أسعار الديزل العالمية تقفز إلى أعلى مستوي في 2025.. ما الأسباب؟
دور رئيس لروسيا ومصفاة الزور الكويتية
وحدة أبحاث الطاقة - مي مجدي
ارتفعت أسعار الديزل العالمية إلى أعلى مستوى خلال العام الجاري (2025)، نتيجة مزيج معقّد من التطورات الجيوسياسية وأعطال المصافي في مختلف أنحاء العالم.
فقد ارتفعت هوامش ربح مصافي التكرير العالمية للديزل منذ أواخر شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، نتيجة توقف المصافي في روسيا والشرق الأوسط، وفرض عقوبات جديدة على النفط الروسي.
وأشار تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة، إلى أن تراجع الإنتاج في المصافي ونقص المعروض العالمي أسهما في ارتفاع أسعار الديزل العالمية.
وبين منتصف شهري أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني، ارتفع الفارق بين سعرَي النفط الخام ووقود الديزل المشتق منه، حيث تجاوز في ميناء نيويورك وساحل الخليج الأميركي ومركز التكرير والتخزين بأمستردام وروتردام وأنتويرب (ARA) دولارًا واحدًا للغالون لأول مرة منذ أكثر من عام.
أسباب ارتفاع أسعار الديزل العالمية
كشف التقرير الصادر عن إدارة معلومات الطاقة، اليوم الأربعاء 3 ديسمبر/كانون الأول (2025)، عن أن المصافي في حوض الأطلسي كانت الأكثر تأثرًا بارتفاع أسعار الديزل العالمية.
فقد ارتفعت الأسعار في مراكز الشحن الرئيسة في أمستردام وروتردام وأنتويرب -المعيار للأسعار الأوروبية-، بالإضافة إلى ميناء نيويورك وساحل الخليج الأميركي.
كما أثر ارتفاع أسعار الديزل العالمية في الأسعار الأميركية، نتيجة لقدرة مصافي التكرير في الولايات المتحدة على بيع منتجاتها في الأسواق المحلية والعالمية.
وأوضح التقرير أن تأثير العوامل الجيوسياسية ظهر واضحًا في أسعار الديزل، حيث أسهمت العقوبات الأوروبية الجديدة على شركات النفط الروسية الكبرى، مثل روسنفط ولوك أويل وغازبروم نفط، في الحد من إمدادات الديزل العالمية ورفع هوامش التكرير.
ففي أكتوبر/تشرين الأول (2025)، شدّد الاتحاد الأوروبي قيوده بعد عقوبات يوليو/تموز التي شملت حظر استيراد المنتجات المكررة من النفط الروسي.
ويأتي ذلك ضمن سلسلة إجراءات لحظر النفط الروسي ومنتجاته بدأت أواخر 2022 ومطلع 2023 ردًا على الغزو الروسي لأوكرانيا.
كما تستهدف العقوبات الأخيرة المصافي في تركيا والهند، إذ كانت تستفيد لديهما من خصومات النفط الروسي وتعالجه وتصدّر منتجاته -بما فيها الديزل- إلى دول الاتحاد الأوروبي، في محاولة لخفض قيمة النفط الروسي في الأسواق العالمية.
وتراجعت واردات تركيا من نفط الأورال الروسي خلال الشهر الماضي، بنحو 100 ألف برميل يوميًا عن مستويات شهر أكتوبر/تشرين الأول، بحسب بيانات وكالة رويترز.
وخلال المدة من يناير/كانون الثاني حتى نهاية أكتوبر/تشرين الأول (2025)، وفّرت روسيا قرابة 62% من الإمدادات لتركيا، لتصل إلى 388 ألف برميل يوميًا، كما يوضح الرسم البياني الآتي:
في الوقت نفسه، أدت هجمات أوكرانيا على المصافي الروسية ومرافق تصدير الخام إلى خفض صادرات روسيا من الوقود؛ ما أثر مباشرة في الدول التي تعتمد على الواردات الروسية.
وأجبر غياب النفط الروسي في هذه الأسواق على المنافسة، لتوفير إمدادات من مصادر أخرى، وساعد ذلك في ارتفاع أسعار الديزل العالمية.
توقف المصافي وتأثيرها في أسعار الديزل العالمية
بالإضافة إلى ذلك، ارتفعت أسعار الديزل العالمية، نتيجة لتعطل مفاجئ في مصفاة الزور الكويتية وعمليات الصيانة في مصفاة دانغوتي النيجيرية.
فقد أدى تعطل مصفاة الزور الكويتية منذ أواخر أكتوبر/تشرين الأول إلى شح الإمدادات المتاحة من المنتجات المكررة.
ودخلت المصفاة التي تحتلّ المرتبة السابعة عالميًا من حيث السعة التكريرية والبالغة 615 ألف برميل يوميًا، الخدمة عام 2023، وأدت دورًا مهمًا في توفير الوقود لأوروبا بعد حظر استيراد المنتجات النفطية الروسية، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
غير أن التعطل المفاجئ للمصفاة جاء في وقت يشهد فيه موسم صيانة قوي لمصافي الشرق الأوسط، حيث خفّضت عدة مصافٍ معدلات التشغيل مؤقتًا.
كما أثارت التقارير المتباينة حول صيانة مصفاة دانغوتي في نيجيريا قلقًا بشأن الإمدادات، وهو ما يفاقم الضغوطات داخل سوق حوض الأطلسي.
في الوقت نفسه، أدى ارتفاع الطلب العالمي وسط القيود على الإمدادات إلى زيادة الاعتماد على المصافي العاملة، وعلى رأسها مصافي ساحل الخليج الأميركي التي تزوّد الأسواق المحلية والدولية بالوقود.
وأظهر تقرير إدارة معلومات الطاقة أن صادرات البنزين الأميركية ارتفعت إلى أعلى مستوياتها هذا العام، في حين حافظت صادرات المقطرات، بما فيها الديزل، على ارتفاعها في نوفمبر/تشرين الثاني، مقارنة بمتوسط الأعوام الـ5 الماضية (2020–2024).
موضوعات متعلقة..
- دمج مجمع بتروكيماويات في مصفاة الزور الكويتية.. ماذا يعني لإستراتيجية 2040؟
- أسعار البنزين والديزل في أفريقيا.. هذه أغلى 10 دول خلال نوفمبر
اقرأ أيضًا..
- أكثر الدول الأفريقية امتلاكًا لسعة الطاقة الشمسية العاملة.. هيمنة عربية (تقرير)
- استثمارات شبكات الكهرباء العالمية قد تتجاوز 470 مليار دولار لأول مرة
- سوق توربينات الرياح البرية بين الصين والغرب.. تكاليف متباينة وإستراتيجيات متقاربة (تقرير)
المصدر:
