التقاريرتقارير منوعةرئيسيةمنوعات

سوق النيكل في 2025.. فائض بالمعروض للعام الرابع رغم زيادة الطلب

هبة مصطفى

واجهت سوق النيكل في 2025 متغيرات متناقضة، إذ هيمنت الإمدادات الفائضة على المشهد رغم نمو الطلب، ما يفتح الباب لتساؤلات عدّة حول مصير المخزونات وتقدير الأسعار.

ويُشير ذلك إلى أداء لافت للنظر، إذ جرت العادة أن تحدث الوفرة في حالة اتّساع الفجوة بين الإنتاج الزائد والطلب الضعيف.

ويمكن تفسير معضلة المعدن الحيوي بالنظر إلى توقعات الإنتاج العالمي للعامين الجاري والمقبل، ودور دولة آسيوية في قيادة السوق، حسب تفاصيل تحليل لسوق المعادن حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ويشكّل معدن النيكل أهمية كبرى للسوق، سواء لتطبيقاته التقليدية (وأبرزها سبائك الصلب المقاوم للصدأ أو الإستانلس ستيل)، أو تلبية متطلبات التحول الأخضر والطاقة النظيفة.

أداء سوق النيكل في 2025

لم يكن فائض المعروض سمة جديدة على سوق النيكل في 2025، بل مشهد متكرر للعام الرابع، حسب تفاصيل تقرير تحليلي صادر عن شركة التعدين الروسية نورنيكل (Nornickel) أكبر منتج عالمي.

وتُشير التوقعات إلى إنتاج عالمي يصل إلى 3.86 مليون طن متري خلال العام الجاري بمعدل زيادة يصل إلى 6%، في حين يرتفع إنتاج العام المقبل بالنسبة ذاتها مسجلًا 4.10 مليون طن متري.

وقد يُفسَّر هذا الفائض للوهلة الأولى بضعف معدلات الطلب، لكن على النقيض زاد الطلب بمعدل 6% أيضًا خلال العام الجاري ليبلغ 3.62 مليون طن متري، ومن المتوقع أن يرتفع بنسبة مماثلة العام المقبل، ليصل إلى 3.83 مليون طن متري.

تعدين النيكل في إندونيسيا
مصاهر لمعالجة النيكل - الصورة من The Jakarta Post

يتطرق تقرير "نورنيكل" إلى فارق بين إنتاج النيكل والطلب عليه (الفائض)، سواء خلال العام الجاري أو المقبل، بما يعادل:

  • 240 ألف طن خلال 2025.
  • 270 ألف طن خلال 2026.

إندونيسيا والنيكل

إندونيسيا والنيكل، هما المتغير الأبرز للسوق في 2025، إذ سلّط تقرير شركة التعدين الروسية الضوء على دور الدولة الآسيوية في توسعة نطاق فائض الإمدادات بالأسواق.

وتستحوذ جاكرتا على ما يزيد على 66% من الإنتاج العالمي للعامين الجاري والمقبل، طبقًا لتقرير المراجعة الـ16 لسوق المعادن الذي أعدته "نورنيكل" المنشور في الموقع الإلكتروني للشركة.

وبدأت الحكومة الإندونيسية إجراءات للسيطرة على فائض المعروض بسوق النيكل في 2025، منذ أغسطس/آب الماضي.

وتضمنت الآليات الحكومية لإدارة قطاع المعادن بالبلاد: فرض المزيد من القيود على استخراج التراخيص، وإجراء تعديلات في حصص التعدين.

ورغم الانعكاس الإيجابي المتوقع من هذه الآليات على المديين المتوسط والبعيد، فإنهما يبدوان غير كافيين لخفض الإنتاج وتقليص حجم معروض النيكل في الأسواق بصورة سريعة.

ولتفسير ذلك، يتعين النظر إلى تعطُّش صناعة الصلب المقاوم للصدأ لإمدادات النيكل، إذ تعدّ الصناعة مصدر الطلب الرئيس على المعدن بجانب قطاعات أخرى، وتشير التقديرات إلى استمرار طلب هذه الصناعات والقطاعات مستقبلًا.

لفائف الصلب المقاوم للصدأ
لفائف الصلب المقاوم للصدأ - الصورة من INN

أسعار النيكل في 2025

شهدت أسعار النيكل في 2025 ثباتًا عند مستوى 15 ألف دولار/طن (وهو معدل مقارب لتكلفة إنتاج النيكل في إندونيسيا)، ويرجع ذلك إلى سببين متقابلين:

  1. ساعدت قوة الطلب على عدم انخفاض الأسعار، ما حافظ على استمرار ربح الإنتاج الإندونيسي، رغم أنه الأرخص عالميًا.
  2. عدم ارتفاع الأسعار في ظل استمرار تدفُّق الإمدادات الإندونيسية.

وأسهَم نمو المخزونات في دعم ثبات أسعار المعدن خلال العام الجاري، جنبًا إلى جنب مع استمرار قوة الطلب.

فعلى مدار العام ونصف العام الماضي، اتّسع نطاق تخزين النيكل في آسيا، ما شكّل سوقًا جديدة استوعبت المزيد من الإمدادات الفائضة.

ومن جانب آخر، يبدو التساؤل حول "كيفية إدارة فائض سوق النيكل في 2025، والإمدادات الزائدة المتوقعة خلال العام المقبل" منطقيًا.

وحمّل تقرير الشركة الروسية إندونيسيا مسؤولية "ضبط" سوق المعدن وتوازنها، من خلال التحكم في مستويات الإنتاج وتشديد السياسات اللازمة.

وتوقعت الشركة مواجهة إندونيسيا بعض التحديات التشغيلية خلال العام المقبل، ما يشير إلى إمكان عدم إنتاج النيكل وفق المستويات الواردة في التحليل.

وحذّر التقرير من زيادة الفائض إلى معدل أعلى من المتوقع، حال نجاح الدولة الآسيوية في تجنُّب هذه التحديات والتغلب عليها.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق