أثبتت الأرصفة الشمسية أنها جزء لا ينفصل عن مبادرات مدن الـ15 دقيقة، وفق نتائج اختبارات أجراها باحثون في جامعة كندية، وحصلت منصة الطاقة المتخصصة على تفاصيلها.
وتقوم فكرة الباحثين على تثبيت الألواح الشمسية على أرصفة المدن، لتوفير الكهرباء لقطاع النقل (بما يشمل السيارات والحافلات).
ويعزز ذلك فكرة نشر المدن الذكية والسريعة في كندا، التي تقوم على تقارب الخدمات الرئيسة في كل مدينة، بحيث يُقدَّر زمن الوصول إليها بالكامل ربع ساعة فقط.
ويشمل ذلك جمع (متاجر البقالة، والأسواق، والحدائق) في محيط كيلومتر واحد، من النطاق الجغرافي لسكان المدينة.
وتعكس طبيعة عمل هذه المدن مبادرة متكاملة، إذ يساعد نقل الألواح -من أسطح المنازل إلى الأرصفة- على توفير مساحات أعلى المنازل للزراعة والـ"تخضير".
نشر الأرصفة الشمسية في كندا
توفّر الأرصفة الشمسية الكهرباء لخدمات النقل المحلي، من خلال دمج الألواح في ممرات المشاة وربطها بشبكة أسطول التوصيل والخدمات اللوجستية الغذائية، حسب تقديرات نمذجة أجراها باحثون من جامعة كونكورديا الكندية.
واستعان الباحثون بحي "ويست 5" في مدينة لندن بأونتاريو الكندية، لتقييم جدوى مبادرتهم القائمة على الدمج بين عناصر الاستدامة المتكاملة.
واستعملوا ألواحًا بمساحة (600 ميلليمترًا * 600 ميليمترًا) لنشرها على الأرصفة وممرات المشاة كثيفة الإقبال المروري.

وأكدوا إنتاج هذه الألواح لقدرة 100 واط، بكفاءة 15%، وفق تفاصيل نشرتها مجلة بي في ماغازين.
وجاء ذلك وسط معدل إشعاع شمسي يُقدَّر بنحو 3.69 كيلوواط/ ساعة لكل متر مربع يوميًا (أو 286 يومًا مشمسًا)، في الحي محل الرصد.
وتبيَّن خلال الدراسة أن الأرصفة الشمسية، بمساحة 98 مترًا مربعًا، قادرة على إنتاج كهرباء تشغّل نظام النقل بالكامل.
"تخضير" الأسطح
لم تقتصر دراسة الباحثين الكنديين على نشر الأرصفة الشمسية في حي "ويست 5" فقط، بل امتدّت لتعكس مبادرة متكاملة تسير عناصرها بالتوازي للدمج بين (توفير الكهرباء النظيفة، "تخضير" أسطح المنازل والمساحات الفارغة بالغذاء والمزروعات، وخفض الانبعاثات).
واستهدفوا من خلال تجربتهم إظهار الحي الكندي محل النمذجة بوصفه مثالًا للاقتصاد الأخضر، ويمكن تطبيقه ونشره في الأحياء المحيطة.
وبعد أن كان التركيز على نشر الألواح الشمسية على أسطح المنازل، يُتيح استعمال الأرصفة في تزويد سيارات النقل المحلي بالكهرباء إفساح المساحات أعلى المنازل للأعمال الزراعية وإنتاج المحاصيل.
وتصبّ الخطوتان بالتوازي في صالح مواصلة مبادرة مدينة الـ15 دقيقة، مع تأكيد أن الطاقة الشمسية جزء رئيس من هذه المبادرة.
فبدلًا من النشر التقليدي لتركيبات الطاقة الشمسية على الأسطح وفي المساحات الصغيرة بالمنازل، تكتسي هذه المناطق في المجتمعات باللون الأخضر، سواء بالمحاصيل الزراعية الغذائية أو المخصصة للتنزّه والمظهر الجمالي.
وأسّس باحثو الجامعة الكندية فكرتهم على دمج (الأرصفة الشمسية، والزراعة الحضرية بنشر المزروعات الخضراء على أسطح المنازل والمساحات المتاحة) معًا في مدن الـ15 دقيقة، ما يعزز الاستدامة البيئية والاقتصادية بعدم التعامل مع كل منهم في صورة مبادرة منفصلة.

خفض الانبعاثات
يخدم الدمج بين الأرصفة الشمسية وتخضير الأسطح في مبادرة واحدة الأهداف البيئية والمناخية، بخفض الانبعاثات بمعدل 98%.
وأكدت باحثة مشاركة أن تقليل معدل الكربون في مدن الـ15 دقيقة يقلّص استهلاك الوقود الأحفوري إلى حدّ كبير.
ورغم أن البصمة البيئية ليست كبيرة للغاية بالقدر المأمول، فإن لها تأثيرًا بالغًا على الصعيد المجتمعي والاقتصادي.
ويتحقق ذلك مع بلوغ معدل الاكتفاء الذاتي من بعض المحاصيل (مثل: الخضروات الورقية، والطماطم) في الحي محل الدراسة، بالاستفادة من:
- %8 من الأسطح.
- %10 من الواجهات.
- و15% من مساحة الأراضي الزراعية.
وبذلك يمكن النظر إلى نشر الألواح الشمسية على الأرصفة بوصفه "منفعة متعددة الأغراض"، سواء لتزويد قطاع النقل في الحي بالكهرباء، أو توفير مساحات للزراعة والأمن الغذائي.
موضوعات متعلقة..
- شركة كندية تثبّت الألواح الشمسية على الأرصفة لتوفر كهرباء إشارات المرور
- الطاقة الشمسية المنزلية في كندا معرّضة لسحب وثائق التأمين.. ما القصة؟
- تجربة جديدة لاستعمال الألواح الشمسية في الزراعة (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- تقنية تخفض تكلفة تخزين الهيدروجين إلى 3.80 دولارًا للكيلوغرام
- أكبر 10 محطات لتوليد الكهرباء من الغاز في العالم.. صدارة وسيطرة عربية
- وزير الكهرباء المصري يوضح للطاقة حقيقة تأجيل مشروعات الهيدروجين
المصادر:





