يشهد أول حقل نفط في المياه العميقة بالصين تطورًا لافتًا مع دخول مشروع التطوير الثانوي مرحلة التشغيل الكامل، في خطوة تعكس تسارع جهود بكين لتعزيز إنتاجها البحري ومواجهة تعقيدات الاستخراج في البيئات العميقة.
وبحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة، فقد أعلنت الشركة الوطنية الصينية للنفط البحري، اليوم الأحد 14 ديسمبر/كانون الأول (2025)، بدء التشغيل الكامل لمشروع التطوير الثانوي بحقل ليوهوا النفطي، وهو ما يمثّل مرحلة مفصلية في تاريخ الإنتاج البحري الصيني.
ويُنظر إلى هذه الخطوة بوصفها نقلة نوعية تعزّز قدرات الصين التقنية، إذ يدعم أول حقل نفط في المياه العميقة بالصين طموحات البلاد في تعظيم الاستفادة من الاحتياطيات المعقدة، ورفع كفاءة الإنتاج في أحواض بحرية صعبة.
وتأتي التطورات الجديدة في وقت تركز فيه بكين على توسيع استثماراتها في النفط والغاز البحري، مستندةً إلى خبرات تراكمت منذ تسعينيات القرن الماضي، مع توظيف حلول هندسية مبتكرة لتأمين الإمدادات وتعزيز أمن الطاقة.
حقل ليوهوا النفطي في الصين
يقع حقل ليوهوا النفطي في الصين بحوض مصب نهر اللؤلؤ، ويُعد أكبر حقل نفط بحري صخري مرجاني في البلاد من حيث الاحتياطيات الجيولوجية المثبتة، ما يمنح أول حقل نفط في المياه العميقة بالصين أهمية إستراتيجية طويلة الأمد.
وبدأ تشغيل حقل ليوهوا لأول مرة في عام 1996، ونجح منذ ذلك الحين في إنتاج ما يزيد على 20 مليون طن من النفط الخام، قبل أن تكشف الدراسات اللاحقة عن وجود احتياطيات كبيرة غير مستغلة في طبقات قاع البحر.
وتشير التقديرات إلى أن الاحتياطيات المتبقية في الحقل النفطي تبلغ نحو 140 مليون طن، وهو ما استدعى إطلاق مشروع تطوير ثانوي لاستغلال هذه الإمكانات، وتعزيز مردود أول حقل نفط في المياه العميقة بالصين على المدى المتوسط.

ويشمل مشروع التطوير الثانوي حقلَي ليوهوا 1-11 وليوهوا 1-4، في منطقة يبلغ متوسط عمق المياه فيها نحو 305 أمتار، مع تطوير بنية تحتية متقدمة قادرة على التعامل مع التحديات الجيولوجية والبيئية المعقدة.
وتضم خطة التطوير تشغيل 32 بئرًا إنتاجية، رُبطت بأنظمة حديثة للتحكم والمعالجة، بما يضمن استقرار الإنتاج وتحسين معدلات الاستخلاص من المكامن العميقة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ومنذ تشغيل الدفعة الأولى من الآبار في شهر سبتمبر/أيلول من العام الماضي 2024، ارتفع الإنتاج اليومي إلى مستوى قياسي بلغ 3 آلاف و900 طن، ما عزّز الجدوى الاقتصادية للمشروع ودعم موقعه ضمن خريطة الطاقة البحرية الصينية.
مشروع أيقوني في بحر الصين الجنوبي
تتولى شركة سينوك الصينية العملاقة تشغيل مشروع حقل ليوهوا النفطي بالكامل بحصة 100%، مستفيدة من خبراتها في تطوير الحقول البحرية، إذ يمثّل أول حقل نفط في المياه العميقة بالصين نموذجًا لتكامل البحث الهندسي مع التطبيق الصناعي.
ويُعدّ المشروع الأول من نوعه في قارة آسيا الذي يستعمل وحدة إنتاج وتخزين وتفريغ عائمة أسطوانية تحمل اسم "هايكوي-1"، إلى جانب منصة المياه العميقة "هايجي-2"، الأمر الذي يعكس تقدم الحلول التقنية المعتمدة لدى الشركة الصينية.
وتتوقع شركة سينوك أن يصل مشروع الحقل النفطي إلى ذروة إنتاج تقارب 17 ألفًا و900 برميل من النفط المكافئ يوميًا خلال عام 2026، وذلك بدعم من منظومة تشغيل مرنة صُمّمت خصوصًا للبيئات البحرية المعقدة.

وأكدت سينوك، في بيان سابق لها طالعته منصة الطاقة المتخصصة، أن النظام الجديد أسهم في خفض تكاليف البناء والإنتاج، ورفع الكفاءة التشغيلية، ما يعزز القدرة التنافسية لأول حقل نفط في المياه العميقة بالصين مقارنة بالمشروعات المماثلة.
وأوضح الرئيس التنفيذي للشركة الصينية العملاقة، تشو شينهواي، أن التغلّب على التحديات التقنية في مشروع تطوير الحقل كان عاملًا حاسمًا، مشيرًا إلى أن التجربة توفر حلولًا قابلة للتكرار في تطوير حقول نفط وغاز عميقة أخرى مستقبلًا.
ومن المنتظر أن يرسّخ مشروع تطوير حقل ليوهوا النفطي، مكانة الصين لاعبًا متقدمًا في تقنيات الإنتاج البحري، مع توسيع آفاق استغلال الموارد، وتحقيق توازن بين النمو الاقتصادي ومتطلبات أمن الطاقة على المدى الطويل.
موضوعات متعلقة..
- سينوك الصينية تبدأ الإنتاج من مشروع نفطي فريد
- حقل نفطي يحقّق إنجازًا مهمًا.. احتياطياته تتجاوز 100 مليون برميل
- أين يوجد أكبر حقل نفطي بحري في العالم؟.. 15 مليار برميل بدولة عربية
اقرأ أيضًا..
- أول مركز ابتكار للسيارات الكهربائية في الشرق الأوسط تحتضنه السعودية
- تقرير صادم: الحياد الكربوني في بريطانيا يهدد الحريات.. ويُنذر بانهيار اجتماعي واقتصادي
- هل إستراتيجية ترمب للأمن القومي والطاقة قابلة للتطبيق والاستمرار؟ أنس الحجي يكشف مفاجأة
المصدر..




