مصر تدرس توطين صناعة المعدات الكهربائية ذات الجهد العالي

2025-12-06

0 329

توطين صناعة المعدات الكهربائية في مصر — جانب من لقاء وزير الكهرباء والطاقة المتجددة ووفد الشركة الصينية- الصورة من الوزارة

تواصل مصر جهودها لتعزيز مكانتها الصناعية من خلال خطط واضحة لتوطين صناعة المعدات الكهربائية ذات الجهد العالي، ضمن جهود الدولة لدعم الإنتاج المحلي وتطوير الشبكة القومية، وهو ما يأتي في إطار توجه حكومي متكامل يربط بين التصنيع ونقل التكنولوجيا ورفع كفاءة منظومة الكهرباء.

وبحسب بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فقد التقى وزير الكهرباء والطاقة المتجددة الدكتور محمود عصمت، اليوم السبت 6 ديسمبر/كانون الأول 2025، وفدًا من مجموعة "إكس دي" (XD) الصينية لبحث توسيع الشراكة الصناعية.

ويأتي هذا اللقاء ليؤكد التزام مصر بتطوير بنية تحتية كهربائية أكثر قدرة على تلبية الطلب المتزايد على الطاقة، إذ شهد الاجتماع استعراض مستجدات المشروعات المشتركة بين الجانبين، لا سيما ما يتعلق بتصنيع المهمات الكهربائية محليًا وفق خطط تستند إلى رفع نسبة المكون المحلي.

وتحرص مصر على الاستفادة من الحوافز الصناعية لتعزيز قدرات الشركات المحلية وجذب التكنولوجيا الأجنبية، لذا يعكس التعاون المتجدد مع الشركة الصينية توجه القاهرة نحو بناء قاعدة صناعية قوية في قطاع الكهرباء، عبر خطوط إنتاج جديدة ومهمات مبتكرة.

كما يعكس اللقاء التركيز على تحسين جاهزية الشبكة القومية، وهو توجه يُسهم في دعم خطط الدولة لزيادة استيعاب الطاقة المتجددة وتوسيع الأسواق الإقليمية.

توطين صناعة المعدات الكهربائية في مصر

تركّز جهود مصر الحالية على توسيع الشراكات مع الشركات العالمية، بهدف نقل التكنولوجيا وتطبيق معايير تصنيع أكثر تطورًا داخل السوق المحلية، لذا شمل اجتماع الوزير بحث برامج دعم الصناعة الوطنية، وتعزيز الاعتماد على الخامات المحلية لتعظيم القيمة المضافة في مختلف مراحل الإنتاج.

واستعرض مسؤولو مجموعة "إكس دي" الصينية خططهم التوسعية بالتعاون مع "إجيماك"، مؤكدين دعمهم منظومة التصنيع داخل مصر عبر مشروعات تهدف إلى رفع كفاءة المحولات والمهمات الخاصة بالشبكات.

وتركز هذه المشروعات على توطين التكنولوجيا وتأسيس مراكز قياس متقدمة تدعم جودة الإنتاج، وفق ما جاء في بيان وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، الذي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

جانب من لقاء وزير الكهرباء والطاقة المتجددة ووفد الشركة الصينية - الصورة من الوزارة

كما بحث الجانبان المستجدات المتعلقة بتنفيذ مشروعات تغذية منطقة الدلتا الجديدة، وتقدم الأعمال في المحطات الأخرى وفق الجداول الزمنية. وتحرص مصر على تسريع وتيرة التنفيذ لضمان تحسين الجهد الكهربائي وتلبية احتياجات المناطق التنموية الجديدة.

وتناول اللقاء تفاصيل إنشاء مصانع جديدة وخطوط إنتاج إضافية للمهمات الكهربائية ذات الجهد العالي، في إطار خطط تستهدف تنويع المنتجات وزيادة قدرات الصناعة المحلية، بما يعزز قدرة مصر على دعم الشبكات واستيعاب نمو الطاقة المتجددة في السنوات المقبلة.

واتفق الجانبان على أهمية توطين صناعات مثل موانع الصواعق والعدادات الذكية، بوصفها مكونات إستراتيجية ضمن منظومة الكهرباء، وهو ما يعكس رغبة القاهرة في تطوير صناعات حساسة تدعم أمن الطاقة وتقلل الاعتماد على الواردات.

استثمارات صينية تدعم صناعة الكهرباء

أكد وزير الكهرباء الدكتور محمود عصمت اهتمام مصر بزيادة إسهام الصناعات المحلية في منظومة الكهرباء، مشيرًا إلى التسهيلات التي وفرتها الدولة خلال العقد الأخير لجذب الاستثمارات، ضمن رؤية شاملة تهدف إلى تحديث الشبكة القومية وزيادة الاعتماد على الموارد المحلية.

وأشار الوزير إلى خطط الطاقة التي تستهدف رفع إسهام الطاقة المتجددة إلى أكثر من 42% بحلول 2030، ثم 65% عام 2040، مؤكدًا دور الصناعة المحلية في تحقيق هذه المستهدفات، إذ تواصل مصر تنفيذ مشروعات كهرباء كبرى تخلق طلبًا متزايدًا على المهمات المصنّعة محليًا.

في المقابل، عبّر رئيس مجموعة "إكس دي" الصينية عن تقديره لجهود الوزارة في دعم الشراكة الصناعية، مؤكدًا أن المتابعة المستمرة أسهمت في تسريع تنفيذ المشروعات، مضيفًا أن وجود بدائل محلية للخامات الصناعية عزّز ثقة الشركة بالتوسع داخل مصر خلال السنوات المقبلة.

وأوضح أن خطط شركته تشمل تطوير خطوط إنتاج جديدة لمهمات كهربائية متقدمة، إذ إن البيئة الاستثمارية في مصر ساعدت في التغلب على التحديات الفنية، كما تستهدف تلك الخطط تعزيز تنافسية المنتجات المحلية في الأسواق الإقليمية والدول المجاورة.

وشددت الشركة على أن التعاون الصناعي المستمر مع الوزارة مكّنها من زيادة الإنتاج وتحسين جودة المهمات، ما يدعم جاهزية الشبكة القومية، فيما يُعد هذا التعاون نموذجًا لشراكات طويلة الأجل تسعى مصر من خلالها إلى تطوير صناعات إستراتيجية ورفع كفاءة قطاع الكهرباء.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..