تكنو طاقةتقارير التكنو طاقةحصاد 2025رئيسية

الأبحاث الأردنية في قطاع الطاقة.. أبرز 6 تقنيات خلال 2025

داليا الهمشري

شهد عام 2025 زخمًا ملحوظًا فيما يتعلق بالأبحاث الأردنية في قطاع الطاقة؛ إذ تصاعدت الجهود الحكومية والأكاديمية نحو تسريع التحول نحو الطاقة النظيفة وتعزيز أمن الطاقة الوطني.

وترافق الزخم مع تحديث شامل لإستراتيجية قطاع الطاقة للمدة (2025–2035)، التي تهدف إلى تأمين طاقة مستدامة بأسعار معقولة، وتعظيم الاعتماد على المصادر المحلية والمتجددة.

وتسعى المملكة إلى تطوير الكفاءات الوطنية وتأهيل الشباب في مجالات الطاقة المتجددة، وربط الإستراتيجيات الوطنية بمتطلبات الاقتصاد الأخضر والتنافسية الإقليمية، لتعزيز قدرة الأردن على مواجهة التحديات البيئية والاقتصادية بشكل مستدام.

وتُشكِّل هذه السياسات والإجراءات جزءًا من خطة طويلة الأمد لتحويل الأردن إلى مركز إقليمي للطاقة النظيفة، من خلال التوسع في مشروعات طاقتي الشمس والرياح، ودعم الابتكار التقني الذي يحقق أهداف الاستدامة الوطنية.

وفي هذا التقرير، تُسلِّط منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، الضوء على 6 أبحاث أردنية في قطاع الطاقة نشرت تفاصيلها خلال عام 2025، وهي أبحاث تنوعت ما بين تعزيز كفاءة الطاقة في القطاعات المختلفة، وتسليط الضوء على تحديات السيارات الكهربائية، ومبادرات نشر الطاقة الشمسية، وتمكين الأفراد على توليد الكهرباء بأسعار اقتصادية.

1- تخزين الطاقة الذكي في قطاع الصناعة

ابتكر المهندسان الأردنيان عمار العتوم وعبدالرحمن الخلايلة نظامًا مبتكرًا لتخزين الطاقة يدمج الطاقة المتجددة مع إدارة ذكية للحمل باستعمال خوارزميات ذكاء اصطناعي وبطاريات ليثيوم بتبريد سائل.

وصُمم النظام -الذي اطلعت عليه منصة الطاقة- لتغطية احتياجات المصانع بشكل مستمر، ولا سيما في الدول التي تعاني ضعفًا في شبكات الكهرباء أو ارتفاعًا في تكلفتها.

تقنية أردنية لتخزين الطاقة الذكي في قطاع الصناعة

وعند تطبيق المشروع في مصنع فعلي، انخفض الاعتماد على الشبكة بنسبة 78%، وتراجع استهلاك الكهرباء من نحو 4100 ميغاواط/ساعة سنويًا إلى نحو 900 ميغاواط/ساعة؛ ما وفّر نحو 320 ألف دولار سنويًا وخفض تكاليف الإنتاج بنسبة 16%.

وتتميز بطاريات المشروع، بسعة 0.540 ميغاواط/ساعة، بنظام تبريد سائل يضمن استقرار أدائها ورفع كفاءتها التشغيلية؛ ما يطيل عمرها الافتراضي ويجعلها خيارًا مثاليًا للبيئات الصناعية التي تتطلب جاهزية عالية وتحملًا مستمرًا.

2- تعزيز كفاءة الطاقة في الصناعات الدوائية

توصّل فريق بحثي بقيادة الدكتور حسام جهاد خصاونة، وبالتعاون مع جامعة الحسين التقنية وجامعة كوفنتري البريطانية، إلى تقنية "سمارتي" لرفع كفاءة استهلاك الطاقة في الصناعات الدوائية.

وتستهدف المنظومة -التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة- معالجة أحد أبرز تحديات المصانع، وهو غياب البيانات الدقيقة عن استهلاك الكهرباء داخل كل جزء من خطوط الإنتاج.

وتعمل التقنية على تركيب عدادات فرعية ذكية داخل لوحات التوزيع الكهربائية من دون أي تعديل في البنية التحتية أو إيقاف التشغيل، وتقيس هذه العدادات استهلاك التيار والقدرة لحظيًا، ثم ترسل البيانات مباشرة إلى منصة رقمية تعتمد تحليلًا فوريًا لأداء المعدات.

تقنية أردنية لتعزيز كفاءة الطاقة في الصناعات الدوائية

وتُتيح المنظومة تحديد مصادر الهدر داخل المصنع، مثل تشغيل المعدات الثقيلة في غير أوقاتها المثلى أو استمرار الأحمال غير الضرورية بعد انتهاء دورات الإنتاج، ومن خلال هذه القراءة الدقيقة، يمكن للمصنع اتخاذ قرارات تشغيلية أسرع، وتخطيط أحماله بطريقة تقلّل الاستهلاك وتمنع الأعطال المحتملة.

وتُسهم التقنية في تحسين كفاءة خطوط الإنتاج وخفض فاتورة الطاقة وتعزيز استدامة العمليات الصناعية، خصوصًا في القطاع الدوائي الذي يتطلب تشغيلًا مستمرًا ومعايير جودة صارمة.

3- دراسة ترصد أبرز تحديات السيارات الكهربائية في الأردن

أجرى الباحث الأردني حسام جهاد خصاونة دراسة كشفت عن أن حصة السيارات الكهربائية من مبيعات السيارات الجديدة في الأردن تجاوزت 45% بنهاية 2023؛ ما يجعل الأردن من الدول الرائدة إقليميًا في هذا المجال.

كما سجّل عدد السيارات الكهربائية المسجّلة في المملكة نموًا من نحو 900 مركبة عام 2016 إلى نحو 110 آلاف سيارة مطلع 2024، وفقًا للدراسة التي اطلعت عليها منصة الطاقة.

دراسة ترصد أبرز تحديات السيارات الكهربائية في الأردن

ورأى الباحث أن التوسع في استعمال السيارات الكهربائية كان مدعومًا بعدة عوامل؛ أبرزها خفض رسوم الاستيراد (إلى 10% مقارنة برسوم أعلى على السيارات التقليدية)، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الوقود الذي جعل تشغيل السيارات الكهربائية خيارًا أكثر اقتصادية من البنزين.

كما حذرت الدراسة من عدة تحديات تواجه الانتشار السريع؛ من أهمها ضعف البنية التحتية لشحن السيارات، والتأثير في الإيرادات الضريبية للدولة، ومخاطر أن تتحول السوق نحو السيارات الفاخرة فقط؛ ما قد يُحدث فجوة اجتماعية في هذا القطاع.

4- مختبرات متنقلة للطاقة الشمسية

أطلق مدير مؤسسة شركاء الخير للتنمية المستدامة في الأردن سامي العطوي، مبادرة "المختبرات المتنقلة للطاقة الشمسية" في الأردن، بهدف تمكين الشباب من اكتساب مهارات عملية في تصميم وتركيب أنظمة الطاقة الشمسية.

وتهدف المبادرة -التي تابعتها منصة الطاقة المتخصصة- إلى نقل المعرفة التقنية إلى المناطق الريفية والنائية، وتشجيع الشباب على دخول قطاع الطاقة المتجددة والمساهمة في التحول نحو كهرباء نظيفة ومستدامة.

الشباب المشاركون في مبادرة المختبرات المتنقلة للطاقة الشمسية في الأردن
الشباب المشاركون في مبادرة المختبرات المتنقلة للطاقة الشمسية في الأردن

ووزّعت المختبرات في مناطق ريفية ونائية لتمكين الشباب من الاطلاع عمليًا على أحدث تقنيات الطاقة الشمسية، وشملت برامج تدريبية نظرية وتطبيقية، بالإضافة إلى مهارات في إدارة المشروعات وتنفيذ أنظمة طاقة شمسية.

ووسّعت المبادرة مسارها ليشمل تدريب مئات الشباب والشابات بالفعل؛ ففي المرحلة الأولى تم تدريب أكثر من 100 مشارك، مع خطة لتوسيع نطاق التدريب ليشمل مناطق أوسع وعددًا أكبر من المستفيدين.

وتهدف المبادرة ليس فقط إلى نشر ثقافة الطاقة المتجددة، بل -أيضًا- إلى خلق فرص عمل ومشروعات صغيرة قائمة على الطاقة الشمسية في المجتمعات المحلية؛ ما يعزز التنمية المستدامة ويقلّل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية.

5- تحسين كفاءة الطاقة في القطاع الصناعي يعزّز القدرة التنافسية

أجرى فريق بحثي تحت إشراف الدكتور حسام جهاد خصاونة دراسة بعنوان "تحسين كفاءة الطاقة في القطاع الصناعي" في الأردن، بهدف توضيح إمكانات الترشيد داخل المصانع وتعزيز كفاءتها التشغيلية وتقليل استهلاك الكهرباء.

وتوصّل الباحثون إلى أن استعمال تقنيات المراقبة الذكية للقدرة الكهربائية داخل خطوط الإنتاج يتيح للمصانع رصد الأحمال الكبيرة وتقليل الهدر، كما يمكن تحديد الأجهزة ذات الاستهلاك العالي وضبط تشغيلها في أوقات مناسبة.

ويوضّح الجدول التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أمثلة على التدابير المختلفة التي اقترحتها الدراسة:

 

جدول يقترح أمثلة على التدابير المختلفة لتحسين كفاءة الطاقة في المصانع

أبرزت الدراسة -التي اطلعت عليها منصة الطاقة- أن تبني حلول كفاءة الطاقة يُسهم في خفض فاتورة الكهرباء، وتحسين معامل القدرة، وتقليل الانبعاثات الكربونية الملوثة؛ ما يعزز استدامة الصناعة ويزيد من تنافسيتها محليًا وإقليميًا.

وأشار الفريق البحثي إلى أن النجاح في تطبيق برامج كفاءة الطاقة يعتمد على التدريب الفني للمهندسين والفنيين، وإنشاء خطط مراقبة مستمرة، وتكامل الحلول مع نظم الإدارة الصناعية؛ ما يجعل المصانع أكثر جاهزية لمواجهة تحديات الطاقة وارتفاع تكاليفها مستقبلًا.

6- استغلال الطاقة المتجددة لتوليد الكهرباء بتكلفة اقتصادية

أطلق الباحث الأردني طارق حمدان، ابتكارًا يُدعى "إيريس" IRIS، وهو نظام هجين يجمع بين طاقتي الشمس والرياح لتوليد الكهرباء، بحجم صغير لا يتجاوز مترًا مربعًا واحدًا.

وقال حمدان -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة- إن الفكرة تهدف إلى منح الأفراد -حتى في الشقق أو المساحات المحدودة- فرصة للاعتماد على الطاقة المتجددة للتغلب على أزمة ارتفاع فواتير الكهرباء.

ويتكون النظام من ألواح شمسية متحركة تتتبّع أشعة الشمس تلقائيًا، ومراوح تبريد مدمجة تزيد كفاءة الإنتاج بنحو 40% مقارنة بالألواح الثابتة، كما يحتوي على مكون هوائي يعتمد على مبدأ ضغط الهواء لتوليد طاقة حتى عند انخفاض سرعة الرياح؛ ما يتيح إنتاج الكهرباء بشكل مستمر.

ابتكار أردني مشروع إيريس (IRIS)
مشروع إيريس (IRIS) - ابتكار أردني للطاقة المتجددة

ووجد مبتكر نظام إيريس أن وحدة واحدة تنتج ما يزيد على 1500 كيلوواط ساعة شهريًا، وهو ما قد يكفي لتشغيل بيت أو وحدة سكنية صغيرة أو مشروع بسيط.

وأوضح حمدان أن الجهاز صُمم ليعمل بهدوء، مع تنظيف ذاتي للألواح، وتحكم عبر تطبيق إلكتروني لمراقبة الأداء عن بُعد.

وأضاف أن إيريس يُمثل نموذجًا عمليًا لتحويل الطاقة المتجددة إلى خيار متاح للأفراد، دون الاعتماد على أنظمة ضخمة أو مرتفعة الثمن، وبفضل تصميمه العمودي المضغوط وسهولة تركيبه، يُشكل النظام فرصة لتوسيع الوصول إلى الكهرباء النظيفة في المدن أو المناطق ذات المساحات المحدودة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق