الطلب على الفحم عالميًا ينمو لمستوى قياسي في 2025.. وهذا موعد انخفاضه
وحدة أبحاث الطاقة - مي مجدي

- ارتفاع طفيف في الطلب العالمي على الفحم خلال 2025 بنسبة 0.5%.
- توقعات بتراجع الطلب على الفحم بحلول 2030، ليعود إلى مستويات 2023.
- الطلب الصيني مرشح للانخفاض، مع بقاء مخاطر الصعود قائمة.
- جنوب شرق آسيا ستسجل أسرع معدل نمو ليتجاوز 4% سنويًا حتى 2030.
تتوقع وكالة الطاقة الدولية نمو الطلب على الفحم عالميًا بوتيرة طفيفة خلال العام الجاري (2025)، مشيرة إلى تباطؤ النمو وبدء ملامح الهبوط بحلول عام 2030.
وأشار أحدث تقرير للوكالة، والذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة، أن الطلب العالمي على الفحم سيرتفع بنسبة 0.5%، ليسجل مستوى قياسي عند 8.85 مليار طن، مقابل 8.805 مليار طن في العام الماضي.
ويمثّل ذلك زيادة طفيفة عن توقعات الوكالة الدولية في وقت سابق من هذا العام بارتفاع الطلب بنسبة 0.2% إلى 8.79 مليار طن.
فخلال العام الجاري، ساعدت عوامل الطقس وأسعار الوقود والقرارات السياسية في تشكيل خريطة الطلب على الفحم عالميًا، وأدى تغير أنماط الاستهلاك إلى مسارات بدت معاكسة للاتجاهات التقليدية على مستوى الدول والمناطق.
وتظهر أحدث التقديرات أن الطلب العالمي على الفحم يتجه نحو مرحلة استقرار خلال السنوات القليلة المقبلة، قبل أن يدخل مسارًا هبوطي بحلول 2030.
وبنهاية العقد، من المتوقع أن يهبط الطلب بنحو 3% مقارنة بمستويات 2025، ويصل إلى 8.58 مليار طن، ليهبط إلى ما دون مستواه المسجل في 2023.
الطلب على الفحم في 2025
كشف تقرير وكالة الطاقة الدولية، الصادر اليوم الأربعاء 17 ديسمبر/كانون الأول (2025)، عن أن تباين أنماط الاستهلاك بين الأسواق الرئيسة أدى إلى تغيرات في الطلب على الفحم خلال العام الجاري.
ففي الهند، أدى موسم الأمطار المبكر والقوي إلى انخفاض الطلب على الكهرباء وتعزيز إنتاج الطاقة الكهرومائية، إذ يتوقع انخفاض إنتاج الكهرباء بالفحم السنوي للمرة الثالثة خلال العقود الـ5 الماضية.
وفي الولايات المتحدة، التي شهدت انخفاض الطلب على الفحم بمعدل 6% سنويًا على مدى 15 عامًا، فقد أعاد ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي وتباطؤ عمليات إغلاق محطات الفحم بعض الزخم، وسط توقعات بزيادة الاستهلاك بنسبة 8% في 2025 بفعل الدعم السياسي الفيدرالي.
أما في الاتحاد الأوروبي، فقد دفعت انخفاضات إنتاج الطاقة الكهرومائية والرياح إلى ارتفاع إنتاج الكهرباء بالفحم في النصف الأول من العام، لذا من المتوقع أن يشهد انخفاضًا بنسبة 2%.
في مقابل ذلك، توقعت وكالة الطاقة أن الطلب على الفحم في الصين لن يشهد تغيرًا يُذكر مقارنة بعام 2024، مع توقع تراجع طفيف بحلول نهاية العقد، ويرجع ذلك إلى استمرار نشر مصادر الطاقة المتجددة، مع التزام الحكومة بالوصول إلى ذروة الاستهلاك المحلي للفحم بحلول 2030.
بينما تتوقع الوكالة أن تشهد الهند أكبر زيادة مطلقة في الاستهلاك حتى 2030، بنمو سنوي 3%، وإجمالي زيادة يفوق 200 مليون طن، بينما تتصدر منطقة جنوب شرق آسيا المعدلات الأسرع نموًا، بأكثر من 4% سنويًا.
ويوضح الرسم الآتي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- استهلاك الفحم العالمي بين عامي 2014 و2024:

المنافسة بين الفحم ومصادر الطاقة الأخرى
أشار التقرير إلى أن المنافسة بين الفحم ومصادر الطاقة الأخرى، مثل الطاقة المتجددة والغاز الطبيعي والطاقة النووية، ستسفر عن انخفاض الطلب على الفحم تدريجيًا بحلول نهاية العقد.
وبحلول 2030، من المتوقع أن ينخفض توليد الكهرباء بالفحم إلى ما دون مستواه في عام 2021.
ومع ذلك، أكد دور الصين في رسم مسار السوق العالمية، موضحًا أن أي نمو أسرع من المتوقع في استهلاك الكهرباء، أو تباطؤ في دمج الطاقة المتجددة، أو الاستثمارات الضخمة في مشروعات تغويز الفحم، قد يدفع الطلب العالمي إلى مستويات أعلى من التوقعات.
بالإضافة إلى ذلك، هناك شكوك على مستوى العالم حول وتيرة نمو الطلب على الكهرباء في كل من الاقتصادات المتقدمة والنامية، والسياسات المتبعة، ووتيرة استبدال الفحم في قطاعات ومناطق محددة.
ويوضح الرسم الآتي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- أكبر الدول المطورة لمشروعات التوليد بالفحم:

ومن جهة أخرى، كان للطلب الصيني الكبير على الفحم دور في دعم التجارة العالمية خلال السنوات الماضية، وحدّ ذلك من تأثير انخفاض الواردات من الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية ودول أخرى.
غير أن الصين قلّصت وارداتها في عام 2025 بسبب فائض المعروض وضعف الطلب، ما سيؤدي إلى انخفاض عالمي في تجارة الفحم، وهو أول تراجع منذ عام 2020.
ويؤثر ذلك في كبار المصدرين، حيث تسجل إندونيسيا، أكبر مصدر ومورد للصين، انخفاضًا في الصادرات بنحو 50 مليون طن، بينما تتصدر كولومبيا نسبيًا بتراجع يقارب 20%، فيما تشهد الصادرات الأميركية انخفاضًا طفيفًا، واستقرت صادرات روسيا عند مستويات 2024 تقريبًا.
ووفقًا للتقرير، يبدو أن الفحم المعدني يتمتع بفرص أفضل نتيجة اعتماد الهند على الواردات لدعم صناعة الصلب المتنامية.
إنتاج الفحم عالميًا
أما إنتاج الفحم عالميًا، فيتوقع تقرير وكالة الطاقة العالمية استقراره في 2025 عند مستويات مماثلة للعام السابق، قبل أن يشهد تراجعًا تدريجيًا حتى 2030.
ومن المتوقع أن ينتهي العام بارتفاع طفيف في إجمالي الإنتاج الصيني لا يتجاوز 1%، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وفي الهند، توقفت وتيرة نمو إنتاج الفحم التي شهدتها السنوات الماضية، نتيجة ضعف الطلب وظروف العمل الصعبة الناجمة عن الأمطار الغزيرة، بينما تواجه إندونيسيا تراجعًا في الإنتاج لأول مرة منذ بداية جائحة كورونا، نتيجة تقلص تجارة الفحم العالمية.
في المقابل، سيشهد الإنتاج الأميركي ارتفاعًا مدفوعًا بزيادة الطلب المحلي ودعم السياسات الحكومية.
موضوعات متعلقة..
- توقعات الطلب على الفحم في سيناريوهين.. احتمالات نموه ليست مستبعدة تمامًا (تقرير)
- وكالة الطاقة الدولية تتوقع استقرار الطلب على الفحم في 2025 و2026
اقرأ أيضًا..
- حصة مبيعات السيارات الكهربائية عالميًا تتجاوز 25% بدفع من الأسواق الناشئة
- انخفاض مخزونات الغاز في الاتحاد الأوروبي يثير القلق هذا الشتاء (تقرير)
- مشروعات الكهرباء الأميركية الملغاة تتجاوز 1890.. والطاقة النظيفة تشكل 93%
المصدر..





