التقاريرتقارير الكهرباءرئيسيةكهرباء

مراكز البيانات في أستراليا.. هل تقف حائلًا أمام تحقيق الحياد الكربوني؟ (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • طلب مراكز البيانات في أستراليا على الكهرباء قد يتضاعف 3 مرات خلال 5 سنوات.
  • شركات التقنية تسعى جاهدةً لجعل أستراليا مركزًا لمعالجة البيانات وتخزينها.
  • الطلب على مراكز البيانات ينمو عالميًا بمعدل أسرع بـ4 مرات من جميع القطاعات الأخرى.
  • مراكز البيانات تُشكل أحمالًا ضخمة وغير مرنة على شبكة الكهرباء.

تستهلك مراكز البيانات في أستراليا نحو 2% من كهرباء الشبكة الوطنية، أي نحو 4 تيراواط/ساعة، وقد يتضاعف طلب هذه المراكز على الكهرباء 3 مرات خلال 5 سنوات، ومن المتوقع أن يتجاوز بحلول عام 2030 الطاقة التي تستهلكها المركبات الكهربائية.

وتتوقّع هيئة تشغيل سوق الطاقة الأسترالي "إيه إي إم أوه" (Aemo) أن ترتفع هذه النسبة بسرعة -بنسبة 25% سنويًا- لتصل إلى 12 تيراواط/ساعة، أو 6% من طلب الشبكة، بحلول عام 2030، و12% بحلول عام 2050.

وتتوقّع الهيئة أن يُؤدي النمو السريع لهذا القطاع إلى "زيادات كبيرة في استهلاك الكهرباء، ولا سيما في مدينتي سيدني وملبورن"، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

في ولايتي نيو ساوث ويلز وفيكتوريا بأستراليا، حيث تقع معظم مراكز البيانات، قد تُشكّل 11% و8% من طلب الكهرباء في كل ولاية على التوالي بحلول عام 2030.

تطور مراكز البيانات في أستراليا

تسعى شركات التقنية؛ بما في ذلك "أوبن آي" (OpenAI) و"صن كيبل" (SunCable)، جاهدةً لجعل أستراليا مركزًا لمعالجة البيانات وتخزينها.

وفي الشهر الماضي، أعلنت حكومة ولاية فيكتوريا "استثمارًا بقيمة 5.5 مليون دولار لتصبح عاصمة مراكز البيانات في أستراليا".

ونظرًا إلى وجود 260 مركزًا عاملًا على الصعيد الوطني، وعشرات المراكز الأخرى قيد الإنشاء، يُعرب الخبراء عن مخاوفهم بشأن تأثير النمو غير المُقيد لهذا القطاع في تحول الطاقة وأهداف المناخ.

أبراج نقل الكهرباء في منطقة سيدني بأستراليا
أبراج نقل الكهرباء بمنطقة سيدني في أستراليا - الصورة من بلومبرغ

استعمال كهرباء يُعادل استهلاك 100 ألف منزل

تُولّد مجموعات الخوادم التي تعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع في مساحة ضيقة كميات هائلة من الحرارة وتتطلب الكهرباء لتشغيلها وتبريدها.

وينمو الطلب على مراكز البيانات عالميًا بمعدل أسرع بـ4 مرات من جميع القطاعات الأخرى، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية؛ وتتضاعف المراكز ويزداد حجمها، مع تزايد شيوع المرافق فائقة السعة.

وأفادت الوكالة بأنه "يمكن لمركز البيانات الضخم الذي يركز على الذكاء الاصطناعي أن يتمتع بسعة 100 ميغاواط أو أكثر، ويستهلك سنويًا ما يعادل استهلاك 100 ألف أسرة من الكهرباء".

ويرتبط استهلاك الكهرباء والماء بشكل كبير بالتبريد؛ حيث تُحوّل الخوادم، كغيرها من أجهزة الحوسبة، الطاقة الكهربائية إلى حرارة، وفقًا لأستاذ الهندسة الميكانيكية ومدير مشروع "نت زيرو أستراليا" في جامعة ملبورن، مايكل بريار.

وقال بربار: "عندما يكون لديك عدد كبير جدًا من أجهزة الكمبيوتر في مساحة محصورة، فأنت بحاجة إلى تكييف الهواء للحفاظ على درجة حرارة عمل آمنة وفعالة لهذه الأجهزة".

تسارع في استهلاك الكهرباء

قال محلل المناخ المقيم في أوسلو المرتبط بمعهد أستراليا، كيتان جوشي: "إن العديد من شركات التقنية تُبلغ الآن عن تسارع في استهلاك الكهرباء عامًا بعد عام".

وأوضح أن أن كثافة استعمال الكهرباء آخذة في الارتفاع وفقًا لمعايير متعددة -الطاقة لكل مستعمل نشط، ولكل وحدة من الإيرادات- مقارنةً بما كانت عليه قبل 5 سنوات.

وأضاف "أنهم لا يستعملون مزيدًا من الكهرباء لخدمة مزيد من الأشخاص أو لكسب المزيد من المال".

وفي غياب بيانات ملموسة، قال جوشي: "إن الافتراض الأكثر منطقية هو أن الارتفاع في الطلب مدفوع بالاعتماد الواسع النطاق على أنظمة الذكاء الاصطناعي التوالدية التي تستهلك الكثير من الكهرباء".

وقال جوشي، الذي يتابع هذه القضية عالميًا: "إن مراكز البيانات تُشكل أحمالًا ضخمة وغير مرنة على شبكة الكهرباء، ولها تأثيران واضحان: فهي تزيد الاعتماد على توليد الكهرباء بالفحم والغاز، وتستنزف الموارد بعيدًا عن تحول الطاقة".

توربينات الرياح بالقرب من العاصمة الأسترالية كانبيرا
توربينات الرياح بالقرب من العاصمة الأسترالية كانبيرا - الصورة من رويترز

غالبًا ما تزعم شركات مراكز البيانات أنها تعمل بالطاقة النظيفة من خلال الاستثمار في مزارع الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح، لكن جوشي يقول إنه غالبًا ما يكون هناك عدم توافق بين استهلاكها شبه المستمر من الشبكة ونمط توليد الطاقة المتجددة.

وبدلًا من أن تُقلص مصادر الطاقة المتجددة الجديدة حصة الفحم والغاز، تُلبي هذه المولدات الاحتياجات المتزايدة لمراكز البيانات، حسبما قال جوشي: "يشبه الأمر بذل جهد أكبر للبقاء في المكان نفسه؛ لأن جهاز المشي يزداد سرعة".

ويُعد الطلب على الكهرباء كبيرًا لدرجة أن بعض الشركات دفعت ثمن إعادة تشغيل محطات الطاقة النووية الأميركية المتوقفة عن العمل، كما ازداد الطلب على توربينات الغاز، حسب تحديثات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

إزاء ذلك، اقترح بعض المطورين في أستراليا تركيب محطات توليد جديدة تعمل بالغاز لتلبية احتياجاتهم.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق