نجاح ربط شبكات الكهرباء الأفريقية مرهون بـ3 محاور (تقرير)
وهذه أبرز التحديات
وحدة أبحاث الطاقة - مي مجدي

- أفريقيا تمتلك 60% من موارد الطاقة الشمسية في العالم.
- القارة تستقطب 3% من الاستثمارات العالمية في الطاقة النظيفة.
- أكثر من 600 مليون شخص في أفريقيا يفتقرون إلى الكهرباء.
- نجاح تكامل ربط الشبكات يعتمد على تنسيق الجهود وجذب الاستثمارات.
يمثل ربط شبكات الكهرباء الأفريقية مفتاحًا لتحويل الإمكانات الضخمة للطاقة الشمسية والكهرومائية والرياح إلى إمدادات موثوقة لأكثر من 600 مليون شخص يفتقرون إلى الكهرباء.
فرغم أن القارة تملك 60% من موارد الطاقة الشمسية وتزخر باحتياطيات كبيرة من الطاقة المتجددة والتقليدية، فإنها لا تجذب سوى 3% من الاستثمارات العالمية في الطاقة النظيفة.
وفي هذا السياق، سلّط تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة، الضوء على أهمية ربط شبكات الكهرباء الأفريقية، لخلق سوق متكاملة تسمح بتبادل الإمدادات في أثناء أوقات الذروة، وتعزز الاستثمار في الطاقة المتجددة، فضلًا عن توفير كهرباء بأسعار معقولة لملايين المستهلكين.
والربط الإقليمي لشبكات الكهرباء يعني ربط الشبكات الوطنية معًا لتطوير شبكة كهرباء مستقرة على مستوى القارة.
وحاليًا، يُقدر سيناريو تسريع خدمات الطهي والكهرباء النظيفة لوكالة الطاقة أن القارة بحاجة إلى 15 مليار دولار سنويًا حتى 2035 لضمان وصول الكهرباء لجميع السكان.
تحديات تواجه شبكات الكهرباء الأفريقية
تتسم شبكات الكهرباء الوطنية في أفريقيا بأنها محدودة وتفتقر إلى التمويل وعمليات الصيانة، ومصممة لتلبية الطلب المحلي، ونادرًا ما ترتبط بالدول المجاورة.
ورغم تسارع نمو القدرات الإنتاجية؛ فإن شبكات النقل والتوزيع اللازمة لا تواكب هذه الطفرة؛ إذ تنتج دول، مثل إثيوبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، فائضًا لا يمكن تصديره، في حين تعاني أخرى، مثل ليبيريا وجنوب السودان، انقطاعات متكررة.
ويؤدي هذا التفاوت إلى مجموعة من التحديات:
- توزيع غير متكافئ للكهرباء.
- ارتفاع تكلفة الكهرباء.
- عرقلة تطوير مشروعات الطاقة المتجددة الكبرى، إذ يثني عدم القدرة على تصدير الفائض الدول عن الاستثمار.
- غياب ربط شبكات الكهرباء الأفريقية يحرم الدول من فوائد التبادل التجاري للطاقة.

أبرز جهود ربط شبكات الكهرباء الأفريقية
يوجد 5 مجمعات إقليمية للكهرباء في أفريقيا، والتي يقصد بها تقاسُم دول منطقة ما للكهرباء عبر شبكات مترابطة، وتقسم إلى:
- مجمع الكهرباء في جنوب القارة، الذي أُنشئ في 1995، ويعد الأكثر تطورًا.
- مجمع الكهرباء في غرب القارة، حيث يربط شركات الكهرباء العامة والخاصة في 14 دولة.
- مجمع الكهرباء في شرق القارة، والذي يضم 11 دولة.
- مجمع الكهرباء في شمال القارة.
- مجمع الكهرباء في وسط القارة.
ورغم أن هذه المبادرات لا تزال في مستويات متفاوتة من التطوير والتنفيذ، فإنها أسهمت في تحسين الوصول إلى الكهرباء عبر الحدود، وتمهد الطريق لبرنامج ربط مركزي يوحد أنظمة الكهرباء في القارة ويسهل تدفق الإمدادات بين المناطق.
وقد وضع الاتحاد الأفريقي رؤية لتطوير سوق كهرباء أفريقية موحدة تخدم 1.3 مليار نسمة في 55 دولة، لتصبح بذلك أكبر سوق في العالم، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وخلال السنوات الأخيرة، قدمت الخطة الرئيسة لأنظمة الكهرباء القارية الأفريقية (سي إم بي) إطارًا متينًا لدمج التجمعات الـ5 الإقليمية في شبكة موحدة مرنة وقابلة للتوسع، ليشكل أساسًا لمستقبل ربط شبكات الكهرباء الأفريقية.
ومع توقع تضاعف الطلب على الكهرباء 3 مرات بحلول عام 2040، يصبح تحويل هذه الرؤية إلى واقع أمرًا مهمًا لضمان استمرار تلبية الطلب في القارة.
وبناءً على ذلك، سيبرز دور الخطة العشرية للاستثمار في البنية التحتية للربط البيني العابر للحدود (TYIIP)، التي تحدد مشروعات نقل الكهرباء الإقليمية المزمع تنفيذها بين 2026 و2036.

3 محاور لنجاح ربط شبكات الكهرباء الأفريقية
أوضح التقرير الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي أن تجارب أوروبا، ومؤخرًا دول آسيان (رابطة دول جنوب شرق آسيا)، تشكل مرجعًا مهمًا لخطط ربط شبكات الكهرباء الأفريقية.
ويعني الاستثمار في القارة القدرة على الاستفادة من 60% من موارد الطاقة المتجددة العالمية، واغتنام فرصة لتطوير بنية تحتية بقيمة 2.5 تريليون دولار، ما يعزز النمو المستدام عالميًا، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ومع ذلك، أشار التقرير إلى أن تحويل الخطط إلى واقع يتطلب مجموعة من المحاور، منها:
- تنسيق الجهود بين الدول المضيفة لمشروعات البنية التحتية المستقبلية، لضمان بيئة استثمارية مستقرة وتقليل المخاطر أمام المستثمرين، وقد أثبتت تجارب التعاون بين البنوك ومؤسسات التمويل التنموي والمتعددة الأطراف نجاحها في تقليل مخاطر الأطراف المقابلة وتحسين شروط الإقراض.
- يوفر تبني بعض المشروعات النهج القائم على "الممرات" قابلية أكبر للتوسع ويخلق فرصًا أفضل لموازنة المخاطر مقارنة بالمشروعات المستقلة.
- زيادة وضوح السوق وتسليط الضوء على المشروعات لجذب اهتمام المستثمرين.
ويرى التقرير أن ربط شبكات الكهرباء الأفريقية يمثل عاملًا حاسمًا لتعزيز أمن الطاقة، وتوفير إمدادات خلال أوقات الذروة وانقطاع الكهرباء، بالإضافة إلى الحد من الاعتماد على حلول مكلفة.
ويمكن للمناطق تحقيق العديد من الفوائد عبر شراء الكهرباء بالجملة، واستعمال البنية التحتية المشتركة وتخصيص الموارد بكفاءة أعلى؛ ما يخفض التكلفة على شركات الكهرباء والمستهلكين على حد سواء.
كما أنه يشجع الاستثمار في مشروعات الطاقة المتجددة، حيث يمكن تبادل الفائض من إنتاج الطاقة الشمسية والرياح والطاقة الكهرومائية عبر الحدود.
ويعزز هذا التكامل النمو الاقتصادي والتصنيع، ويوفر كهرباء موثوقة وبأسعار معقولة لدفع عجلة التوظيف والابتكار الرقمي في القارة.
موضوعات متعلقة..
- تحقيق الوصول إلى الكهرباء في أفريقيا يتطلب استثمارات تتجاوز 150 مليار دولار
- الذكاء الاصطناعي والنفط والغاز والكهرباء في أفريقيا.. حلول واعدة (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- تكلفة مشروعات بطاريات تخزين الكهرباء تهبط عالميًا.. وإنجاز مهم في السعودية
- 3 ركائز لتجنب تضاعف استهلاك الطاقة في مراكز البيانات بحلول 2030 (تقرير)
- واردات الهند من النفط الخام ترتفع.. و3 دول عربية ضمن أكبر المصدرين
المصدر:
- تطورات ربط شبكات الكهرباء الأفريقية، من المنتدى الاقتصادي العالمي
- مجمعات الكهرباء في أفريقيا، من منصة الطاقة





