التقاريرسلايدر الرئيسيةمصافي النفط في الدول العربيةملفات خاصة

مصافي النفط في قطر.. طاقة تكريرية مستقرة وفائض للتصدير

سامر أبووردة

تُمثل مصافي النفط في قطر ركيزة أساسية بمنظومة الطاقة الوطنية؛ إذ تواصل الدوحة تطوير قدراتها في التكرير؛ لضمان تلبية الطلب المحلي وتعزيز مكانتها بصفتها مورّدًا إقليميًا للمنتجات النفطية.

ورغم هيمنة الغاز الطبيعي المسال على الاقتصاد القطري؛ فإن قطاع التكرير يُشكِّل حلقة مهمة في سلسلة القيمة المضافة للموارد الهيدروكربونية.

ووفقًا لبيانات حديثة لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تبلغ الطاقة التكريرية الإجمالية في قطر 430 ألف برميل يوميًا، وهو مستوى مستقر منذ عام 2020.

وتدعم هذه القدرة التكريرية تغطية الطلب المحلي من البنزين ووقود الطائرات والديزل، إلى جانب تحقيق فائض يُوجَّه إلى التصدير نحو أسواق شرق أفريقيا وجنوب آسيا.

وتمتلك قطر في عام 2025 القدرة على معالجة 80 ألف برميل يوميًا من النفط الخام، و363 ألف برميل يوميًا من المكثّفات، عبر مصفاتيها الرئيستين في مسيعيد ورأس لفان، بحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

ومنذ عام 2020، باتت مصافي النفط في قطر جميعها قادرة على إنتاج الديزل منخفض الكبريت، بما يتوافق مع المعايير البيئية الأوروبية الصارمة.

ورغم استقرار الطاقة التكريرية؛ فإن الدولة تواصل التركيز على رفع الكفاءة التشغيلية وتوسيع أسواق الصادرات النفطية، مع الحفاظ على التوازن بين الإنتاج المحلي وتنامي الطلب على الوقود.

مصفاة مسيعيد

تُعد مصفاة مسيعيد "مصفاة قطر للطاقة" أقدم مصافي النفط في قطر؛ إذ أُنشئت عام 1954 داخل مدينة مسيعيد الصناعية، على بُعد 40 كيلومترًا جنوب الدوحة، وتشغلها شركة قطر للطاقة.

خضعت المصفاة لتحديثات متتالية استهدفت تلبية الاحتياجات المتزايدة في السوق المحلية، لتصل طاقتها التكريرية إلى نحو 137 ألف برميل يوميًا.

في عام 2020، دُمج مصنع السيف للكيماويات ضمن عمليات مجمع مصافي قطر للطاقة؛ ما عزّز التكامل الصناعي بين التكرير والبتروكيماويات.

مصفاة مسيعيد في قطر
مصفاة مسيعيد في قطر - الصورة من "marhaba.qa"

وتنتج المصفاة مجموعة واسعة من المشتقات النفطية؛ أبرزها البنزين، والنافثا، وغاز النفط المسال، والديزل الأحمر.

وتُغطّي منتجات مصفاة مسيعيد الجزء الأكبر من احتياجات السوق المحلية، كما يُوجَّه جزء من الإنتاج إلى التصدير؛ بما يُسهم في تعزيز القيمة المضافة للقطاع الصناعي في قطر.

مصفاة لفان

تُعد مصفاة لفان، الواقعة في مدينة رأس لفان الصناعية، أحد أهم مرافق معالجة المكثّفات ضمن منظومة مصافي النفط في قطر.

أُنشئت عام 2006 لتكرير المكثّفات الناتجة من منشآت الغاز الطبيعي المسال التابعة لشركة قطر للطاقة، وتطويرها لتصبح منتجات نفطية عالية الجودة.

تبلغ الطاقة الإجمالية لمصفاة لفان بعد اندماج وحدتيها "لفان 1" و"لفان 2" في فبراير/شباط 2023 نحو 306.6 ألف برميل يوميًا.

مرافق مصفاة لفان في قطر
مرافق مصفاة لفان في قطر - الصورة من شركة قطر للطاقة

وتشمل المساهمات في المشروع: قطر للطاقة بنسبة 72%، وإكسون موبيل 10%، وتوتال إنرجي 10%، وكوزمو أويل 5.5%، وميتسوي 2.5%.

بدأت مصفاة لفان 1 الإنتاج عام 2009 بقدرة معالجة بلغت 160.6 ألف برميل يوميًا، وتنتج نحو 81 ألف برميل نافثا، و61.6 ألف برميل وقود طائرات، و24 ألف برميل من الديزل الأحمر، بالإضافة إلى نحو 935 طنًا من غاز النفط المسال يوميًا.

أما مصفاة لفان 2، التي اكتمل بناؤها نهاية 2016 باستثمارات قدرها 1.5 مليار دولار أميركي؛ فتُعالج 146 ألف برميل من المكثّفات يوميًا من حقل الشمال.

وتُنتج المصفاة، التي تمثل أحدث مصافي النفط في قطر، النافثا، ووقود الطائرات، والديزل، والبروبان، والبيوتان.

وقد مكّنت هذه التطورات قطر من تلبية الطلب المتزايد على الوقود النظيف وتوسيع صادراتها إلى أسواق جنوب شرق آسيا وأوروبا.

كما تعتمد المصفاة تقنيات المعالجة بالهيدروجين لتقليل نسبة الكبريت، بما يضمن مطابقة منتجاتها لمواصفات "يورو 5" البيئية.

مصافي النفط في قطر
مصفاة لفان 2 في قطر - الصورة من "أوفشور تكنولوجي"

إنتاج مصافي النفط في قطر

تُظهر بيانات منظمة أوبك أن مصافي النفط في قطر عالجت 337 ألف برميل يوميًا من الخام عام 2024، مقارنةً بـ348 ألفًا في 2023.

كما تراجع إنتاج المنتجات النفطية إلى 268 ألف برميل يوميًا، مقابل 276 ألف برميل يوميًا في 2023، بحسب البيانات المتاحة لدى منصة الطاقة.

في المقابل، ارتفعت صادرات المشتقات النفطية القطرية إلى 541 ألف برميل يوميًا عام 2024، مقابل 535 ألفًا في العام السابق، وهو ما يؤكد استمرار الفائض الإنتاجي القابل للتصدير.

وتُوجّه الصادرات القطرية بصفة رئيسة إلى الأسواق الآسيوية والأفريقية التي تشهد نموًا في الطلب على وقود النقل والطيران.

ويعكس هذا الأداء قدرة مصافي النفط في قطر على تحقيق التوازن بين تلبية الطلب المحلي والحفاظ على موقعها بصفتها مورّدًا إقليميًا للمنتجات النفطية عالية الجودة.

ولا تستورد الدولة أي منتجات مكرّرة؛ ما يدل على اكتفائها الذاتي وفاعلية منظومة التكرير لديها.

مستقبل مصافي النفط في قطر

تشمل الخطط المستقبلية تحديث مرافق مصافي النفط في قطر وتعزيز المعايير البيئية لخفض الانبعاثات وتحسين كفاءة الطاقة.

وتسعى الدوحة إلى مواصلة تطوير قطاع التكرير ضمن رؤيتها الوطنية 2030 التي تركز على تعظيم القيمة من الموارد الهيدروكربونية.

ومع استقرار الطاقة التكريرية عند 430 ألف برميل يوميًا، يبقى هدف الدولة الخليجية الحفاظ على كفاءة التشغيل وزيادة صادرات الديزل منخفض الكبريت والمنتجات النظيفة؛ بما يعزّز موقع مصافي النفط في قطر بصفتها مصدرًا رئيسًا لإمدادات الوقود في المنطقة.

موضوعات متعلقة..

نرشّح لكم..

المصادر:

  1. الطاقة التكريرية لمصافي النفط في قطر، من النشرة الإحصائية السنوية لـ"أوبك" 2025
  2. إنتاج مصافي النفط في قطر 2024، من النشرة الإحصائية السنوية لـ"أوبك" 2025
  3. بيانات مصفاة لفان، من شركة قطر للطاقة.
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق