أوبك+ و9 أعوام على إعلان التعاون.. شراكة صلبة تضبط أسواق النفط
وحدة أبحاث الطاقة - مي مجدي
على مدار 9 سنوات، ظلّ يوم 10 ديسمبر/كانون الأول (2016) علامة في تاريخ سوق النفط العالمية، حين اجتمعت 23 دولة من أعضاء أوبك ومن خارجها لتشكيل تحالف أوبك+، كما يُعرف اليوم، في فيينا لتوقيع إعلان التعاون التاريخي.
فخلال المدة من 2014 و2016، شهد الاقتصاد العالمي واحدًا من أكبر الانخفاضات في أسعار النفط منذ الحرب العالمية الثانية، حيث تراجعت بنسبة تقارب 70% تقريبًا، وهو أطول انخفاض منذ عام 1986، بحسب المتابعة التاريخية من وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
ومن رحم تلك الظروف، كان التنسيق بين دول أوبك وحلفائها من غير الأعضاء ضرورة لإنقاذ أسواق تتأرجح واقتصادات تُستنزف، واستثمارات مهدّدة.
وجاء التعاون ردًا على هذا الانهيار التاريخي، ليضمن استقرار الأسواق ويحافظ على مصالح المنتجين والمستهلكين على حد سواء.
ومنذ ذلك الوقت، لم يتوقف دور تحالف أوبك عند ضبط الإنتاج والأسعار، بل تجاوز ذلك بتأسيس ميثاق التعاون في منتصف عام 2019، ليصبح منصة مستدامة للتنسيق في مجالات عدة، منها التقنيات وتغير المناخ ومسارات الطاقة المستقبلية.
إعلان التعاون في 2016
وُلد تحالف أوبك+ بعد 56 عامًا من تأسيس منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) في 1960.
فمن "اتفاق الجزائر" الموقّع في سبتمبر/أيلول (2016) إلى "اتفاقية فيينا" في نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه، نسج الاجتماع الأول لأوبك وحلفائها قراراته التاريخية، ليضع حجر الأساس للتحالف، قبل أن يتجسّد رسميًا في إعلان التعاون.
وقد جمعت مائدة واحدة 13 دولة عضوة من أوبك -قبل انسحاب أنغولا في 2023- إلى جانب 10 دول أخرى لتأسيس منصة دائمة للحوار والتنظيم، هدفها إرساء التوازن بين العرض والطلب.
وحاليًا، يتكوّن التحالف من 22 دولة، هي: السعودية، والجزائر، وأنغولا، والكونغو، وغينيا الاستوائية، وإيران، والعراق، والكويت، وليبيا، ونيجيريا، والإمارات، وفنزويلا، والغابون، بالإضافة إلى روسيا، وأذربيجان، والبحرين، وبروناي، وماليزيا، وقازاخستان، والمكسيك، وسلطنة عمان، والسودان، وجنوب السودان.
واليوم، بعد 9 سنوات من انطلاقه، يظل إعلان التعاون مرجعًا حيًا لتوجيه السياسات النفطية العالمية، يجمع بين حماية الاستقرار الاقتصادي وتحفيز الاستثمار المستدام.

أوبك+ في مواجهة التحديات
في خضم انهيار الطلب العالمي على النفط إثر جائحة كورونا عام 2020، أظهر تحالف أوبك+ قدرة فريدة على إدارة الأزمات.
فقد استجابت الدول الأعضاء بسرعة وكفاءة، وتمكّنت من خفض الإنتاج بمقدار 9.7 مليون برميل يوميًا، لتجنّب انهيار محتمل لأسواق النفط.
ورسخ هذا التعاون دور أوبك، كونها منصة قيادية للتعاون والحوار، بهدف ضمان استقرار السوق وتعزيز أمن الطاقة، مع التركيز على تأمين استثمارات ملائمة وتوفير مصادر الطاقة للجميع.
لقد فتح التحالف الباب أمام تطوير حلول مناخية مستدامة، بتبني نهج شامل يشمل جميع أشكال الطاقة والتقنيات والشعوب من دون أي استثناء.
ومع تصاعد تأثير حرب روسيا على أوكرانيا، اتجه تحالف أوبك+ إلى خفض الإنتاج بنحو مليونَي برميل لمواجهة ارتفاع الأسعار منذ نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، ويمتد حتى نهاية 2026، إلى جانب تخفيضات طوعية من قِبل عدة دول.
ولم تمر هذه الجهود دون تقدير عالمي، إذ أشادت بها دول ومنظمات بارزة، من وزراء الطاقة في مجموعة الـ20، إلى الأرجنتين والبرازيل وكندا وكولومبيا والنرويج، فضلًا عن وكالة الطاقة الدولية والمنظمة الأفريقية لمنتجي النفط ومنتدى الطاقة الدولي، إلى جانب العديد من المنتجين المستقلين.
قوة تحالف أوبك+
تبرز قوة تحالف أوبك+ في هيمنته على نحو 85% من احتياطيات النفط العالمية، البالغة 1.567 تريليون برميل، وفق بيانات وحدة أبحاث الطاقة.
وخلال عام 2024، استقرت احتياطيات التحالف من النفط تقريبًا عند 1.377 تريليون برميل.
بالإضافة إلى ذلك، بلغ إنتاج التحالف من النفط الخام 40.9 مليون برميل يوميًا في عام 2024، ليشكل قرابة 56% من الإنتاج العالمي البالغ 72.6 مليونًا.
وبحسب أحدث البيانات الشهرية المعلنة، تجاوز إنتاج أوبك+ 43 مليون برميل يوميًا في أكتوبر/تشرين الأول 2025، كما يرصد الجدول الآتي:

موضوعات متعلقة..
- أسباب ارتفاع صادرات أوبك+.. وحقائق حول نفط روسيا وفنزويلا والبرازيل (تقرير)
- تقرير: أوبك+ يحدد آلية لتقييم حصص الإنتاج المستقبلية.. مكافأة لهذه الدول
- أمين عام أوبك في الذكرى الـ65 لتأسيسها: سنظل ركيزة صناعة النفط.. وباقون لعقود
اقرأ أيضًا..
- إدارة معلومات الطاقة ترفع توقعات الطلب على النفط في 2026
- متوسط أسعار النفط في 2026 قد ينخفض 20% (تقرير)
- واردات الصين من النفط الخليجي ترتفع 6%.. والسعودية في الصدارة
المصدر:
تاريخ أوبك+ وإنتاجه، من الموقع الرسمي لمنظمة أوبك.





