رئيسيةتقارير منوعةمنوعات

المدن البيئية الصغيرة حل عصري يضمن خفض الانبعاثات (دراسة)

تجمع بين توليد الكهرباء بالطاقة المتجددة والنقل الأخضر

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • التوسع الحضري السريع في القرن الماضي زاد من اعتماد المدن الأميركية الشمالية على السيارات
  • أسطول من السيارات الكهربائية ينقل المنتجات المزروعة محليًا إلى محلات البقالة وأسواق المزارعين القريبة
  • انبعاثات الكربون انخفضت بنسبة 98% مقارنة بأنظمة النقل التقليدية المعتمدة على النقل
  • شبكة النقل التي تعمل بالطاقة الشمسية وفّرت تكاليف طويلة الأجل

تمثّل المدن البيئية الصغيرة "مُدن الـ15 دقيقة" حلًا عصريًا يضمن خفض الانبعاثات واستعمال الطاقة النظيفة واستعمال الأراضي بطريقة رشيدة.

ويشير مفهوم "مدينة الـ15 دقيقة" إلى تصميم لمدينة يُمكن لقاطنيها تلبية مُعظم حاجاتهم الحياتيّة الأساسيّة ضمن نطاق لا يتطلّب اجتيازه السير من منازلهم أكثر من ربع ساعة مشيًا على الأقدام أو باستعمال الدرّاجات الهوائيّة، حسب مصادر تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

يأتي ذلك بعد أن أدى التوسع الحضري السريع في القرن الماضي إلى زيادة اعتماد المدن الأميركية الشمالية على السيارات.

إلى جانب ذلك، فإن ارتفاع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وأسعار الوقود يدفع الباحثين والمخططين إلى البحث عن بدائل مُبتكرة للتخطيط الحضري المتمثل في المدن البيئية الصغيرة.

نموذج المدن البيئية الصغيرة

تستند دراسة أجراها باحثو جامعة كونكورديا الكندية إلى ما يقرب من عقد من الأبحاث حول الأحياء متعددة الاستعمالات والمستجيبة للطاقة الشمسية، لاقتراح نموذج جديد للتنمية الحضرية والمدن البيئية الصغيرة.

ونُشرت الدراسة في مجلة "الاستدامة" (Sustainability)، وهي تُدمج إستراتيجيات رئيسة لضمان مستقبل صديق للبيئة وآمن غذائيًا.

ويجمع النموذج بين مفهوم "مدينة الـ15 دقيقة"، وتوليد الكهرباء بالطاقة المتجددة والنقل الأخضر والزراعة الحضرية في إطار عمل واحد يُقلل بصورة كبيرة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، مع بناء بنية تحتية للزراعة الحضرية، وتعزيز الروابط داخل المجتمع.

باحثان مشاركان في دراسة المدن البيئية الصغيرة
باحثان مشاركان في الدراسة – الصورة من الموقع الرسمي لجامعة كونكورديا الكندية

وقالت الباحثة المراسلة، الأستاذة المشاركة في قسم هندسة البناء المدنية والبيئية، كارولين هاشم-فيرميت: "نريد أن نرى كيف يُمكننا دمج الطاقة، والتنقل، واستعمال الأراضي، والوظائف الاجتماعية لتقريب الاحتياجات اليومية من السكان، ما يُمكّنهم من تقليل عدد الرحلات التي تستهلك الوقود الأحفوري".

وأضافت: "هدفنا الأوسع هو تصميم مجموعات أحياء مترابطة تتشارك في الغذاء والطاقة والمرافق، ما يُنشئ شبكة حضرية متوازنة ومتكيّفة".

نموذج قابل للتكيف لجميع الأحياء

يُعد إطار عمل إنتاج الغذاء ونقله -حسبما هو موضح في الدراسة- نظامًا قابلًا للتطوير، ومصممًا لجعل الأحياء في المدن البيئية الصغيرة أكثر استدامةً وصالحةً للعيش.

ويعتمد النموذج على متغيرات مكانية وزراعية وطاقية واقتصادية لقياس استدامة الأحياء، وعلى مبدأ "مدينة الـ15 دقيقة"، الذي يضمن توزيعًا متساويًا للمرافق الأساسية، مثل محلات البقالة وأسواق المزارعين، وسهولة الوصول إليها، وهي عادةً على بُعد كيلومتر واحد من المنزل.

في المقابل، تُحوّل مبادرات الزراعة الحضرية أسطح المنازل وواجهاتها ومساحات الأراضي غير المستغلة إلى حدائق خضراوات.

وفي الوقت نفسه، ينقل أسطول من السيارات الكهربائية، التي تعمل بألواح كهروضوئية مدمجة في الأرصفة، المنتجات المزروعة محليًا إلى محلات البقالة وأسواق المزارعين القريبة، وفق تفاصيل اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

ويأخذ الإطار في الحسبان مساحات الأسطح والواجهات وقطع الأراضي المخصصة للزراعة، ومسافات المشي بين المنازل والمرافق المحلية، وغلة المحاصيل، ونصيب الفرد من الطلب على الغذاء، بالإضافة إلى كفاءة الألواح الشمسية، وسعة بطاريات السيارات الكهربائية، ومعدلات خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

من ناحية ثانية، تُحدد العوامل الاقتصادية، مثل تكاليف الطاقة وفترات الاسترداد، مدى جدوى المشروع.

وقدّم الباحثون مقياسًا لاتخاذ القرارات لقياس أداء إستراتيجيات التصميم في مختلف تكوينات الأحياء، ويوفر هذا المقياس للمخططين وواضعي السياسات أداةً سهلة الفهم لمقارنة السيناريوهات.

وقال المؤلف الرئيس للدراسة طالب الماجستير، فيصل كبير: "لطالما كان الهدف هو جعل هذا النموذج بسيطًا وشفافًا نسبيًا، لأنه عند تنفيذ الأحياء متعددة الاستعمالات يكون أفراد المجتمع مشاركين أساسيين".

محطة لشحن السيارات الكهربائية في المملكة المتحدة
محطة لشحن السيارات الكهربائية في المملكة المتحدة – الصورة من رويترز

خفض الانبعاثات والتكاليف المالية

طبّق الباحثون نموذجهم بشأن المدن البيئية الصغيرة على حي "ويست 5" بمدينة لندن في مقاطعة أونتاريو الكندية.

ويُعدّ هذا المجتمع الذكي، الذي يعمل بالطاقة الشمسية، بمثابة مختبر حيّ لبرنامج جامعة كونكورديا لأبحاث الكهربة.

ووجدوا أن تخصيص 13.8% فقط من مساحة الأسطح، و10% من الواجهات، و15% من مساحة الأرض للزراعة الحضرية؛ يمكن أن يجعل الحي مكتفيًا ذاتيًا تمامًا من الخضراوات الورقية وما إلى ذلك.

في المقابل، نجحوا في خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 98% مقارنةً بأنظمة النقل التقليدية المعتمدة على النقل.

بالإضافة إلى ذلك، وفّرت شبكة النقل التي تعمل بالطاقة الشمسية تكاليف طويلة الأجل؛ إذ بلغت فترة استرداد الوفورات لتغطية الاستثمار في الشبكة 2.8 سنة فقط، وجرى إنتاج الكهرباء النظيفة بتكلفة تقارب 0.92 دولارًا للكيلوواط/ساعة.

ووفقًا لحسابات الباحثين، فإن كل 0.19 وحدة من الإنتاج الغذائي المحلي تُعوّض وحدة واحدة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون؛ ما يؤكد أنه يُمكن للمبادرات المحلية الصغيرة أن تُحقق فوائد بيئية كبيرة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

  1. "باحثو جامعة كونكورديا يُصممون نموذجًا لمدينة الـ15 دقيقة المستدامة"، من الموقع الرسمي لجامعة كونكورديا الكندية.
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق