التقاريرالتغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسية

احتجاز الكربون وتخزينه في أستراليا.. مشروع جديد يفشل

نوار صبح

فشل مشروع "غورغون" لاحتجاز الكربون وتخزينه في أستراليا بتحقيق أهدافه، ويعود ذلك إلى أسباب تقنية، على الرغم من مليارات الدولارات المخصصة للاستثمارات والدعم الحكومي.

إزاء ذلك، قال المنتقدون: "إن تقنية احتجاز الكربون وتخزينه "لا ينبغي بأيّ حال من الأحوال عَدُّها حلًا مناخيًا،" رغم أن شركة الطاقة الأميركية شيفرون (Chevron) تصف المشروع بأنه أكبر مشروع صناعي لحقن ثاني أكسيد الكربون من نوعه في العالم، حسب مصادر تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ويواجه المشروع مشكلة، إذ يخفق في العمل بحسب ما هو موعود، والنتائج تزداد سوءًا، إذ كان من المفترض أن يبدأ المشروع، الواقع في جزيرة بارو قبالة ساحل بيلبارا في ولاية أستراليا الغربية، عمليات احتجاز الكربون وتخزينه في عام 2016، بدعم من تمويل حكومي فيدرالي قدره 60 مليون دولار أميركي.

وأعلنت شركة شيفرون وشركاؤها في المشروع، بما في ذلك شل (Shell) وإكسون موبيل (ExxonMobil)، أنها ستحتجز ما يصل إلى 4 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا من حقل غاز تحت الماء، وتضخّه في خزان يقع بعمق يزيد على كيلومترين تحت الجزيرة.

خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري

كان من المفترض أن يخفض مشروع "غورغون" لاحتجاز الكربون وتخزينه في أستراليا انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المباشرة من مشروع "غورغون" للغاز المسال بنسبة 40%.

وبعد مرور ما يقرب من 10 سنوات، لم يتحقق هذا الهدف.

واكتمل إنشاء منشأة الغاز المسال في عام 2017، وحصلت مؤخرًا على توسعة بقيمة 3 مليارات دولار أميركي، إلّا أن مشروع احتجاز الكربون وتخزينه تأخَّر مرارًا وتكرارًا بسبب مشكلات تقنية.

ولم يبدأ تشغيله حتى أغسطس/آب 2019، وبعد أول 10 أشهر ناجحة إلى حدّ معقول، انخفضت كمية ثاني أكسيد الكربون التي تُحقَن تحت الجزيرة عامًا بعد عام، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

خزانات ثاني أكسيد الكربون في منشأة لاحتجاز الكربون وتخزينه في بلدة بريفيك بالنرويج
خزانات ثاني أكسيد الكربون في منشأة لاحتجاز الكربون وتخزينه في بلدة بريفيك بالنرويج – الصورة من الغارديان

حقن ثاني أكسيد الكربون

كشفت بيانات نشرتها شركة شيفرون، الشهر الماضي، حقن 1.33 مليون طن فقط من ثاني أكسيد الكربون تحت جزيرة بارو خلال السنة المالية الماضية، بانخفاض عن 1.59 مليون طن في 2023-2024، و1.72 مليون طن في العام الذي سبقه.

ويرى المنتقدون أن هذا دليل إضافي على عدم جدوى تقنية احتجاز الكربون وتخزينه، رغم التزامات التمويل التي بلغت مليارات الدولارات على مدى عقود، وحتى مع دعم قادة الصناعة والسياسيين -بمن فيهم الحكومة والمعارضة الأستراليتان- لها بصفته حلًا للحدّ من انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن الوقود الأحفوري.

وأكدت الشركة أن المشكلة لا تكمن في التقنية نفسها، بل في ضرورة إدارة مستويات الضغط في الخزان الجيولوجي تحت الجزيرة بدقّة.

وصرّح متحدث باسم شيفرون أستراليا بأن الشركة "تُحرز تقدّمًا في مشروعات تحسين نظام إدارة الضغط"، إلّا أن العمل توقّف في موقعين لحقن ثاني أكسيد الكربون ريثما يجري التأكد من إمكان إدارته بأمان.

وأضاف المتحدث: "بينما واصلنا تخزين أكبر قدر ممكن من ثاني أكسيد الكربون بأمان خلال هذه المدة، انخفضت معدلات حقن ثاني أكسيد الكربون".

وأردف: "بمجرد اكتمال أعمال المشروع، سنواصل نهجنا القائم على دراسة الحالة لزيادة معدلات الحقن تدريجيًا".

وقال المحلل لدى معهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي، كيفن موريسون، إنه مهما كان السبب، فإن فعالية المشروع الآن لا تتجاوز نصف ما كانت عليه قبل 5 سنوات، بل وتزداد سوءًا عامًا بعد عام.

وأكد أن "النتائج مخيّبة للآمال بشكل واضح، وهذا يثير الشكوك بشأن جدوى جميع مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه على نطاق واسع".

وأوضح أنه "حتى لو أمكن حل المشكلات، فإن مشروع احتجاز الكربون وتخزينه في حقل غورغون سيخفي أقل من 3% من إجمالي الانبعاثات الناتجة عن المشروع، إذا ما أُضيفت إليها الانبعاثات المنبعثة بعد شحن الغاز المسال وحرقه في الخارج".

وتابع: "هذا يؤكد أنه لا ينبغي بأيّ حال من الأحوال عَدّ احتجاز الكربون وتخزينه حلًا مناخيًا".

احتجاز الكربون وتخزينه

احتجاز الكربون وتخزينه في أستراليا

يُعدّ مشروع غورغون أحد مشروعين مهمّين لاحتجاز الكربون وتخزينه في أستراليا.

أمّا المشروع الآخر فهو مشروع مومبا التابع لشركة سانتوس في شمال شرق ولاية أستراليا الجنوبية، حيث يُضخّ ثاني أكسيد الكربون في آبار النفط والغاز البرية المستنفدة، بدعمٍ من الحكومة الفيدرالية.

وقد حصلت شركة سانتوس (Santos) الشهر الماضي على أكثر من 614 ألف وحدة ائتمان كربوني -بقيمة تقارب 22 مليون دولار- مقابل الغاز الذي حُقن تحت الأرض خلال الأشهر الـ6 الأولى من تشغيله.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق