
بدأ مشروع الغاز المسال في تندرارة (حقل الغاز المغربي) التشغيل التجريبي، في خطوة تهدف إلى توسع البلاد في الاعتماد على الغاز، خاصة بالقطاع الصناعي.
وبحسب بيان رسمي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن إعلان اليوم الإثنين 8 ديسمبر/كانون الأول 2025، يأتي وسط ترقّب لمسار الإنتاج الأولي، تمهيدًا لبدء التصدير المحلي خلال العامَيْن المقبلَيْن.
وفقد أعلنت شركة ساوند إنرجي بدء تدفّق الغاز لأول مرة داخل نظام تجميع الغاز، وهي خطوة تمثّل نقطة تحول على طريق التشغيل الكامل لمحطة الغاز الطبيعي المسال المصغرة، مع وصول المكوّن التقني الأخير للنظام، بما يسمح بانتقال المشروع إلى مرحلة أكثر تقدمًا.
ويُجسّد مشروع الغاز المسال في تندرارة نقلة نوعية في سعي السلطات لتعزيز موارد الغاز المحلية، وذلك ضمن توجهات تتماشى مع برامج الاستغناء التدريجي عن الفحم المستورد والاعتماد على مصادر أنظف نسبيًا في مزيج الطاقة الوطني.
المرحلة الأولى من التشغيل
يمثّل التشغيل التجريبي لمشروع الغاز المسال في تندرارة خطوة أولية، لكنها محورية، لتأكيد جاهزية البنية التحتية قبل بدء الإنتاج طويل الأمد، خاصة مع اعتماد المشروع على باقة من الشراكات الدولية التي توفّر خبرات تقنية وتمويلية تدعم مسار التنفيذ وصولًا إلى التشغيل التجاري.
وبدأ المشغّل "مانا إنرجي" تنفيذ أولى عمليات التدفق داخل نظام تجميع الغاز، بعد تركيب جهاز التحكم "سكادا" (SCADA)، ما أتاح انتقال الغاز من البئر "TE-6" لبدء الاختبارات الأولية، وهو ما يُعد الركيزة الأساسية لتهيئة محطة المعالجة قبل دخولها مرحلة الإنتاج المستمر.
ويُعدّ نظام تجميع الغاز جزءًا جوهريًا من البنية التشغيلية التي يعتمد عليها مشروع الغاز المسال في تندرارة، لا سيما أنه سيستقبل كميات الغاز الموجهة إلى منشأة الغاز الطبيعي المسال المصغرة.
وقد أكدت ساوند إنرجي امتلاكها 20% من الامتياز، في حين تستحوذ "مانا إنرجي" على 55%، ويملك المكتب الوطني للهيدروكربورات والمعادن (ONHYM) 25 %، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتتولى شركة "إيتالفلويد جيوإنرجي" الإيطالية أعمال بناء محطة الغاز المسال المصغرة، بجانب تشغيلها وصيانتها ضمن ضمانات تشغيلية كاملة، بموجب عقد مع "أفريقيا غاز" لمدة 10 سنوات، وفق صيغة "خذ أو ادفع"، ما يعزّز الجدوى التجارية لمشروع الغاز المسال في تندرارة.

ويعتمد التطوير في مرحلته الأولى على البئرَيْن "TE-6" و"TE-7"، بالإضافة إلى بئر جديدة واحدة لضمان استقرار الإنتاج على مدى 10 سنوات متواصلة، إذ تُشير توقعات المقاول إلى بدء مبيعات الغاز المسال المدرة للإيرادات في أواخر الربع الأول أو الربع الثاني من عام 2026.
ووصفت "ساوند إنرجي" التقدم الحالي بأنه بداية "مرحلة مثيرة" تستعد خلالها الشركة لتحولها إلى مُولّد للإيرادات بفضل الإنتاج المرتقب، مؤكدة أن مشروع الغاز المسال في تندرارة سيمنح السوق المغربية موردًا مهمًا لتلبية الطلب الصناعي المحلي خلال السنوات المقبلة.
دور المشروع في التحول الطاقي بالمغرب
يمثّل التقدم الأخير امتدادًا لجهود المغرب لزيادة الاعتماد على الغاز المحلي، إذ يُعدّ مشروع الغاز المسال في تندرارة أحد المحاور الرئيسة ضمن إستراتيجية تخفيف الاعتماد على الفحم والوقود المستورد.
ويأتي التشغيل التجريبي ليعزّز مكانة المشروع في خطط الدولة للتحول الطاقي وتقليل الانبعاثات ضمن مزيج الكهرباء، بحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة.
كما تُبرز تطورات الامتياز التزام الشركاء الدوليين، وعلى رأسهم "مانا إنرجي" والمكتب الوطني للهيدروكربورات والمعادن، بإتمام مراحل المشروع وفق الجداول الزمنية المحددة، ما يعكس الجدية والانسجام بين الأطراف المعنية.

ويُتوقع أن يُسهم تشغيل مشروع الغاز المسال بتندرارة في رفع مستوى الثقة الاستثمارية بقطاع الغاز المغربي خلال الأعوام المقبلة، إذ يمثّل العقد طويل الأجل مع شركة "أفريقيا غاز" عنصرًا محوريًا في ضمان استدامة الإيرادات.
ويعتمد العقد على معادلة سعرية تُراعي مؤشري "تي تي إف" الأوروبي و"هنري هب" الأميركي، ما يمنح مرونة تسعيرية تتماشى مع السوق الدولية. كما يُشكّل العقد إحدى أهم ركائز التسويق طويل الأمد داخل مشروع الغاز المسال في تندرارة.
ويُعدّ المشروع ركيزة أساسية لتزويد الصناعات المغربية بالغاز المحلي، خاصة الصناعات التي تعتمد على الوقود عالي التكلفة، إذ يوفّر بديلًا اقتصاديًا ونظيفًا في الوقت ذاته.
ومن شأن التشغيل الكامل أن يدعم خطط الدولة لخفض النفقات المرتبطة باستيراد الغاز المسال من الخارج، مع تعزيز الأمن الطاقي الوطني.
موضوعات متعلقة..
- خزان الغاز المسال في حقل تندرارة المغربي يتقدم خطوة بالبناء
- منصة حفر عملاقة تغادر حقل تندرارة المغربي
- حقل تندرارة المغربي يشهد تقدمًا بمشروع الغاز المسال
اقرأ أيضًا..
- تصنيع معدات الطاقة المتجددة.. 8 دول تقود المنطقة العربية (مسح)
- ليبيا تريد اقتناص الغاز الأفريقي في منافسة المغرب والجزائر
- بسبب تغير المناخ.. 2024 أشد عام سخونة في تاريخ الدول العربية (تقرير)
المصدر..





