شحن السفن الكهربائية في مزارع الرياح البحرية.. شركتان تستكشفان الفكرة (تقرير)
نوار صبح
- تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المرتبطة بالسفن يتعزّز بتمكين الشحن الكهربائي البحري
- الحكومة الدنماركية وافقت على شراء البنية التحتية للنقل لجزيرة الطاقة المرتقبة
- جزيرة بورنهولم للطاقة هي واحدة من مزرعتَين قيد التطوير
- يمكن لجزيرتَي الطاقة استضافة 3 غيغاواط من طاقة الرياح البحرية
تستكشف شركتان دنماركيتان إمكان استعمال مزارع الرياح البحرية في شحن السفن الكهربائية؛ ما يُسهم في دمج طاقة الرياح البحرية مع كهربة قطاع الشحن البحري.
وتُعد شركة ستيلستروم (Stillstrom)، التابعة لشركة الشحن والخدمات اللوجستية الدنماركية "إيه بي مولر ميرسك غروب" A.P. Moller Maersk Group، شركة رائدة في مجال التقنية البحرية؛ إذ تقدم حلول الطاقة والشحن البحري، بحسب ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وتصف الشركة مهمتها على موقعها الإلكتروني بأنها "تساعد على تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المرتبطة بالسفن من خلال تمكين الشحن الكهربائي البحري وضمان حصول السفن التي تعمل بالبطاريات على مصدر كهرباء مستمر في أثناء رسوها".
وتؤكد الشركة أن تقنية الكهرباء والشحن البحري لديها قادرة على العمل بصفتها "نقطة شحن بحرية للسفن الهجينة والكهربائية، أو منطقة إرساء منخفضة الانبعاثات لآلاف السفن المتوقفة خارج المواني يوميًا".
دمج طاقة الرياح البحرية مع كهربة النقل البحري
لإثبات جدوى تقنيتها، أعلنت شركة ستيلستروم، يوم الثلاثاء 2 ديسمبر/كانون الأول الجاري، أنها ستتعاون مع ميناء روين، في جزيرة بورنهولم الدنماركية، لإعداد ورقة بحثية مشتركة تستكشف طريقة دمج طاقة الرياح البحرية مع كهربة النقل البحري.
وتهدف الدراسة الجديدة، المعنونة بـ"جزيرة بورنهولم للطاقة تُعزز كهربة النقل البحري"، والمتوقع نشرها في الربع الأول من عام 2026، إلى تقييم طريقة دعم إنتاج الطاقة المتجددة وسعة الشبكة المستقبلية لحلول الشحن للعبارات الكهربائية وسفن الشحن والخدمات البحرية.
وتركز الورقة البحثية تحديدًا على تطوير مرافق الشحن البحري بوصفها جزءًا من "جزيرة بورنهولم للطاقة" المرتقبة، وكيف يُمكن أن يُمثل هذا التكامل نموذجًا أوليًا وخطة تفصيلية قابلة لتطوير المواني والمراكز البحرية التي تستعد للموجة التالية من كهربة النقل البحري.
وجرى اختيار بورنهولم -وهي جزيرة دنماركية قبالة شرق الدنمارك في الجزء الجنوبي من بحر البلطيق- في عام 2020 بصفتها مركزًا لواحدة من جزيرتَي "الطاقة" اللتَين التزمت حكومة الدنمارك ببنائهما بحلول عام 2030، حسب مصادر تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتُعدّ الجزيرة الطبيعية مركزًا لأحد أكثر ممرات الشحن ازدحامًا في أوروبا، نظرًا إلى موقعها المركزي ليس فقط بالنسبة إلى الدنمارك، بل للسويد وفنلندا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا وألمانيا.
وعزّزت الخطط القائمة لاستغلال الجزيرة بوصفها نقطة ربط طبيعية بين بولندا والدنمارك قرار إنشاء مزارع رياح بحرية تدريجيًا على الشواطئ الرملية المحيطة بها.
البنية التحتية للنقل لجزيرة الطاقة
حتى كتابة هذه السطور، وافقت الحكومة الدنماركية على شراء البنية التحتية للنقل لجزيرة الطاقة المرتقبة من قِبل شركة "إنرجينت" (Energinet)، المشغل الوطني الدنماركي لنظام النقل، ولكنها لم تقرر بعد ما إذا كانت ستطرح مزرعة الرياح البحرية التي تبلغ قدرتها 3 غيغاواط في مزاد علني.
وتتضمّن الخطط الحالية لجزيرة بورنهولم للطاقة إنشاء مزرعتَي رياح بحريتَين، ومحطة تحويل تيار مستمر عالي الجهد في جزيرة بورنهولم، وخطوط ربط بالبر الرئيس.
وتُعدّ جزيرة بورنهولم للطاقة واحدة من مزرعتَين قيد التطوير، وتقع الأخرى في بحر الشمال قبالة الساحل الغربي للدنمارك.
ويمكن لجزيرتي الطاقة استضافة 3 غيغاواط من طاقة الرياح البحرية، وفي حالة جزيرة بحر الشمال، قد تصل إلى 10 غيغاواط أو أكثر في المستقبل.
وستُشكل كل "جزيرة طاقة" -جزيرة طبيعية في حالة بورنهولم، وجزيرة اصطناعية في مخطط مشروع بحر الشمال- محورًا رئيسًا لنقل جميع الكهرباء البحرية إلى الشاطئ.

شحن السفن الكهربائية
تقدّر شركة "ستيلستروم" أن نحو 17 تيراواط/ساعة من استهلاك الكهرباء الجديد ستكون مطلوبة يومًا ما لشحن السفن الكهربائية، ما سيحل محل نحو 3 ملايين طن من الديزل البحري، ويوفّر نحو ملياري يورو (2.33 مليار دولار) من واردات النفط.
وقال المدير الأول للشؤون التنظيمية والعامة لدى شركة ستيلستروم، سون ستروم: "تُعدّ كهربة النقل البحري الخطوةَ التالية في مسيرة التحول الأخضر في أوروبا".
وأضاف: "لكي يستثمر مالكو السفن في السفن العاملة بالبطاريات، يجب بناء البنية التحتية للشحن قبل الطلب، سواء في البحر أو في المواني".
وأردف: "تُتيح جزيرة بورنهولم للطاقة فرصة فريدة لإثبات كيف يُمكن لطاقة الرياح البحرية دعم شحن السفن الكهربائية في أحد أكثر ممرات الشحن ازدحامًا في أوروبا".
بدورها، تعتقد سلطات ميناء روين، بصفته ميناءً شاملًا ضمن شبكة النقل عبر أوروبا، أنه مؤهلٌ لتقديم رؤى عملية حول أنواع البنية التحتية التي قد تكون مطلوبة مع بدء تحول العمليات البحرية نحو الكهربة، بما في ذلك المتعلقة بشحن العبّارات مستقبلًا، والطاقة النظيفة على الشاطئ لسفن الرحلات البحرية.
موضوعات متعلقة..
- فشل مناقصة الرياح البحرية في الدنمارك يفتح الباب لإصلاحات حكومية ضخمة
- تكاليف الرياح البحرية في الدنمارك تعصف بأحلام الحكومة.. وتحذير من فشل ذريع
- أكبر مشروعات طاقة الرياح البحرية في الدنمارك يدخل حيز التنفيذ
اقرأ أيضًا..
- أنس الحجي: عقوبات ترمب على الشركات الروسية تؤثر في العراق.. هذه أبرز التداعيات
- الطاقة والذكاء الاصطناعي سلاحا ترمب لفرض كلمة أميركا في العالم (تقرير)
- عدد وظائف قطاع الطاقة العالمي يرتفع 2.2%.. والكهرباء تتصدر لأول مرة
المصدر:





