مصفاة سامرف السعودية تشهد صفقة تطوير ضخمة
تشهد مصفاة سامرف مرحلة مفصلية جديدة، بعدما أعلنت الشركات المالكة دخول المشروع في صفقة تطوير كبرى تهدف إلى تحويله لمجمع متكامل للبتروكيماويات في مدينة ينبع.
ويأتي هذا التحرك في وقت تتسابق فيه السوق العالمية لرفع قدرات التكرير والبتروكيماويات، ما يعزّز أهمية المشروع في دعم توجهات المملكة العربية السعودية الصناعية.
ووقعت أرامكو السعودية، حسب بيان رسمي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، اليوم الإثنين 8 ديسمبر/كانون الأول 2025، اتفاقية إطار لتقييم أعمال تطوير ضخمة لمجمع مصفاة سامرف، بمشاركة "إكسون موبيل" و"سامرف"، بما يعكس تنامي الشراكات الإستراتيجية في قطاع التكرير.
وتسعى الاتفاقية إلى توجيه أعمال التطوير نحو تنويع الإنتاج وتوسيع قدرات مصفاة سامرف، لتشمل البتروكيماويات عالية القيمة، وسط تزايد الطلبَيْن المحلي والعالمي على المنتجات منخفضة الانبعاثات وذات الكفاءة العالية في استهلاك الطاقة.
مرحلة تطوير شاملة لمصفاة سامرف
يمهّد مشروع تطوير مصفاة سامرف لمرحلة جديدة من استثمارات طويلة المدى، مع توضيح الشركات أن خطط التوسعة ستخضع لظروف السوق والموافقات التنظيمية والقرارات الاستثمارية النهائية، في خطوة تمثّل تحولًا نوعيًا لهيكل المصفاة التاريخي.
وتستند الخطط الجديدة إلى الاتفاقية الإطارية المُوقّعة لتوسيع نطاق عمل المصفاة وتحويلها إلى مركز إنتاج بتروكيماويات متقدم، إذ تهدف الشراكات إلى استكشاف الاستثمارات الرأسمالية اللازمة لدعم مسارات التطوير وخفض الانبعاثات وتعزيز القيمة المضافة.
وتضم الخطة إنتاج نواتج تقطير عالية الجودة تُسهم في دعم توجهات المملكة نحو الاقتصاد منخفض الانبعاثات، بحسب ما جاء في البيان وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وتشير بنود الاتفاقية إلى أن عمليات تطوير مصفاة سامرف ستتضمّن إنتاج مواد كيماوية عالية الأداء تواكب احتياجات القطاعات الصناعية، مع التركيز على كفاءة الطاقة وتحسين الأداء التشغيلي، ما يعزّز موقع المصفاة بوصفها لاعبًا رئيسًا في سوق البتروكيماويات السعودية.
وقال الرئيس للتكرير والكيماويات والتسويق في أرامكو السعودية، محمد بن يحيى القحطاني، إن مشروع تطوير مصفاة سامرف يمثّل خطوة متقدمة في مسيرة التعاون الإستراتيجي مع إكسون موبيل، مؤكدًا دور المشروع في تعزيز تحول السوائل النفطية إلى مواد كيماوية ذات قيمة عالية.
وأضاف: "رؤية تطوير مصفاة سامرف لا تقتصر على رفع الكفاءة والإنتاج فحسب، بل تمتد إلى ترسيخ دورها مستقبلًا بوصفها محركًا رئيسًا لنمو قطاع البتروكيماويات في المملكة، وهو ما يعكس الاتجاه الصناعي الوطني للسنوات المقبلة".
وتعكس هذه المرحلة من تطوير مصفاة سامرف الجهود المشتركة لتعزيز القدرة التنافسية للصناعة السعودية، إذ تمثّل الشراكة الممتدة مع "إكسون موبيل" ركيزة لتطوير مشروعات نوعية تدعم أمن الطاقة وتحوّل المملكة إلى مركز للصناعات المتقدمة.
أعمال الهندسة والتصميم الأولي
من المقرر أن تبدأ الشركات المنفّذة -قريبًا- مرحلة الهندسة والتصميم الأولية للمشروع المقترح، التي ستحدد الخطوات التفصيلية لتحويل مصفاة سامرف إلى منشأة ذات قيمة تشغيلية أكبر، مع مراعاة الطلب المتنامي على المنتجات البتروكيماوية في المملكة والأسواق الإقليمية.
وتستهدف هذه المرحلة تعظيم الاستفادة من البنية التحتية الحالية، إذ ستُسهم مرحلة التصميم في تعزيز تنافسية المصفاة عبر اعتماد إستراتيجيات حديثة في خفض الانبعاثات، وتقليل استهلاك الطاقة، وتطوير وحدات إنتاج تدعم توجهات المملكة البيئية، بما يتماشى مع التحول العالمي نحو طاقة أنظف وأكثر كفاءة.

وتعتمد الشركات على خبراتها الطويلة في تنفيذ مشروعات مشابهة لضمان أن يتحول تطوير مصفاة سامرف إلى نموذج متقدم في التشغيل والصيانة، مع إدخال تكنولوجيا حديثة تدعم تحسين جودة المنتجات وتوسيع حصّة المصفاة في الأسواق المحلية والدولية.
ويدعم هذا التوجه تكامل "أرامكو" و"إكسون موبيل" في مشروع مصفاة سامرف المشترك الذي يُعد من أبرز التحالفات الصناعية في المنطقة، إذ أسهم عبر عقود في تزويد المملكة بمنتجات طاقة متطورة تواكب احتياجات النقل والصناعة.
وتُظهر بيانات التشغيل أن المصفاة تمتلك قدرة معالجة تتجاوز 400 ألف برميل يوميًا من النفط الخام، ما يجعلها إحدى ركائز منظومة التكرير الوطنية، مع إنتاج واسع يشمل البروبان والديزل وزيت الوقود البحري والكبريت، وهو ما يعزّز فرص نجاح مشروع التطوير الجديد.
موضوعات متعلقة..
- أكبر مصافي التكرير العربية.. السعودية تُهيمن على قائمة الـ10 الكبار (إنفوغرافيك)
- أرقام عن مصافي النفط في السعودية وقدرات التكرير (إنفوغرافيك)
- خريطة مصافي تكرير أرامكو السعودية.. 17 منشأة منتشرة عالميًا ومحليًا (إنفوغرافيك)
اقرأ أيضًا..
- سفير الجزائر بالقاهرة: نستلهم خبرات مصر في مزارع الرياح والألواح الشمسية (حوار)
- ليبيا تريد اقتناص الغاز الأفريقي في منافسة المغرب والجزائر
- شبكة الكهرباء البريطانية تستبعد المئات من مشروعات التوليد "الزومبي"
المصدر..





