أكبر الصفقات النفطية في نوفمبر 2025.. نيجيريا تنافس 3 دول خليجية (تقرير)
أحمد بدر

شهدت قائمة أكبر الصفقات النفطية في نوفمبر 2025 سيطرة عربية، إذ تصدّرتها نيجيريا، لتنافس 3 دول خليجية هي قطر والسعودية والإمارات، وفق ما جاء في القائمة التي تُعدّها -شهريًا- منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتسلّط القائمة الجديدة الضوء على أبرز الصفقات التي تمّ عقدها وتوقيعها خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي 2025، والتي تمثّل تحولًا نوعيًا في اتجاهات الاستثمار الإقليمي، وسط تزايد المنافسة على الأصول الإستراتيجية بقطاع النفط.
وشهد الشهر ذاته زيادات واضحة في وتيرة الاستحواذات، إذ اتجهت الشركات العالمية لتعزيز وجودها التشغيلي بالشرق الأوسط، مستفيدةً من الاستقرار النسبي للأسواق، بما يؤكد صعود قيمة الصفقات مقارنة بالأشهر السابقة، رغم الضبابية الجيوسياسية.
كما عكست تحركات الاستثمار في نوفمبر/تشرين الثاني رغبة شركات النفط الوطنية في توسيع نطاق عملياتها، سواء عبر تطوير الحقول المكتشفة أو الاستحواذ على قدرات إضافية لرفع الطاقة الإنتاجية، لا سيما من جانب الشركات الخليجية التي كثّفت أنشطتها خارج حدودها.
وتشير قراءة أولية لبيانات أكبر الصفقات النفطية في نوفمبر 2025 إلى بروز صفقات مؤثّرة قد تعيد رسم المشهد الإقليمي خلال العام المقبل 2026، مع دخول كيانات دولية جديدة، وتنامي الاهتمام بالحقول البحرية، والاعتماد الأكبر على حلول الهندسة المتقدمة.
وتضمنت قائمة أكبر الصفقات النفطية في نوفمبر 2025 ما يلي:
- قطر (صفقة تطوير حقل بو الحنين).
- الإمارات (الاستحواذ على شركة خدمات نفطية).
- السعودية (تمديد عقود منصات حفر).
- نيجيريا (مشروعان لمصفاة نفط وتطوير حقول بحرية).
- العراق (تطوير حقل غرب القرنة 1).
- مصر (تمديد عقود تنقيب عن النفط).
صفقة حقل بو الحنين القطري
جاءت صفقة تطوير حقل بو الحنين النفطي في قطر بوصفها واحدة من أبرز الحركات الاستثمارية خلال نوفمبر/تشرين الثاني، إذ كانت ضمن سياق نشاط متصاعد يعزز موقع قطر بقائمة أكبر الصفقات النفطية في نوفمبر 2025، وسط توجُّه متزايد نحو رفع القدرات الإنتاجية للحقول البحرية.
ومُنح الحقل البحري الضخم عقدًا جديدًا يستهدف تنفيذ خدمات الهندسة والتصميم، بما يواكب خطط قطر للطاقة لزيادة استخلاص الاحتياطيات التي تتجاوز مليار برميل، حيث يشمل العقد تطوير البنية التحتية، وتحديث معدّات الإنتاج، وضمان استدامة العمليات على المدى الطويل.

ويقع حقل بو الحنين على بُعد نحو 120 كيلومترًا شرق الدوحة، ويُعدّ من أبرز الحقول الإستراتيجية التي أسهمت في تعزيز مكانة قطر ضمن مشروعات النفط البحرية، في حين تشير تقديرات غير رسمية إلى احتياطيات تلامس 1.4 مليار برميل من الخام وكميات من الغاز المصاحب.
وتسعى قطر من خلال الصفقة إلى دمج التقنيات الحديثة في إدارة الإنتاج، بما يضمن زيادة الكفاءة التشغيلية ويعزز تنافسيتها في المنطقة، إذ تؤكد هذه الخطوة حضور قطر الفاعل ضمن أكبر الصفقات النفطية في نوفمبر 2025، في ضوء خطط توسيع قدراتها في المشروعات البحرية.
صفقة أدنوك للحفر الإماراتية
جاءت الصفقة التي أبرمتها أدنوك للحفر لتضيف زخمًا جديدًا إلى حركة الاستثمار الإقليمية، بما يعزز حضور الإمارات ضمن أكبر الصفقات النفطية في نوفمبر 2025، في ظل مساعٍ متواصلة لتوسيع وجودها بأسواق المنطقة.
واستحوذت الشركة على 80% من "إم بي للخدمات البترولية"، بما يسمح لها بتشغيل منصات حفر في 4 دول خليجية، وتشكّل هذه الخطوة جزءًا من إستراتيجية تستهدف تعزيز القدرات التشغيلية، وتطوير خدمات الحفر، وتوفير بنية متكاملة تدعم الاستثمارات المستقبلية.
وتبلغ قيمة الصفقة 749 مليون درهم، وتشمل أصولًا تضم 21 حفارة برّية ووحدات صيانة وخدمات إنتاج، كما تمنح الصفقة أدنوك للحفر فرصًا واسعة لبناء شراكات جديدة، ورفع قدراتها على منافسة الشركات الكبرى داخل الخليج، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
4 عقود جديدة مع أرامكو السعودية
شهدت السعودية تجديد 4 عقود كبرى بين أرامكو وشركة الحفر العربية، في خطوة تعكس توسّعًا لافتًا ضمن أكبر الصفقات النفطية في نوفمبر 2025، لما تحمله هذه العقود من تأثير كبير في سوق الخدمات.
وتتجاوز القيمة الإجمالية للعقود مليارَي ريال سعودي (533 مليون دولار)، وتضيف 30 سنة تشغيلية جديدة لأسطول الحفّارات، ما يرفع سجلّ الأعمال المستقبلي للشركة إلى 12.2 مليار ريال (3.23 مليار دولار) بنهاية 2025، مع تعزيز قدراتها التشغيلية في الحقول السعودية.

وبموجب الاتفاقية، تُجدّد عقود حفّارات تنتهي خلال عامي 2025 و2026، ما يضمن استمرار الإنتاج دون انقطاع، ويعزز خطط السعودية لتطوير منظومة الحفر الوطنية، بما يسهم في رفع الكفاءة وتحسين مستوى الخدمات الفنية.
ويمثّل هذا التعاقد خطوة جوهرية في مسار أرامكو لتعزيز قدراتها في صيانة وتشغيل الحقول الكبرى، ويُعدّ من أبرز التحركات التي رسّخت حضور السعودية ضمن أكبر الصفقات النفطية في نوفمبر 2025، مع اتّساع نشاط الحفر وارتفاع حجم الاستثمارات.
تمويل مصفاة ضخمة في نيجيريا
شهدت نيجيريا واحدة من أكثر الصفقات طموحًا في أفريقيا، عبر تخصيص تمويل ضخم لبناء مصفاة بطاقة 500 ألف برميل يوميًا، ما منحها حضورًا استثنائيًا ضمن أكبر الصفقات النفطية في نوفمبر 2025، بفضل حجم الاستثمار غير المسبوق.
وخصَّص تحالف دولي أكثر من 50 مليار دولار لإنشاء المصفاة ومنطقة تجارة حرة بمساحة تتجاوز 1400 هكتار. ومن شأن المشروع أن يجعل نيجيريا موطنًا لأكبر مصفاتين في أفريقيا إلى جانب مصفاة دانغوتي العملاقة.
ويُتوقع أن يسهم المشروع في تغيير خريطة التكرير بغرب أفريقيا، من خلال خلق طاقات إنتاجية جديدة وتوفير آلاف الوظائف، بالإضافة إلى تعزيز الأمن الطاقي للبلاد وتقليل الاعتماد على استيراد الوقود المكرر.
كما يعكس التمويل الضخم ثقة المستثمرين في قدرات السوق النيجيرية، ويُعدّ من أبرز التحركات التي دعمت موقع نيجيريا ضمن أكبر الصفقات النفطية في نوفمبر 2025، وسط تضاعُف الأنشطة الاستثمارية في قطاع التكرير.
صفقة توتال إنرجي في نيجيريا
واصلت نيجيريا حضورها القوي عبر صفقة تبادلية بين "توتال إنرجي" الفرنسية، وشركة "كونويل"، ما منحها موقعًا إضافيًا ضمن أكبر الصفقات النفطية في نوفمبر 2025، بفضل تأثير الصفقة في تطوير موارد المياه العميقة.
ورفعت الشركة الفرنسية حصّتها في المربع (OPL257) من 40% إلى 90%، مقابل تنازلها عن حصّتها في المربع (OML136)، وتمنح هذه الخطوة توتال إنرجي سيطرة تشغيلية متقدمة تمكّنها من تسريع أعمال التطوير.
وتُعدّ منطقة إجينا من أهم مراكز الإنتاج في المياه العميقة، إذ تستهدف الشركة عبر الاتفاقية تعزيز استقرار الإنتاج طويل الأمد، وتطوير موارد الغاز المصاحب، التي ما تزال غير مستغَلة بالشكل الأمثل.
تمديد عقود تنقيب مصرية
سجلت مصر خطوة لافتة بتمديد اتفاقيات تنقيب في خليج السويس ودلتا النيل حتى عام 2040، وهو ما يعزز موقعها ضمن أكبر الصفقات النفطية في نوفمبر 2025، عبر دعم مشروعات الاستكشاف والإنتاج في المناطق البحرية والبرية.
وتشمل الاتفاقية -الموقّعة مع شركة إيني الإيطالية- تنفيذ حملة جديدة للمسح السيزمي ثلاثي الأبعاد، بهدف تحديد الموارد غير المستغلة وتعظيم الاستفادة من البنية الجيولوجية، بجانب توسيع نطاق الإنتاج المستقبلي وإتاحة فرص استثمارية إضافية.

وتستعد شركة إيني لبدء الحملة عبر تقنيات متقدمة لتحليل طبقات الأرض، مع التركيز على تحديد النقاط المحتملة لزيادة الإنتاج، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ويُعدّ حقل بلاعيم أحد أهم الحقول التاريخية في مصر منذ بدء إنتاجه عام 1954، إذ يحافظ على إنتاج مستقر يبلغ 60 ألف برميل يوميًا، بما يعكس حضورًا مصريًا مهمًا ضمن أكبر الصفقات النفطية في نوفمبر 2025، باتفاقيات طويلة الأجل.
حقل غرب القرنة 1 في العراق
كانت صفقة تطوير حقل غرب القرنة 1 إحدى التحركات البارزة، خاصة مع ارتباطها بأحد أكبر الحقول على مستوى العالم، وهو ما يمنح العراق موقعًا مهمًا ضمن أكبر الصفقات النفطية في نوفمبر 2025.
وفازت شركة وود البريطانية بعقد خدمات هندسية يتضمن تنفيذ أعمال الهندسة والمشتريات والبناء لصالح "بتروتشاينا" الصينية، لرفع قدرات الإنتاج وتعزيز موثوقية البنية التحتية للحقل، إذ تأتي هذه الخطوة في إطار برنامج واسع للتطوير طويل الأمد.
ويضم حقل غرب القرنة 1 احتياطيات تتجاوز 20 مليار برميل من النفط القابل للاستخراج، ويقع شمال غرب البصرة بنحو 50 كيلومترًا، وهو ركيزة مهمة في منظومة الطاقة العراقية، إذ يحقق عوائد مالية كبيرة، ويسهم في تلبية الطلب المحلي والعالمي.
وتُواصل شركة وود توسُّعها داخل العراق بعد فوزها في مايو/أيار بعقود إزالة كربون بقيمة 100 مليون دولار، في حين يعزز الاتفاق الجديد موقع العراق ضمن أكبر الصفقات النفطية في نوفمبر 2025، مع مواصلة تطوير الحقول العملاقة.
موضوعات متعلقة..
- أكبر الصفقات النفطية في أكتوبر 2025.. مصر والعراق والجزائر بالمقدمة
- أكبر صفقات النفط في 2024.. السعودية وقطر والجزائر تتصدر الاتفاقيات
- أرامكو السعودية تعيد منصات الحفر.. صفقات ضخمة تنعش السوق في 2026
اقرأ أيضًا..
- استهلاك الغاز في الخليج قد يشهد طفرة هائلة بقيادة إيران والسعودية
- 6 توجهات ترسم ملامح الطاقة النووية في 2025.. الإمارات ومصر على الخريطة
- ممثل العراق في أوبك: طاقتنا الإنتاجية تقترب من 6 ملايين برميل نفط يوميًا (حوار)
المصادر:
- صفقة توتال إنرجي التبادلية مع كونويل، من بيان منشور في موقع الشركة الفرنسية
- مشروع بناء مصفاة نفط ضخمة في أفريقيا، من منصة "بيزنس إنسايدر أفريكا"
- توسيع إنتاج مصفاة نفط "دانغوتي" في نيجيريا، من وكالة رويترز





