقترحت نموذجًا ذكيًا لتحسين توزيع الطاقة وتقليل الفاقد.
ويعتمد النموذج -الذي توصلت إليه الباحثة في كلية الهندسة بشبرا التابعة لجامعة بنها إسراء إسماعيل- على خوارزميات ذكية (مستوحاة من الطبيعة مثل خوارزمية "الحرباء") لمحاكاة تشغيل الشبكة بأسلوب أكثر مرونة وتوازنًا.

وعند محاكاة الشبكة مع محطات شحن سيارات كهربائية ووحدات توليد موزعة، أظهرت النتائج تحسنًا ملموسًا في استقرار الجهد وتقليل الفاقد النشط مقارنًة بأسلوب التشغيل التقليدي.
وتُعدّ الدراسة خطوة مهمة لدعم التحول نحو شبكة ذكية أكثر قدرة على مواكبة انتشار السيارات الكهربائية ومصادر الطاقة المتجددة، مع ضمان جودة التغذية الكهربائية وكفاءة النظام.
10- خفض الانبعاثات الكربونية في قطاع البناء
ابتكرت الأستاذة في كلية الهندسة في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري الدكتورة مي شتا تقنية جديدة تهدف إلى خفض الانبعاثات الكربونية في قطاع البناء.
وتعتمد التقنية -التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة- على استخراج مادة "نانو‑جرافين" من النفايات البلاستيكية -بدلًا من الاعتماد الكامل على الإسمنت التقليدي- ودمجها داخل مكونات الخرسانة.

وتقوم فكرة هذا الابتكار على تحقيق خليط خرسانة يتمتع بمقاومة أفضل للضغط ونفاذية أقل، ما يقلل الحاجة إلى كميات كبيرة من الأسمنت الذي يُعدّ المصدر التقليدي للانبعاثات الكربونية.
موضوعات متعلقة..
- تقنية مصرية لخفض الانبعاثات في محطات التوليد الحرارية
- تخزين الطاقة بمواد مستخلصة من المخلفات البلاستيكية.. تقنية مصرية واعدة
- إعادة تدوير بطاريات الليثيوم أيون.. تقنية مصرية لخفض الانبعاثات
اقرأ أيضًا..
- تصنيع أول منصة حفر بحرية في السعودية يواصل التقدم (صور)
- أكبر مشروعات الهيدروجين الأخضر في أفريقيا.. سيطرة عربية (إنفوغرافيك)
- دول عربية لن يُسمح لها بالطاقة النووية.. ودور إستراتيجي للسعودية (تقرير)
- مخزونات النفط الأميركية ترتفع 2.8 مليون برميل عكس التوقعات





