حقل السلحفاة أحميم الكبير.. 15 تريليون قدم مكعبة من الغاز تدعم اقتصاد موريتانيا
أحمد بدر
يعدّ حقل السلحفاة أحميم الكبير الموريتاني للغاز واحدًا من أكبر الاكتشافات في غرب أفريقيا، كما أنه يجسّد شراكة مهمة بين كل من موريتانيا والسنغال، وذلك بفضل موقعه الإستراتيجي، الذي يجعله بوابة مستقبلية للطاقة في المنطقة.
وبحسب بيانات حقول النفط والغاز لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن الحقل الغازي العملاق يمثّل حلقة مهمة من التعاون بين البلدين الأفريقيين، ضمن جهودهما لتعزيز الاقتصاد الوطني لدى كل منهما.
وتسعى موريتانيا إلى استغلال الاحتياطيات الضخمة من الغاز الطبيعي في حقل السلحفاة أحميم الكبير، ضمن جهودها لتعظيم الاستفادة من مواردها الطبيعية وكذلك الهيدروكربونية، من خلال التطوير والإنتاج والتصدير.
وينطوي حقل السلحفاة أحميم الكبير في موريتانيا على مشروع مهم لإنتاج وتصدير الغاز الطبيعي المسال المنتج من منصات ومحطات تقع داخل الحقل، بهدف التصدير إلى أوروبا في المقام الأول، لدعم اقتصاد البلاد.
وللاطّلاع على الملف الخاص بحقول النفط والغاز العربية لدى منصة الطاقة المتخصصة، يمكنكم المتابعة عبر الضغط (هنا)؛ إذ يتضمن معلومات وبيانات حصرية تغطي قطاعات الاستكشاف والإنتاج والاحتياطيات.
معلومات عن حقل السلحفاة أحميم الكبير
تشير أبرز معلومات عن حقل السلحفاة أحميم الكبير إلى أنه اكتُشِف للمرة الأولى في شهر أبريل/نيسان 2015، من خلال شركة كوزموس إنرجي الأميركية، وذلك في منطقة بحرية مشتركة بين كل من موريتانيا والسنغال، على عمق يتجاوز 2700 متر تحت سطح البحر.
ويمتد الحقل على طول الحدود بين البلدين، لذلك فقد صنّفه الخبراء على أنه واحد من أكثر المشروعات تعقيدًا من الناحية التقنية في أفريقيا، إلّا أن التوافق بين البلدين جاء سريعًا، إذ وُقِّعت اتفاقيات تقاسم عائداته بينهما في فبراير/شباط 2018.

ويعدّ حقل السلحفاة أحميم الكبير نقلة نوعية في قطاع الطاقة في المنطقة، إذ إن الإنتاج المتوقع منه بعد إنجاز مرحلته الأولى يُقدَّر بنحو 2.5 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال، وفق خطط الإنتاج التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وبعد إنجاز المرحلة الثانية، التي من المتوقع انتهاؤها بين عامي 2026 و2027، سيتضاعف هذا الإنتاج، بما يخدم توجهات البلدين لتلبية جزء كبير من الطلب العالمي المتزايد على الغاز، ويدعم اقتصادهما في آن واحد.
ومن المتوقع أن يوفر مشروع حقل السلحفاة أحميم الكبير عائدات ضخمة لكل من موريتانيا والسنغال، إذ يُقدَّر نصيب البلدين سنويًا من المشروع في مرحلته الأولى بنحو مليارَي دولار، بواقع مليار دولار لكل منهما.
احتياطيات حقل السلحفاة أحميم الكبير
تُقدَّر احتياطيات حقل السلحفاة أحميم الكبير بنحو 15 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، وهو الحجم الضخم الذي يضعه ضمن أكبر حقول الغاز الطبيعي في قارة أفريقيا، وفق إحصاءات الاحتياطيات العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وإلى جانب العائدات العملاقة المتوقعة لكل من موريتانيا والسنغال خلال السنوات الأولى من بدء الإنتاج من الحقل، توجد خطة مهمة لتحسين البنية التحتية وزيادة الإنتاج الصناعي، بما يكفل عائدات أكبر للبلدين.

يشار إلى أن البنية التحتية الحالية في حقل السلحفاة أحميم الكبير الموريتاني تشتمل على منصات معالجة عائمة، بالإضافة إلى خطوط أنابيب تحت سطح البحر، وهو ما يجعله واحدًا من بين أكثر المشروعات الغازيّة تعقيدًا في المنطقة، من الناحية التقنية.
وكان المشروع قد تأثَّر على مدى السنوات الماضية بعدد من التحديات، والتي تأتي في مقدمتها جائحة كورونا، إذ كان من المتوقع له أن يبدأ الإنتاج بنهاية عام 2022، ولكن هذه الخطط تأخّرت لنحو عامين.
وفي نهاية 2024، شهد المشروع نشاطًا كبيرًا للانتهاء من تجهيزات الإنتاج، إلى أن بدأ بالفعل أواخر العام، ثم في 22 فبراير/شباط من عام 2025، تم تصدير أول شحنة غاز مسال.
مراحل تطوير حقل السلحفاة أحميم الكبير
تتضمن مراحل تطوير حقل السلحفاة أحميم الكبير عددًا من المراحل الرئيسة، التي بدأت منذ اكتشافه في عام 2015، إذ فتح آفاقًا جديدة للاستثمارات الأجنبية ومشروعات الطاقة الضخمة، لا سيما أن الآمال معلّقة على المشروع لتلبية جزء كبير من الاحتياجات العالمية للطاقة.
وجاء اكتشاف الحقل في وقت يتزايد فيه الطلب العالمي على الغاز الطبيعي، لذلك تراهن كل من موريتانيا والسنغال على أن يلبي تطويره التوقعات المتفائلة بأن يكون محركًا رئيسًا للتنمية المستدامة، ومنقذًا مهمًا للاقتصاد.
وفي سبيل تطوير حقل السلحفاة أحميم الكبير، تعاون كثير من الشركات العالمية والإقليمية، وهو ما يعكس أهمية التعاون الدولي في مثل هذه المشروعات العملاقة، إذ يتطلع مواطنو البلدين إلى أن يسهم المشروع في تحسين ظروفهم المعيشية وتوفير فرص عمل لهم.

وشملت المراحل الرئيسة لتطوير المشروع عمليات تتعلق بالبنية التحتية البحرية، وذلك من خلال إنشاء الحاجز الصخري الذي سيؤدي وظيفة الميناء، والذي ستنطلق منه الصادرات، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
كما تتضمن مراحل التطوير إنشاء المنصة العائمة، إذ جُهِّزَت سفينة عملاقة لمعالجة الغاز، صُنِعَت في الصين وجُهِّزَت في سنغافورة، بالإضافة إلى مرحلة أخرى، وهي حفر الآبار البحرية التي ستنتج الغاز الطبيعي، الذي سيتحول لاحقًا إلى غاز مسال.
بالإضافة إلى ذلك، تتضمن مراحل تطوير مشروع حقل السلحفاة أحميم الكبير عمليات تصنيع وتركيب أنابيب لاستخراج الغاز الطبيعي من قاع البحر، وهي العمليات التي اكتملت تقريبًا بحلول منتصف شهر فبراير/شباط 2023.
وفي يوليو/تموز 2024، أعلنت وزارة البترول والمعادن والطاقة الموريتانية، في بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة، اكتمال مكونات مشروع السلحفاة أحميم الكبير، واقتراب توصيل آبار الغاز بمحطات الإنتاج، بعد وصول نسبة تنفيذ الأعمال إلى 95%.
نرشح لكم..
- حقول النفط والغاز في سلطنة عمان.. ملف خاص عن الاحتياطيات والإنتاج
- أقدم حقل نفط في الخليج العربي.. كم يبلغ إنتاجه حاليًا؟
- حقول النفط والغاز في الجزائر.. ملف خاص عن الاحتياطيات الضخمة والإنتاج
المصادر..
- تقرير عن مراحل تطوير حقل السلحفاة أحميم من "كوزمو إنرجي"
- بيانات وزارة الطاقة الموريتانية عن الحقل
- تقرير عن حجم احتياطيات وإنتاج الحقل الغازي من "غلوبال إنرجي مونيتور"





