أسطول الظل يجدد دماءه بناقلات نفط مستعملة.. ويتحدى العقوبات الغربية (تقرير)
محمد عبد السند
- مشغّلو ناقلات أسطول الظل يواصلون شراء السفن المستعمَلة
- يحوي أسطول الظل الروسي ما بين 1400 و1800 ناقلة
- دخلت روسيا وإيران وفنزويلا في شراكة مع مشغّلي ناقلات غير معروفين
- ما تزال ناقلات النفط القديمة المحرك الأبرز لنشاط البيع والشراء
ما يزال أسطول الظل يقاوم العقوبات المفروضة عليه بوساطة الحكومات الغربية التي تسعى بشتى السبل إلى تقييد وصول مصادر الطاقة الروسية للأسواق الآسيوية.
ويواصل مشغّلو الناقلات في الأسطول شراء السفن القديمة المستعمَلة هذا العام، ضاربين بالعقوبات التي تفرضها القوى الكبرى على تلك السفن عرض الحائط.
وأظهرت بيانات تتبع السفن -رصدتها منصة الطاقة المتخصصة- صعودًا ملحوظًا في أنشطة بيع السفن القديمة بين تجّار لديهم صلة بدول روسيا وإيران وفنزويلا التي تعتمد على مشغّلين غير معروفين للإبقاء على تدفّقات النفط إلى الأسواق العالمية.
ويحوي أسطول الظل الروسي ما بين 1400 و1800 ناقلة؛ ما يمثّل خُمْس تجارة النفط العالمية، وفق تقديرات صادرة عن شركة الذكاء الاصطناعي البحري "ويندوارد" في أواخر عام 2023.
تجديد الأسطول
يواصل مشغّلو أسطول ناقلات الظل الذين يركّزون على التجّار الخاضعين لعقوبات شراء السفن القديمة المستعملة هذا العام بهدف تجديد أساطيلهم وإرسال الوحدات الأقدم في أساطيلهم إلى ساحات التخريد، وفق العديد من المحللين وبيانات تتبُّع السفن.
وفي السنوات الأخيرة دخلت روسيا وإيران وفنزويلا في شراكة مع مشغّلي ناقلات غير معروفين لتجميع أسطول ظل كبير بهدف المحافظة على مبيعات النفط الخارجية، بالرغم من تشديد العقوبات الغربية المفروضة على الخام في تلك الدول.
وقال محللون ووسطاء في صناعة السفن، إن سوق بيع وشراء السفن التي تتراوح أعمارها بين 15 و20 عامًا ما تزال قائمة هذا العام في ضوء حاجة البلدان الخاضعة لعقوبات إلى حمولة مناسبة للشحنات التي تقطع مسافة طويلة، وصولًا إلى مشترين آسيويين وعمليات النقل من سفينة إلى سفينة.
وقال المحلل لدى "إس آند بي غلوبال إنرجي سيرا" نيكيش شوكلا: "نتوقع أن يواصل المصدرون الروس والفنزويليون والإيرانيون ومشغّلو الأساطيل الموازية شراء المزيد من السفن للتجارة والتخزين والعمليات اللوجستية مثل إس تي إس".
وفي مذكرة حديثة قالت شركة الوساطة العاملة في مجال الشحن "بي آر إس " (BRS)، إن ثمة 262 ناقلة يزيد عمرها على 15 عامًا قد بيعت في الشهور الـ10 الأولى من العام الحالي، من بينها 130 سفينة تعرضت لعقوبات.
وتابعت: "ما تزال ناقلات النفط القديمة المحرك الأبرز لنشاط البيع والشراء؛ ما يعكس استمرار رغبة السفن القديمة في العمل داخل -أو بالقرب من- المجالات الخاضعة لعقوبات"، وفق تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

28 سفينة
وفق دراسة بحثية أجرتها شركة بريكويفز أدفايزورز أند برايمار (Breakwaves Advisors and Braemar)، باع ملّاك السفن 28 ناقلة نفط عملاقة في أسطول الظل هذا العام، وستحتاج البلد الخاضعة لعقوبات إلى المزيد من ناقلات النفط الكبيرة في المدة المقبلة.
وفي شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركتي روسنفط (Rosneft) ولوك أويل (Lukoil) الروسيتين، بعد إدراج العشرات من السفن التجارية في القائمة السوداء في الشهور الأخيرة، كما تزايدت التوترات بين أميركا وفنزويلا في الأسابيع القليلة الماضية.
وفي هذا الخصوص قالت "بريكويفز أدفايزورز أند برايمار": "ستحتاج روسيا وإيران وفنزويلا إلى بذل المزيد من الجهد في سعيها إلى امتلاك سفن غير خاضعة لعقوبات".
وأشارت إلى أن البلدان الـ3 تتجه حاليًا إلى ناقلات النفط العملاقة بوصفها الخيار الأمثل للتجارة التي تقطع مسافات طويلة والتخزين العائم.
وأسهم الطلب القوي برفع أسعار ناقلات النفط العملاقة المستعمَلة، وفق شركتي "بي آر إس" و"دريوري" (Drewry).
وحسب تقديرات شركة إكسكلوسيف شيبروكرز (XClusiv Shipbrokers)، وصل سعر ناقلات النفط العملاقة البالغ عمرها 15 عامًا إلى 59 مليون دولار بدءًا من نهاية نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم، صعودًا بنسبة 7% على أساس سنوي.

تخريد السفن
بلغ عدد ناقلات أسطول الظل التي أُرسلِت إلى ساحات التخريد خلال الشهور الـ10 الماضية 20 وحدة يصل عمرها إلى 24 عامًا في المتوسط، بسعة إجمالية بلغت 1.8 مليون طن حمولة ساكنة، وفق بيانات "إس أند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس".
والحمولة الساكنة هي مقياس لقدرة السفينة على حمل البضائع والوقود والمياه والطاقم والمؤن.
وقال المحلل لدى "إس آند بي غلوبال إنرجي سيرا" نيكيش شوكلا، إن مبيعات ومشتريات مشغّلي أسطول الظل ترتكز على أسس تشغيلية.
وأوضح: "السفن المبيعة للتخريد قديمة جدًا، ومن ثم لا توجد جدوى اقتصادية من تشغيلها، وتستهدف أنشطة المشتريات الأخيرة بوساطة مشغّلي أسطول الظل، تجديد وحدات الأسطول لضمان عمليات سلسة".
وقالت شركات إعادة تدوير السفن، إن بعض الوسطاء ربما يقدرون على شراء سفن تابعة لأسطول الظل نتيجة المخاطر المرتبطة بالعقوبات المفروضة عليها، بالرغم من أن الحكومات الغربية لم تستهدف بَعْد ساحات إعادة التدوير.
ووجدت دراسة سابقة أجرتها مؤسسة "إس أند بي غلوبال إنرجي أند ماركيت إنتليجنس" أن 940 ناقلة في أسطول الظل بسعة تتجاوز 27 ألف طن حمولة ساكنة دخلت حيز التشغيل بدءًا منذ مايو/أيار الماضي.
ويتجاوز عُمْر 60% من السفن المذكورة 20 عامًا، ويفتقد الكثير منها إلى وثائق التأمين، ما يرفع المخاطر بشأن معايير السلامة الخاصة بها.
موضوعات متعلقة..
- ناقلات الظل تنقذ النفط الروسي من العقوبات الغربية.. ما تداعياتها؟
- ناقلات النفط الروسية تلجأ إلى تقنيات استخدمتها إيران وفنزويلا للتحايل على العقوبات (تقرير)
- بزيادة 40%.. قفزة في سفن الشحن المبيعة للتخريد عالميًا
اقرأ أيضًا..
- قصة كنز غاز مشترك بين السعودية وإيران.. ماذا حدث في 20 عامًا؟
- أنس الحجي: إنتاج النفط الأميركي يشهد مبالغات.. وهذه حقيقة خوف "لوك أويل" من ترمب
- محطة أبيدوس 2 للطاقة الشمسية في مصر تقترب من التشغيل بشراكة إماراتية
المصادر:





