تطوير المعادن الأرضية النادرة في قازاخستان يشعل منافسة أوروبية أميركية
هبة مصطفى
باتت إمكانات المعادن الأرضية النادرة في قازاخستان "حلبة منافسة"، تتسابق نحوها الحكومات والشركات للاستفادة من مواردها، حسب تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتسعى دول الاتحاد الأوروبي وأميركا لاستقطاب هذه الإمكانات، في ظل البحث عن موارد إضافية ووجهات بديلة تقلّص الهيمنة الصينية على المعادن الضرورية لتحوُّل الطاقة.
ولا يُشير ذلك إلى فرصة متساوية بين أوروبا وأميركا للاستثمار في المعادن القازاخستانية، بل تظهر تحديات في هذا المضمار قد تعزز فرصة طرف على حساب الآخر، حال عدم اتخاذ الإجراءات المطلوبة.
وتعدّ طفرة قازاخستان مرآة لقدرة دول آسيا الوسطى على الاستفادة من مواردها، والترويج لها لجذب المطورين والمستثمرين، خاصة مع تحديد الحكومة لـ4 مجالات تشكل أولوية للمشروعات الجديدة.
خطط المعادن الأرضية النادرة في قازاخستان
لا تُمثّل خطط المعادن الأرضية النادرة في قازاخستان طفرة فردية، بل تعدّ أحد أكثر الأطراف المؤثّرة والمنافسة بقوة ضمن حالة الزخم في آسيا الوسطى.
وفي محاولة لتعزيز ميزان القوى مقابل هيمنة الصين على الصناعة، وضمان سلامة سلسلة توريد المعادن، تسعى أسواق عالمية للاستحواذ على موارد المنطقة وتأمينها.
وعملت حكومة البلاد في خطين متوازيين: التسويق لإمكاناتها من المعادن الأرضية النادرة في المحافل الدولية، وتحديد أولويات التوجه الصناعي والمشروعات.
وحددت الحكومة 4 مسارات لمشروعاتها المرتقبة:
- مواد البطاريات.
- مدخلات أشباه المُوصّلات.
- السبائك فائقة التحمّل للحرارة العالية، والمستعمَلة في محركات الطائرات.
- إعادة تدوير المغناطيسات الدائمة.

وتُخطط الدولة الرائدة في آسيا الوسطى لإطلاق 3 مرافق معالجة على مدار الأعوام الـ3 المقبلة، لتعزيز سلسلة القيمة.
وتملك قازاخستان أهدافًا واضحة في هذا الشأن، من بينها:
- إنتاج 15 طنًا سنويًا من الغاليوم.
- زيادة إنتاج كبريتات المنغنيز عالية النقاء.
- زيادة إنتاج الغرافيت لصالح صناعة البطاريات.
ومن المأمول بدء إنتاج سبائك النيكل المقاومة للحرارة، وإعادة تدوير المغناطيسات الدائمة بمرافق مدينة جيزكازغان ومصنع أولبا، في وقت قريب.
فرص أوروبا
تعزز مجالات وأهداف قازاخستان لإنتاج ومعالجة المعادن الأرضية النادرة التعاون مع دول الاتحاد الأوروبي، إذ يؤدي تنفيذ المشروعات السابق ذكرها إلى تحول البلاد لمركز مهم في آسيا الوسطى.
وتلتقي هذه الرؤية مع طموحات تلبية أهداف قانون المواد الخام الضرورية الأوروبي، وتُرجم هذا التوافق في صورة لقاءات بين الشركاء من الجانبين على هامش انعقاد حدث "أسبوع المواد الخام" في القارة العجوز.
وبالنظر إلى القدرة على جذب قازاخستان بوصفها مُوّردًا رئيسًا وإستراتيجيًا للمعادن النادرة، نجد أن أوروبا قادرة على منافسة الصين -فقط- إذا طبّقت معايير الحوكمة القادرة على كسب ثقة المورد الآسيوي.
وفي حالة عدم تنفيذ ذلك تظل الهيمنة بيد الصين، خاصةً أن شركات بكين تنشر مشروعاتها في آسيا الوسطى وتستورد 70% من إنتاج المنطقة.
وبجانب معايير الحوكمة، قد تشكّل حزمة التمويل بقيمة 12 مليار يورو (13.9 مليار دولار أميركي) -المعلَنة العام الجاري- عنصر جذب آخر.
ورغم إمكان استفادة أوروبا من ميزات (الحوكمة، والتمويل) لضمان قازاخستان موردًا رئيسًا، فإن هناك انتقادات لتباطؤ التحركات مقارنة بالمنافسين الآخرين.
ويحتاج الاتحاد الأوروبي إلى 3 مسارات لضمان التنافسية، خاصة أن نفوذ دول آسيا الوسطى وقدراتها آخذة في النمو والتوسع، وأبرزها خريطة أولويات ومشروعات المعادن الأرضية النادرة في قازاخستان.
وتشمل المسارات الأوروبية: تطبيق معايير الحوكمة، ومنح الاستثمار المشترك أولوية في خطط المعالجة وإعادة التدوير، وتبادل الخبرات بين الجانبين، ويشمل: تسهيل السفر والإجراءات الإدارية، والتعاون البحثي، حسب تحليل نشرته منصة "يواركتيف".

فرص أميركا
تعدّ المعادن الأرضية النادرة في قازاخستان فرصة قوية لأميركا لتقليص السيطرة الصينية على السوق العالمية، وسلسلة التوريد.
وفطنت واشنطن لهذه الإمكانات، وأعادت ترسيخ أقدامها في آسيا الوسطى، معتمدةً على رؤية إدارة الرئيس دونالد ترمب لتنويع وجهات إمدادات المعادن الحرجة والضرورية.
وتلتقي الرؤية والاستثمارات الأميركية مع إمكانات وموارد قازاخستان لتشكّل حائط دفاع قويًا ضد التوسع والانتشار الصيني.
وتملك قازاخستان احتياطيات وإنتاج لما يقرب من نصف المعادن التي أدرجتها هيئة المسح الجيولوجية الأميركية في قائمة المعادن المهمة للأمن القومي، البالغ عددها 54.
وانتقلت قازاخستان من تعزيز استثمارات المعادن الأرضية محليًا، إلى بدء استثمار عالمي ينافس الصين على الموارد على موارد المناجم، وبدأت شركة التعدين الحكومية "تاو كين سامروك" توسعة نشاط الاستكشاف في رواندا وأفغانستان.
وبجانب ذلك، افتتحت قازاخستان مؤخرًا منشأة معالجة "التنغستن" في مدينة ألماتي، وتتقدم شركات أميركية بعطاءات لاستخراج المعدن المهم.
وتعدّ قازاخستان ثاني أكبر منتج عالمي للكروم والـ11 للنحاس، في حين تسهم بنحو 40% من صادرات اليورانيوم العالمية.
موضوعات متعلقة..
- المعادن في قازاخستان.. كنز تحت أنظار القوى العظمى (مقال)
- المعادن الأساسية في قازاخستان.. هل تستفيد من مذكرة التفاهم مع أميركا؟ (مقال)
- المعادن الأرضية النادرة.. مدينة أوروبية قد تكسر الاحتكار الصيني
اقرأ أيضًا..
- أكبر مشروعات الهيدروجين الأخضر في أفريقيا.. سيطرة عربية (إنفوغرافيك)
- إيرادات صادرات السعودية من النفط.. وأعلى قفزة في 2025 (إنفوغرافيك)
- صادرات النفط العراقي في أكتوبر 2025 تصعد 173 ألف برميل يوميًا
المصادر:





