أسهم وشركاتالتقاريرتقارير الغازرئيسيةروسيا وأوكرانياشركاتغاز

صراع الغاز المسال يشتعل بين شركتين.. كواليس حرب عمرها 3 سنوات

هبة مصطفى

تحولت تجارة الغاز المسال إلى ساحة حرب بين الشركات المتنافسة، خاصةً بعدما سجلت مكاسبه نموًا سريعًا في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية.

ويعدّ الصراع بين شركتي: فينشر غلوبال (Venture Global) الأميركية وشل (Shell) العالمية نموذجًا على ذلك، إذ تفاقمت محطات النزاع على مدار السنوات الـ3 الماضية.

وبعد أن كان الخلاف يتمثل في مجرد اتهامات متبادلة، أخذ يتطور ويتصاعد إلى أن وصل ساحات القضاء خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2025، حسب تحديثات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ورغم أن "شل" تستحوذ على القدر الأكبر من الخلاف مع الشركة الأميركية، فإن الأمر طال شركة النفط البريطانية بي بي وعدد من الشركات الأوروبية أيضًا.

حرب الغاز المسال

كانت المكاسب نقطة انطلاق حرب الغاز المسال بين الشركتين، في ظل اتّهام واجهته "فينشر" بتأخير تسليم الشحنات عمدًا، لصالح توجيهها إلى السوق الفورية وحصد عائدات أعلى.

ورغم أن الشركة الأميركية ارتبطت بعقود توريد طويلة الأجل مع "شل"، فإن ارتفاع أسعار الغاز لمستويات قياسية وجنونية بعد الحرب الأوكرانية أشعل طموحات المكاسب.

ومنذ ذلك الحين، بدأت الاتهامات والإجراءات التصعيدية تتفاقم بين الطرفين، إذ زعمت "شل" أن الشركة الأميركية تُخلّ بعقود التوريد، في حين نفت "فينشر" ذلك متهمةً الشركة العالمية بشنّ حملة ضدّها.

لافتة فينشر غلوبال على بعض المرافق
لافتة فينشر غلوبال على بعض المرافق - الصورة من إنرجي ناو

وخلال العام الجاري، تصاعدت الوتيرة بشكل غير مسبوق داخل أروقة غرف التحكيم المحددة في العقود بوصفها جهة فاصلة لفضّ النزاعات.

ومرّت الخلافات بين الشركتين بمرحلتين مهمتين، هما:

  • شهد شهر أغسطس/آب الماضي أول انتصار لشركة "فينشر غلوبال" على "شل"، بعدما أيّدت غرفة التجارة الدولية عدم إخلال الشركة الأميركية بالعقود.
  • أعاد شهر أكتوبر/تشرين الأول المفاجآت غير السارة لـ"فينشر" مرة أخرى، بعد خسارتها قضية تحكيم رفعتها شركة "بي بي" مطالبةً بتعويض يفوق مليار دولار.

تصعيد "شل"

لم تقف حلبة الصراع بين "فينشر" و"شل" عند نتائج تحكيم أغسطس/آب الماضي، وصعّدت الأخيرة موقفها باللجوء إلى المحاكم القضائية بعد أن كان الأمر مقتصرًا على هيئات التحكيم والغرف التجارية.

وقدّمت "شل" طعنًا -خلال الشهر الجاري- أمام محكمة ولاية نيويورك ضد قرار هيئة التحكيم في محاولة لإلغاء القرار، وفق تفاصيل نشرتها صحيفة فايننشال تايمز.

ولم يقف الأمر عند ذلك، إذ أعدّت شركة "فينشر" رسالة خاطبت بها ألفَي موظف لديها، لتوضيح موقفها من التصعيد الأخير.

وذكرت الشركة الأميركية في رسالتها أن "شل" تُلحق أضرارًا بنشاطها في الغاز المسال، مشيرةً بأن اللجوء لمحكمة نيويورك للاعتراض على نتائج التحكيم تعكس "قرارًا مضللًا وغير سديد".

وأوضحت أن تصعيد "شل" يستند إلى مزاعم غير صحيحة، وأنه استمرار لحملة تشنّها الشركة العالمية ضد "فينشر" على مدار السنوات الـ3 الماضية.

وتمسكت الشركة الأميركية بموقفها، والدفاع عن نفسها أمام اتّهامات "شل".

مرافق لتخزين الغاز المسال تابعة لشركة شل
مرافق لتخزين الغاز المسال تابعة لشركة شل - الصورة من GNV Magazine

مصير الشحنات

أثار الخلاف المتفاقم التساؤلات حول مصير شحنات الغاز المسال، لكن رسالة "فينشر غلوبال" تضمنت تطمينات بهذا الشأن.

وأوردت رسالة الشركة الأميركية أنها نجحت خلال الشهر الماضي في توقيع صفقات توريد إلى عملاء أوروبيين وآسيويين (شملت: اليابان، واليونان، وإسبانيا)، بقيمة 28 مليار دولار.

ومؤخرًا، وقّعت "فينشر" أحدث اتفاقياتها لتوريد مليون طن سنويًا من الغاز المسال لصالح شركة "طوكيو غاز" اليابانية، بدءًا من نهاية العقد (2030) ولمدة 20 عامًا.

ودافعت الشركة عن حضورها السوقي في خضمّ هذه الحرب، متمسكةً بأهدافها لتصبح أكبر منتج منفرد للغاز المسال عالميًا.

وكشفت أن ادّعاءات انتهاكها لعقود التوريد للاستفادة من ارتفاع الأسعار بعد الحرب الأوكرانية غير صحيحة، مبررةً عدم التزامها بالتوريد لشركة "شل" بأن محطات التصدير التابعة لها على ساحل خليج أميركا (الخليج المكسيكي سابقًا، قبل تغيير اسمه بموجب قرار من الرئيس دونالد ترمب) لم تكن قد شرعت في التشغيل التجاري بعد.

وأثارت "فينشر" الريبة والشكوك بإعلانها حالة "القوة القاهرة" في وقت سابق، والإخلال بالالتزامات التعاقدية بدعوى حاجة المرافق إلى إصلاحات وصيانة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق