غازتقارير الغازتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

الطاقة والذكاء الاصطناعي سلاحا ترمب لفرض كلمة أميركا في العالم (تقرير)

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • احتل الوقود الأحفوري مساحةً في تقرير إستراتيجية الأمن القومي الأميركي.
  • الوقود الأحفوري يرسم إستراتيجية السياسة الخارجية الأميركية.
  • يحظى الوقود الأحفوري بدعم مطلق في عهد دونالد ترمب.
  • أميركا أكبر مزود للغاز المسال عالميًا.

تمضي الولايات المتحدة الأميركية قُدمًا نحو إحكام قبضتها العالمية عبر تعزيز مصادر الطاقة، ولا سيما الوقود الأحفوري، مستعينةً بتقنية الذكاء الاصطناعي في تحقيق أهدافها بسرعة وكفاءة.

واحتلّ الوقود الأحفوري مساحةً في تقرير إستراتيجية الأمن القومي للولايات المتحدة الصادر عن البيت الأبيض في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم.

وتبرُز مصادر الوقود التقليدي –النفط والغاز والفحم- من بين العوامل الرئيسة التي ترسم ملامح السياسة الخارجية الأميركية حاليًا عبر أداء دورٍ حاسم في معادلة ميزان القوة التجارية مع خصوم واشنطن.

ومن بين مصادر الوقود الأحفوري يحتل الغاز الطبيعي المسال مكانةً خاصة في الولايات المتحدة التي تُعد أكبر مزود للوقود منخفض الانبعاثات عالميًا؛ لكونها مسؤولة عن تزويد رُبع الإمدادات تلك، وفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

الطاقة الأميركية.. هيمنة

يحرص ترمب على استعادة هيمنة الطاقة الأميركية عالميًا في قطاعات النفط والغاز والفحم والطاقة النووية؛ بوصفها ركائز رئيسة في إستراتيجية الأمن القومي للولايات المتحدة.

ويحظى الوقود التقليدي بدعمٍ مطلق في عهد ترمب منذ عودته إلى البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني الماضي؛ إذ يضعه بين الأدوات التي يراهن عليها في جعل أميركا أكثر أمانًا وثراءً وحرية وأقوى من أي وقت مضى.

في المقابل، انتهج الرئيس الأميركي سياسةً معاديةً إزاء المصادر المتجددة وسياسات المناخ بوجه عام، زاعمًا أنها تقوّض مصلحة البلاد.

واستهدف من تقديمه الدعم المطلَق إلى الوقود الأحفوري إعادة توطين مكونات الطاقة الرئيسة؛ ما يساعد في إتاحة مصادر طاقة رخيصة وكافية، وتوفير فرص عمل مجزية في الولايات المتحدة، وخفض التكاليف بالنسبة للمستهلكين الأميركيين، والشركات وإعادة تصنيع الوقود.

كما منح الرئيس الجمهوري أولويةً لتوسيع صادرات الطاقة؛ لدورها في تعميق العلاقات مع الحلفاء وتحجيم نفوذ خصوم واشنطن، ودعم قدرة البلاد على الدفاع عن أراضيها.

كارثة "تغير المناخ"

اتخذت الولايات المتحدة موقفًا معاديًا إزاء إشكالية تغير المناخ والحياد الكربوني، وما اقترن بها من مبالغات كبيرة، وفق ما ورد في تقرير "إستراتيجية الأمن القومي للولايات المتحدة".

وقال التقرير: "نرفض أيديولوجيتي تغير المناخ والحياد الكربوني اللتين أضرتا كثيرًا بأوروبا، وهددتا الولايات المتحدة الأميركية في عُقر دارها، في حين دعمت خصومنا على الجانب الآخر".

وكثيرًا ما تعهّد ترمب، خلال حملته الانتخابية، بإلغاء بعض القوانين التي سرت رسميًا خلال مدة حكم سلفه الديمقراطي باراك أوباما الذي كان قد أقرّها بهدف مكافحة تغير المناخ.

ورأى أن فرض قيود على صناعة الوقود الأحفوري الملوثة للبيئة يمكن أن تقوض القدرة التنافسية للولايات المتحدة.

كما ألغت إدارة ترمب منحًا تخطت قيمتها 4 مليارات دولار من الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ، والتي كانت توجه جميعها في السابق لرفع جاهزية البلاد في أثناء الكوارث الطبيعية مثل تحسين البنية التحتية لمواجهة الفيضانات وإجراءات إخلاء السكان وتأهيلهم خلال الكوارث.

محطة كاميرون للغاز المسال في ولاية لويزيانا الأميركية
محطة كاميرون للغاز المسال في ولاية لويزيانا الأميركية - الصورة من موقع شركة توتال إنرجي

الغاز الطبيعي المسال

صار الغاز الطبيعي المسال جزءًا لا يتجزأ من السياسة الخارجية التي تنتهجها الولايات المتحدة الأميركية؛ إذ يبرز نواة في تحول الطاقة العالمي.

وتوفر واشنطن إمدادات الغاز المسال بأسعار معقولة في سوق عالمية بها نحو 50 دولة مستوردة للوقود منخفض الانبعاثات.

وتدعم تدفقات الغاز الطبيعي المسال أمن الإمدادات في مناطق عدة حول العالم مثل الشرق الأوسط وأوروبا وشرق آسيا؛ كما تدعم التوازنات التجارية مع الصين والهند، إلى جانب كونه بديلًا عن مصادر الطاقة كثيفة الانبعاثات المستعمَلة في جنوب شرق آسيا ومناطق أخرى.

وأصبحت الولايات المتحدة موردًا رئيسًا للغاز الطبيعي المسال إلى الشرق الأوسط، بدعمٍ من الطلب المحلي المتزايد في دول الخليج (ولا سيما لتوليد الكهرباء)، والاستثمارات الإستراتيجية التي تضخها شركات الطاقة في المنطقة مثل أرامكو السعودية وأدنوك الإماراتية وقطر للطاقة، في أميركا لتأمين إمدادات مستقبلية وتنويع أسواق الغاز.

كما تعزز بلدان مثل الكويت والعراق والبحرين وارداتها من الغاز الطبيعي المسال الأميركي، في حين تسعى تركيا كذلك إلى اقتناص استثمارات في مشروعات غاز مسال أميركية بهدف تلبية الطلب المحلي المتنامي لديها.

ويوضح الرسم البياني التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- أكبر 10 دول مستوردة للغاز المسال الأميركي في الربع الثالث 2025:

أكبر 10 دول مستوردة للغاز المسال الأميركي في الربع الثالث 2025

صادرات الغاز المسال الأميركية في الربع الثالث

ارتفعت صادرات الغاز المسال الأميركية في الربع الثالث من العام الحالي، أكثر من 5.65 مليون طن، أي بنسبة 26.8% على أساس سنوي، لتصل إلى 26.72 مليون طن، لترسخ ريادتها العالمية، حسب تقرير مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في الربع الثالث من 2025، الذي تصدره وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

وعلى أساس فصلي لامست صادرات الغاز المسال الأميركية مستوياتٍ قياسيةً خلال الربع الثالث هذا العام، ليتصدر سبتمبر/أيلول قائمة الأشهر الأعلى تصديرًا، على النحو الآتي:

يوليو/تموز: 8.80 مليون طن.
أغسطس/آب: 8.90 مليون طن.
سبتمبر/أيلول: 9.02 مليون طن.

وارتفع الأداء القياسي للصادرات الأميركية خلال الربع الثالث، مقارنةً بـ25.23 مليون طن في الربع الأول، و25.42 مليونًا في الربع الثاني.

وجاءت قائمة أكبر 10 دول مستوردة للغاز المسال الأميركي على النحو التالي:
هولندا: 3.58 مليون طن.
مصر: 3.48 مليون طن.
إسبانيا: 2.04 مليون طن.
ألمانيا: 1.82 مليون طن.
فرنسا: 1.66 مليون طن.
إيطاليا: 1.60 مليون طن.
كوريا الجنوبية: 1.25 مليون طن.
بلجيكا: 1.08 مليون طن.
بولندا: 1.01 مليون طن.
الهند: 0.92 مليون طن.

الذكاء الاصطناعي

يُسهم الذكاء الاصطناعي بإشعال ثورة في صناعة النفط والغاز الأميركية عبر تعزيز معايير الكفاءة والسلامة والربحية وخفض التكاليف في سلسلة القيمة.

وصارت شركات النفط والغاز الكبرى في الولايات المتحدة؛ على رأسها إكسون موبيل وشيفرون، تعتمد على الذكاء الاصطناعي لإنجاز مهام في غضون دقائق معدودة بعد أن كانت تستغرق أيامًا، إن لم يكن أسابيع في الماضي، مثل:

  • اكتشاف الاحتياطيات عبر التحليل الزلزالي.
  • تحسين أنشطة الحفر عبر إجراء التعديلات في الوقت الفعلي.
  • الصيانة التنبؤية عبر استعمال طائرات دون طيار وأجهزة استشعار.
  • أتمتة الأعمال.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. الوقود الأحفوري ركيزة رئيسة في إستراتيجية الأمن القومي الأميركي.
  2. صادرات الغاز المسال الأميركية من تقرير مستجدات أسواق الغاز العربية والعالمية .
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق