رئيسيةأخبار منوعةمنوعات

أكبر مشروع احتجاز كربون وتخزينه في العالم يواجه كبوة.. أدنى مستوى تشغيل منذ 2019

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • أكبر مشروع احتجاز كربون في العالم يسجل أدنى مستوى من الغاز الملتقط
  • العمر التشغيلي لتطوير حقل غاز غورغون يصل إلى 40 عامًا
  • يتبع أكبر مشروع احتجاز كربون وتخزينه في العالم شركة شيفرون
  • تُعدّ تقنية احتجاز الكربون وتخزينه حلًا فاعلًا لإزالة الانبعاثات

يسلّط أكبر مشروع احتجاز كربون وتخزينه في العالم الضوء على التحديات التقنية أمام القطاع الذي يُعوَّل عليه في تسريع جهود تحول الطاقة عبر إزالة الانبعاثات من قطاع الوقود الأحفوري.

وسجّل المشروع التابع لشركة شيفرون الأميركية، والمسمى غورغون (Gorgon)، مستوى منخفضًا جديدًا في كمية غاز ثاني أكسيد الكربون المحتجَزة، هو الأدنى منذ دخول المشروع حيز التشغيل في شهر أغسطس/آب (2019).

وتُستعمَل التقنية أساسًا لاحتجاز الانبعاثات الكربونية المنطلقة من حقل غاز غورغون الواقع في منطقة غورغون الكبرى قبالة الساحل الشمالي الغربي لولاية أستراليا الغربية.

ومن المتوقع أن يصل العمر التشغيلي لحقل الغاز إلى أكثر من 40 عامًا؛ لذلك يُتوقع أن يصبح مشروع احتجاز الكربون وتخزينه المطور في الموقع نفسه هو الأكبر من نوعه عالميًا، وفق تفاصيل طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ويخطط مشروع غورغون لحقن ما بين 3.3 و4 ملايين طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنويًا في تكوين دوبوي، -وهي طبقة جيولوجية تقع على بعد أكثر من كيلومترين أسفل جزيرة بارو- قبالة سواحل أستراليا الغربية.

خطوة إلى الوراء

يمثّل احتجاز أقل كمية من غاز ثاني أكسيد الكربون المحتجز لمدة عام من قِبل أكبر مشروع احتجاز كربون وتخزينه في العالم خطوة إلى الوراء في جهود إزالة الانبعاثات الرامية إلى تقييد الارتفاع العالمي لدرجة الحرارة بأقل من 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.

وتكتسب الأنباء أهمية نظرًا إلى أن تقنية احتجاز الكربون وتخزينه تبرُز حلًا فاعلًا من قِبل قطاع الوقود الأحفوري الذي أطلق في العام الماضي 37.8 مليار طن من غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو.

وتضع كمية غاز ثاني أكسيد الكربون المنطلقة تلك العالم على مسار يؤدي إلى ارتفاع متوسط درجة الحرارة العالمية بواقع 2.6 درجة مئوية، فوق المستويات التي سبقت الثورة الصناعية، حسب كليميت أكشن تراكر (Climate Action Tracker) -وهو مشروع مستقل يقيس جهود الحكومات في مجال المناخ-.

ويرى قطاع النفط والغاز أن احتجاز الكربون وتخزينه يُعدّ وسيلةً فاعلة لتجنُّب زيادة الاحترار العالمي، وينبغي على الحكومات توجيه حصة من أموال دافعي الضرائب لتطوير التقنية تلك.

في المقابل، يقول منتقدو احتجاز الكربون وتخزينه –وهم غالبًا من المهندسين-، إن ثمة إمكان للتغلب على سجلّ التقنية الحافل بالمشكلات التقنية.

مشروع احتجاز كربون وتخزينه
مشروع احتجاز كربون وتخزينه - الصورة من catf.us

مشكلات تواجه "غورغون"

يواجه أكبر مشروع تقنية احتجاز كربون وتخزينه في العالم مجموعة من المشكلات التقنية، وفق تفاصيل اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

ويمثّل المشروع الذي لامست فيه كمية غاز ثاني أكسيد الكربون التي احتجزها في العام المالي 2024-2025، 1.33 مليون طن، أو ما يعادل 25% من كمية ثاني أكسيد الكربون التي أُزيلت من حقل "غورغون" وحقول الغاز المصاحب التي تغذّي مصنع غورغون للغاز الطبيعي المسال في جزيرة بارو.

ولا يُعدّ هذا سوى نسبة ضئيلة من إجمالي حجم انبعاثات غازات الدفيئة المنطلقة عن حقل غورغون.

ولا تلتزم شيفرون بالكشف عن كمية غاز ثاني أكسيد الكربون المنطلقة في الجو من أكبر مصدر للانبعاثات لديها –وهو عند حرق الغاز بوساطة عملائها-.

ويمثّل هذا قرابة 90% من إجمالي الانبعاثات المنطلقة عن مشروع غورغون ومشروعات الغاز المصاحب والغاز الطبيعي المسال المرتبطة به.

ومع ذلك قدّرت شيفرون أنه في حال استهلاك كمية الغاز كافة من المشروع بمحطات توليد الكهرباء بالغاز في منطقة آسيا المحيط الهادئ، ستصل الانبعاثات إلى 50 مليون طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنويًا.

وعلى أساس الفرضيات في السيناريو هذا، احتجزت تقنية احتجاز الكربون وتخزينه 2.66% فقط من إجمالي الانبعاثات المنطلقة من استخراج ومعالجة وحرق الغاز من حقول غورغون، وفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

ولذا فإنه حتى إذا كان أكبر مشروع تقنية احتجاز كربون وتخزينه في العالم قد صُمِّم لاحتجاز وتخزين 4 ملايين طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنويًا، فإن هذا الرقم لا يمثّل سوى 8% فقط من إجمالي الانبعاثات من المشروعات المرتبطة به.

ويوضح الرسم البياني التالي -الّذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- نمو سعة مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه واستعماله عالميًا بنهاية عام 2024:

قدرات احتجاز الكربون واستعماله وتخزينه عالميًا (2014- 2024)

مشروع رائد

على الرغم من الرقم السلبي الذي سجله، ما يزال مشروع غورغون لاحتجاز الكربون وتخزينه حاسمًا بالنسبة لقطاع احتجاز الكربون وتخزينه عالميًا.

وعلى الرغم من أن المشروع يحتجز كمياتٍ صغيرةً نسبيًا من غاز ثاني أكسيد الكربون، فإنه ما يزال يمثّل نسبةً كبيرةً من مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه عالميًا.

ولا يقدّم التقرير السنوي للمعهد العالمي لاحتجاز الكربون وتخزينه "جي سي سي إس آي" (GCCSI) بيانات عن كمية غاز ثاني أكسيد الكربون المحتجزة عالميًا سنويًا، بل يقدّم فقط بيانات عن سعة المشروعات.

ويخزّن مشروع غورغون قرابة ثُلث سعته السنوية المستهدفة في العام المالي 2024 -2025، وفق بيانات "جي سي سي إس آي".

ويزيد إجمالي غاز ثاني أكسيد الكربون المخزَّن بوساطة مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه قليلًا على 10 ملايين طن سنويًا، أو ما يعادل 0.00026% من انبعاثات الوقود الأحفوري عالميًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:
1. أكبر مشروع احتجاز كربون وتخزينه في العالم يسجل تراجعًا في كفاءته، من "رينيو إيكونومي"
2. العمر التشغيلي للمشروع، من الموقع الرسمي لبوابة حكومة ولاية أستراليا الغربية

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق