مصادر الطاقة المتجددة في شتاء 2026 قد تخفض فاتورة الكهرباء للمستهلكين (تقرير)
نوار صبح
- ما دامت مصادر الطاقة المتجددة متاحة تميل الأسعار إلى البقاء منخفضة
- طاقة الرياح البحرية تُوفّر وسيلةً ميسورة التكلفة لحماية موثوقية الشبكة
- التكنولوجيا النظيفة الجديدة تُساعد المستهلكين على تعويض تكاليف خدمات المرافق المنزلية الشتوية
- مصادر الطاقة المتجددة "تعزز بطبيعتها أمن إمدادات الطاقة" لأنها تُولّد الكهرباء محليًا
تساعد مصادر الطاقة المتجددة، في شتاء 2026، بخفض تكاليف محطات الكهرباء للمستهلكين، ويضاف ذلك إلى المنافع البيئية والصحية التي تتمتع بها هذه المصادر، التي تشهد انتشارًا ملحوظًا في أنحاء العالم.
وتتمتع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بمزايا عديدة، فهي تخفف من وطأة الاحتباس الحراري وعواقبه المناخية، كما أنها لا تُكلّف وقودًا أحفوريًا على نطاق المحطات العامة، وهي أقل ضررًا بكثير على صحة الناس من الوقود الأحفوري.
من بين جميع هذه الأسباب التي تدفع إلى تفضيل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة، فإن وفورات أسعارها تُعدّ -في الواقع- أقوى دافع للمستهلكين العاديين، حسب مصادر تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
في المقابل، فإن أسواق الكهرباء المعتمدة على الطاقة المتجددة بكثرة في أشهر الشتاء لها احتياجات مختلفة عنها في المواسم الأكثر دفئًا، وعندما تواجه الشبكة نقصًا في الكهرباء النظيفة، فإن الأسواق تعتمد بسرعة على موارد أعلى تكلفة.
التقلب في أسعار الكهرباء
يعود أحد أسباب التقلب الشديد في أسعار الكهرباء إلى هيكل أسواق الكهرباء نفسها، التي "تحددها الوحدة الهامشية اللازمة لتلبية الطلب، بحسب ما قالت المؤسسة المشاركة في شركة "إينو إنرجي" المعنية بالتقنيات النظيفة InnoEnergy، إيلينا بو.
وأوضحت إيلينا بو: "ما دامت مصادر الطاقة المتجددة متاحة، تميل أسعار الكهرباء إلى البقاء منخفضة".
وأضافت: "عندما ينخفض إنتاج مصادر الطاقة المتجددة، يلجأ النظام إلى محطات الكهرباء الأحفورية الأعلى تكلفة لسدّ الفجوة، فترتفع الأسعار بسرعة".

وأوضحت أن "هناك طرقًا تُمكّن مصادر الطاقة المتجددة هذا الشتاء من إضافة المزيد من الكهرباء إلى هذا المزيج، إذ توفر طاقة الرياح البحرية وسيلةً ميسورة التكلفة لحماية موثوقية الشبكة".
وفي الشتاء الماضي -على سبيل المثال- وفي ظلّ غياب طاقة الرياح البحرية، اضطرّت شركة تشغيل الشبكة "آي إس أوه نيو إنغلاند" (ISO New England) إلى اللجوء إلى برامج موثوقية شتوية باهظة التكلفة لضمان مواكبة إمدادات الكهرباء للطلب خلال موجات البرد القارس.
وقد كلّفت هذه البرامج ما يقارب مليار دولار خلال فصول الشتاء الـ3 الماضية.
وأظهرت دراسةٌ نُشرت في سبتمبر/أيلول 2025 أن طاقة الرياح البحرية ستُحقّق وفورات هائلة خلال أوقات الطلب المرتفع، وستُخفّض أسعار الكهرباء في ولاية نيو إنغلاند بنسبة 11%، وستُحقّق وفورات بقيمة 400 مليون دولار في سوق الجملة خلال 3 أشهر شتاء فقط.
التكنولوجيا النظيفة الجديدة
تُساعد التكنولوجيا النظيفة الجديدة المستهلكين على تعويض تكاليف خدمات المرافق المنزلية الشتوية.
على سبيل المثال، توفر المضخات الحرارية -تلك الأجهزة الكهربائية الذكية للتبريد والتدفئة- هواءً دافئًا في الشتاء وهواءً باردًا في الصيف.
وتُعدّ هذه المضخات أكثر كفاءةً بكثير من مصادر الحرارة التقليدية، حيث تُوفّر حرارةً أكبر بـ3 إلى 4 مرات لكل دولارٍ تُنفقه مُعدّات التدفئة التي تعمل بالنفط أو الغاز أو التدفئة الكهربائية التقليدية، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

الإقبال على مصادر الطاقة المتجددة
أدى انخفاض أسعار مصادر الطاقة المتجددة إلى جاذبيتها، لدرجة أن أكثر من 90% من إجمالي القدرة المضافة لتوليد الكهرباء عالميًا بحلول عام 2024 جاءت من مصادر طاقة نظيفة، وفقًا لبيانات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة.
وحددت الوكالة 107 دول قللت من اعتمادها على واردات الوقود الأحفوري لتوليد الكهرباء، وكان لنشر مصادر الطاقة المتجددة -وليس الطاقة الكهرومائية- دور كبير في ذلك.
من بين هذه الدول، قلّصت 38 دولة اعتمادها على الكهرباء من الفحم والغاز المستوردين بأكثر من 10%، وشهدت 8 دول انخفاضًا في هذه النسبة بأكثر من 30%.
ووفقًا لتقرير وكالة الطاقة الدولية، فإن مصادر الطاقة المتجددة "تعزز بطبيعتها أمن إمدادات الطاقة"، لأنها تُولّد الكهرباء محليًا، بينما تُحسّن المرونة الاقتصادية في الدول المستوردة للوقود الأحفوري.
ويعود تراجع مصادر الطاقة المتجددة هذا الشتاء في الولايات المتحدة إلى العقبات التنظيمية الناجمة عن الأزمات السياسية، ما يُبطئ الاستثمار في نشر الطاقة المتجددة.
وكتب الخبير الاقتصادي الأميركي، بول كروغمان، في وقت سابق من هذا الشهر، أنه "من المرجّح أن قلة من الأميركيين يدركون مدى هامشية الولايات المتحدة في ثورة الطاقة المتجددة العالمية ومدى تخلُّفنا المستمر عن الركب".
ويشير الواقع المالي في جميع أنحاء العالم إلى أن التحول الشامل لأنظمة الطاقة سينتقل من كونها حاليًا تنافسية من حيث التكلفة إلى الريادة المالية في أسواق الطاقة العالمية.
وسيكون ضعف نشر مصادر الطاقة المتجددة هذا الشتاء نتيجة ثانوية لوعد الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، لشركات النفط الكبرى مقابل دعم حملته الانتخابية لعام 2024 ماليًا.
موضوعات متعلقة..
- تكلفة الكهرباء المتجددة تتراجع عالميًا.. وتفوق واضح للطاقة الشمسية
- قدرة الطاقة المتجددة العالمية قد تتجاوز 11 تيراواط بحلول 2035
- الطاقة المتجددة في أميركا تخسر استثمارات بقيمة 19 مليار دولار بسبب ترمب
اقرأ أيضًا..
- قمة المناخ كوب 31.. تركيا بين دبلوماسية الوساطة وتحديات تحول الطاقة (مقال)
- إيرادات السعودية النفطية تقترب من 3 تريليونات دولار في 16 عامًا (إنفوغرافيك)
- حقول النفط والغاز في موريتانيا.. أبرز المعلومات عن الاحتياطيات والإنتاج (ملف خاص)
المصدر:





