التقاريرتقارير منوعةرئيسيةمنوعات

إدارة مياه المناجم في أفريقيا تتطلب التوازن بين النمو الصناعي وحماية البيئة (تقرير)

نوار صبح

تتطلّب إدارة مياه المناجم في أفريقيا تحقيق التوازن بين النمو الصناعي وحماية البيئة على المدى الطول، إلى جانب إعادة شحن المياه الجوفية اصطناعيًا لتعزيز موارد المياه، لا سيما في المناطق ذات معدلات التبخر المرتفعة.

وأشار خبراء إلى أنه يُمكن لتقنيات معالجة المياه المستدامة، من خلال الأراضي الرطبة المُنشأة صناعيًا، أن تُحسّن جودة المياه في أثناء مرحلة التشغيل، وخلال مراحل ما بعد إغلاق المناجم، حسب مصادر تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

في هذا الإطار، يبحث الخبراء في مناهج مبتكرة لإعادة تأهيل مياه المناجم في أفريقيا، بالاعتماد على أوجه التآزر بين قطاعَي التصنيع والتعدين في جنوب أفريقيا وجميع أنحاء القارة السمراء.

وأكدت ندوة منقولة بتقنية الاتصال المرئي استضافتها منظمة "أمن المياه في أفريقيا" بالشراكة مع مجلة "إي إس آي أفريكا" ​​أهمية الضغط المتزايد على مستجمعات المياه المشتركة، واستمرار تصريف مياه المناجم الحمضية غير المعالجة، والحاجة الملحة إلى نماذج إعادة تأهيل تُجسّد احتياجات التعدين والتصنيع والمجتمع.

معضلة مياه المناجم في أفريقيا

أشار المتحدثون إلى أن عمليات التعدين في جميع أنحاء القارة لا تزال تُنتج كميات هائلة من المياه الملوثة، ومعظمها غير مُعالج بصورة كافية.

ويظل تصريف المناجم الحمضي من المواقع المهجورة أحد أخطر التهديدات، مع محدودية الاستثمارات العامة والخاصة الموجهة إلى المعالجة طويلة الأجل.

وقد أدى غياب الجداول الزمنية الواضحة، والرقابة المُنسقة، وقنوات التمويل المُستدامة إلى تفاقم المشكلة، على الرغم من تأثيرها المُوثق جيدًا في النظم البيئية، وصحة الإنسان، والصناعات التحويلية.

وأكد الخبراء أن التنافس المتزايد على موارد المياه، الذي يُحرّكه النمو السكاني، والتوسع الصناعي، والضغوط المناخية، يُعزز الحاجة إلى حلول متكاملة على مستوى مستجمعات المياه.

تصريف الأحماض السامة من أحد المناجم في مدينة كروغرسدورب بجنوب أفريقيا
تصريف الأحماض السامة من أحد المناجم في مدينة كروغرسدورب بجنوب أفريقيا - الصورة من ذا كونفرسيشن

الحاجة إلى إدخال أحدث التقنيات

أكد المشاركون في الندوة أنه لم يعد من الممكن النظر إلى مياه المناجم في أفريقيا على أنها مسؤولية موروثة، بل تجب إعادة تنظيمها بوصفها موردًا إستراتيجيًا قادرًا على دعم العمليات الصناعية، وتعزيز إمدادات المياه المجتمعية، والإسهام في تحقيق الأهداف الوطنية للاستدامة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات.

وسلّطت الندوة الضوء على التقنيات الناشئة القادرة على تحسين كفاءة معالجة مياه المناجم المعالجة بالرماد الضار، بما في ذلك الأنظمة التي تتيح استخلاص وتثمين المنتجات الثانوية، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ويمكن أن تُسهم هذه الابتكارات في تعويض تكاليف المعالجة مع دعم أهداف الاقتصاد الدائري في قطاعات مثل التصنيع والكيماويات والبناء.

معالجة قضايا مياه المناجم

سلّط النقاش الضوء على طريقة بدء جهود إعادة التأهيل المُنسقة، وأنظمة الترشيح المتقدمة، والشراكات مع الجهات التنظيمية، مثل وزارة المياه والصرف الصحي، في إنتاج نماذج قابلة للتطوير.

وأكدت الأمثلة الناجحة التي ذُكرت أهمية مواءمة المسؤوليات التشغيلية على مدار دورة حياة التعدين لتقليل المخاطر البيئية طويلة الأجل.

واتفق المتحدثون على أنه على الرغم من أن التحديات ما تزال كبيرة، فإن إعادة تأهيل مياه المناجم تُتيح فرصة للدول الأفريقية لتأمين موارد المياه، وتقليل المسؤوليات البيئية، وتحفيز النمو الصناعي المستدام.

وقالوا إن المرحلة المقبلة تتطلّب الاستثمار التحفيزي والتوافق التنظيمي والتعاون الأوسع بين القطاعات.

مياه ملوثة ناتجة عن عمليات التعدين تملأ سدًا بالقرب من مدينة جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا
مياه ملوثة ناتجة عن عمليات التعدين تملأ سدًا بالقرب من مدينة جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا - الصورة من رويترز

المناجم المهجورة تلوث المياه

تُعاني جنوب أفريقيا من تدهور الأوضاع في قطاع التعدين؛ إذ تواصل مئات المناجم المهجورة إطلاق كميات كبيرة من مياه الصرف الحمضية غير المُعالجة في النظم البيئية المحيطة، في حين يُسهم ضعف إنفاذ التزامات إغلاق المناجم وإعادة تأهيلها في تفاقم المشكلة.

وصرّح بذلك مدير مركز المياه لدى مجلس البحوث العلمية والصناعية في جنوب أفريقيا، الدكتور ريمبو ماغوبا.

وكان ماغوبا يتحدث في ندوة عُقدت مؤخرًا، تناولت الأساليب المبتكرة لإعادة تأهيل مياه المناجم، بالاستفادة من أوجه التآزر بين قطاعَي التعدين والصناعة في جنوب أفريقيا وجميع أنحاء القارة السمراء.

وقال ماغوبا: "بوصفنا دولة، ينبغي أن نشعر بقلق بالغ، وأن ضعف إنفاذ إجراءات إغلاق مواقع التعدين وترميمها يُمثل مشكلة حرجة نواجهها".

وأضاف: "بالنظر إلى الأمر، نجد نقصًا في برامج إدارة المياه الجوفية المُستهدفة في المناطق المتضررة، وهو أمرٌ نحتاج إليه للقضاء على هذه المشكلة الحرجة".

بدوره، أوضح المدير الإداري لشركة أرتيسيوم للخدمات الاستشارية، كوس فيفييه، أن تقنيات معالجة المياه الناشئة، خصوصًا تلك التي تستعمل الهندسة الحيوية وتكنولوجيا النانو مع الطاقة المتجددة، تُظهر إمكانات واعدة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق