تركيا تخطط لبناء محطتين نوويتين جديدتين.. ومشاركة أميركية وإماراتية محتملة
هبة مصطفى

تبدو الطاقة النووية خيارًا مفضلًا لتركيا خلال الآونة المقبلة، خاصة في ظل توقعات بزيادة الاستهلاك بمعدلات كبيرة، حسب تصريحات لوزير الطاقة تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتتطلع أنقرة إلى بناء محطتين جديدتين، إذ تخطط لفتح المجال التعاون مع شركات دولية، من بينها شركات أميركية وإماراتية لأسباب مختلفة.
وجاءت توسعة نطاق الشركات محل التعاون لتجنُّب التداعيات الجيوسياسية أو الاقتصادية المحتملة، حال الاعتماد على شريك واحد، مثلما حدث مع محطة أكويو التي تطورها شركة روسية.
ويسير تطوير مفاعلات محطة أكويو بوتيرة بطيئة رغم الطموحات الواسعة المعلقة عليها، إذ أثّرت العقوبات المفروضة على روسيا سلبًا في المخصصات المالية للمحطة بالبنوك الأميركية.
محطتان جديدتان
تتضمن مسارات تنويع مصادر الطاقة في مزيج أنقرة نموًا مستقبليًا للطاقة النووية، وتعوّل البلاد على المحطتين الجديدتين لزيادة قدرة الكهرباء.
وتتواصل المشاورات مع الشركاء المحتملين، ومن بينهم:
- كيبكو KEPCO (شركة كوريا الجنوبية للكهرباء).
- أتكينز رياليس (Atkins Realis) الكندية.

وكشف وزير الطاقة "ألب أرسلان بيرقدار" أن شركة ويستنغهاوس (Westinghouse) الأميركية أبدت اهتمامًا بالتعاون في تطوير محطة الطاقة النووية في البلاد.
ومن جانب آخر، تسعى أنقرة إلى جذب مؤسسة الإمارات للطاقة النووية (إي إن إي سي ENEC)، وفق تصريحات نقلتها رويترز عن الوزير.
ويأتي هذا بجانب بحث دعوة أنقرة بعض مستثمري أبو ظبي الماليين للمشاركة في إحدى المحطتين.
وكان "بيرقدار" قد لفت -في تصريحات سابقة- إلى أن الطلب على الكهرباء في أنقرة سيرتفع إلى 3 أضعاف، خلال الـ30 عامًا المقبلة، كاشفًا عن هدف للوصول إلى 7 غيغاواط من الطاقة النووية، بحلول 2035.
وأوضح أنه في حالة التوسع بنشر المفاعلات المعيارية الصغيرة، فمن المتوقع أن ترتفع القدرات النووية التركية إلى 20 غيغاواط، في منتصف القرن.
دور المفاعلات الصغيرة
تستهدف تركيا تسجيل حصة الطاقة النووية ما يتراوح بين 10 و15% من مزيج الكهرباء بحلول منتصف القرن عبر خطة تمتد إلى تشغيل 12 مفاعلًا كبيرًا، وزيادة إنتاج المفاعلات الصغيرة إلى 5 غيغاواط.
وكشف وزير الطاقة مساعي شركة التقنيات الدفاعية بايكار (Baykar) لتطوير المفاعلات المعيارية الصغيرة، من بين شركات أخرى تركّز جهودها في لإنتاج هذه التقنية.
وقال، إن "بايكار" تسعى للتوصل إلى تصميم وحدة بقدرة 40 ميغاواط، مشيرًا إلى دعم بلاده هذه الجهود بإعداد مشروع جديد ينظّم العمل في هذا الشأن ودور الشركات الخاصة، وفق موقع تركيا توداي.
ومن المتوقع أن يشمل القانون المرتقب بنودًا تُتيح للشركات الخاصة تصميم نموذج أولي للمفاعل المحلي، مع مراعاة اعتبارات التقنية واشتراطات السلامة.

تطورات محطة أكويو
تضع تركيا مشروعها النووي في محطة أكويو نصب أعينها، إذ لا تعني مساعي تطوير محطتين جديدتين أن أنقرة استسلمت لتحدياته وتأخيراته.
وقال وزير الطاقة، إن أنقرة ستواصل أداء دور الوسيط حتى تحصل شركة روساتوم الروسية -المطورة لمحطة أكويو- على ملياري دولار، من مخصصاتها المجمّدة في بنك جيه بي مورغان (JP Morgan) الأميركي، والمصنّفة ضمن استثمارات مواصلة بناء المحطة.
وتُشير التوقعات إلى أن المحطة تبدأ في إنتاج الكهرباء العام المقبل، إذ تزوّد مفاعلاتها الـ4 -مع اكتمال تشغيلها بالكامل- البلاد بنحو 10% من الطلب على الإمدادات، حسب أسوشيتد برس.
وواجه المشروع تحديات وتأخيرات على مدار رحلة التطوير، لكنها تفاقمت لمستويات مرتفعة مع فرض عقوبات على شركات وبنوك واستثمارات روسية، ضمن إجراءات محاصرة خزائن الكرملين لتقليص مخصصات الحرب ضد أوكرانيا.
وفي خضم هذه التحديات والعقوبات، اضطر مطورو المحطة إلى الاستعانة بشركات صينية، لتأمين بعض المعدّات والمكونات.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة النووية في تركيا تترقب إضافة 20 ألف ميغاواط
- محطة أكويو النووية التركية مكبلة بالعقوبات على روسيا.. ومقترح قد ينقذها
- القمة المصرية التركية.. خطوة لتطوير العلاقات بالمجالات النووية والمتجددة والغاز المسال (مقال)
اقرأ أيضًا..
- قصة كنز غاز مشترك بين السعودية وإيران.. ماذا حدث في 20 عامًا؟
- أنس الحجي: إنتاج النفط الأميركي يشهد مبالغات.. وهذه حقيقة خوف لوك أويل من ترمب
- تركيا تمدد عقود استيراد الغاز الروسي.. وتدرس زيادة التعاون مع أميركا وإيران
المصادر:
- الخطط النووية التركية الجديدة بمشاركات دولية من بينها الإمارات، من رويترز
- خطط التوسع في تطوير المفاعلات المعيارية الصغيرة، من تركيا توداي
- تطورات محطة أكويو، من أسوشيتد برس





