سلطنة عمان تعلق رسميًا على انسحاب شركة عالمية من مشروعي هيدروجين
الطاقة

تشهد سلطنة عمان مرحلة مفصلية في تطوير قطاع الهيدروجين، بعد إعلان انسحاب شركة عالمية من مشروعات مهمة، وذلك ضمن مراجعتها العالمية لمحفظة الطاقة لديها.
وبحسب بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، فقد أعلنت شركة هيدروجين عُمان "هايدروم" -اليوم الإثنين 8 ديسمبر/كانون الأول 2025- مستجدات مهمة تتعلق بانسحاب شركة النفط البريطانية "بي بي" من مشروعين.
وجاء قرار الشركة البريطانية نتيجة إعادة ترتيب أولوياتها الاستثمارية؛ ما دفع الجهات العُمانية إلى توضيح وضع المشروعات، والتأكيد على استمرار العمل في الخطط الوطنية رغم هذا الانسحاب الدولي.
وأكدت هايدروم أن سلطنة عمان ماضية في تنفيذ إستراتيجيتها للهيدروجين الأخضر، مع التزام الجهات المطوّرة بالمراحل الزمنية المتفق عليها، وحرص الحكومة على توفير بيئة استثمارية مستقرة تدعم الإنتاج وتجذب التحالفات العالمية.
ويأتي إعلان الدولة الخليجية في ظل تطورات إقليمية ودولية تواجه قطاع الهيدروجين؛ بما في ذلك تحديات العرض والطلب ومراجعة الشركات الكبرى لاستثماراتها؛ ما يجعل المتابعة الدقيقة لمسار المشروعات خطوة ضرورية للحفاظ على زخم التطوير.
قطاع الهيدروجين في سلطنة عمان
تتابع شركة "هايدروم" تطورات انسحاب "بي بي" من أحد المشروعات المهمة لدى قطاع الهيدروجين في سلطنة عمان، والذي لم يقتصر على مسقط فقط، بل شمل دولًا أخرى مثل أستراليا والمملكة المتحدة.
وجاء انسحاب الشركة البريطانية من مشروعات الهيدروجين الأخضر، في إطار مراجعة شاملة لمحفظة الشركة العالمية؛ إذ أكدت الجهة العُمانية أن الانسحاب تم باتفاق متبادل بين جميع الأطراف، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وبحسب "هايدروم" فإن بي بي لا تزال ملتزمة بالسوق العُمانية من خلال مشاركتها في تحالف "هاي بورت الدقم"، مشيرةً إلى أن إعادة ترتيب الاستثمارات الدولية لا يؤثر في التعاون القائم داخل سلطنة عمان في مشروعات الطاقة منخفضة الانبعاثات.
وخلال قمة الهيدروجين الأخضر في مسقط، أعلنت هايدروم إنهاء مشروعين مرتبطين بتحالفات تضم "بي بي" البريطانية و"إنجي" الفرنسية و"بوسكو"، إذ جاء القرار بعد تقييم مشترك لمتغيرات السوق، وسط سعي سلطنة عمان لتقديم صورة واضحة حول تطورات قطاع الهيدروجين، وضمان شفافية المعلومات.

وأكدت الشركة أن نحو 7 مشروعات أخرى مستمرة في التنفيذ وفق الخطط المحددة، ما يعكس عزم الدولة الخليجية على مواصلة بناء قطاع قوي في مجال الهيدروجين الأخضر، على الرغم من التحولات العالمية المتسارعة.
ويأتي هذا المشهد في وقت تتزايد فيه مخاوف الصناعة من عدم التوازن بين العرض والطلب عالميًا؛ الأمر الذي يضع دولًا مثل سلطنة عمان أمام ضرورة مراجعة مسارات التطوير دون إبطاء عجلة الاستثمار.
مشروعات قائمة واستثمارات جديدة
أوضحت شركة هيدروجين عمان "هايدروم" أن مشروع "أكمي" دخل فعليًا مرحلة التنفيذ، مع استهداف إنتاج 100 ألف طن من الأمونيا الخضراء و17 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا، ضمن خطة توسعية قد تصل إلى 1.2 مليون طن؛ ما يعزز مكانة قطاع الهيدروجين في سلطنة عمان عالميًا.
كما أشارت الشركة إلى استمرار العمل على إطلاق مزاد ثالث للأراضي المخصصة لمشروعات الهيدروجين، مع تقديم حوافز جديدة تصل إلى 3.6 مليار دولار، وهي خطوة تعكس توجه مسقط لتسريع الجذب الاستثماري وضمان تنويع التحالفات المطوّرة.
وترى الجهات المختصة أن استمرار المشروعات الـ7 في أعمال التنفيذ والاتجاه نحو الإنتاج، يمنح سلطنة عمان قاعدة إنتاجية قوية تسمح بتحقيق هدف إنتاج مليون طن سنويًا بحلول 2030، فضلًا عن تطوير سلسلة قيمة متكاملة تشمل الإنتاج والتخزين والتصدير.
وتتابع هايدروم باهتمام التحديات الإقليمية، بما في ذلك الصعوبات التي يواجهها مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر في السعودية، إذ إن الدروس المستفادة تساعد سلطنة عمان في تحسين تصميم مشروعاتها ومواءمتها مع الأسواق العالمية.
وتؤكد هذه التطورات أن سلطنة عمان تمضي بثبات في تنفيذ إستراتيجيتها، رغم انسحاب بعض الشركات العالمية، مع التركيز على بناء قطاع هيدروجين قادر على المنافسة وتوفير فرص اقتصادية طويلة الأمد.
موضوعات متعلقة..
- الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان.. تسهيلات جديدة لجذب المستثمرين
- صفقة لتصنيع معدات الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان.. أول دولة عربية
- إستراتيجية الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان تتجه نحو الريادة عالميًا (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- تصنيع معدات الطاقة المتجددة.. 8 دول تقود المنطقة العربية (مسح)
- ليبيا تريد اقتناص الغاز الأفريقي في منافسة المغرب والجزائر
- بسبب تغير المناخ.. 2024 أشد عام سخونة في تاريخ الدول العربية (تقرير)
المصدر..





