صفقة يورانيوم عالمية تعيد الدفء إلى علاقة متوترة بين دولتَين
قيمتها 2.8 مليار دولار
محمد عبد السند
تُحيي صفقة يورانيوم ضخمة بمليارات الدولارات العلاقات الثنائية بين الهند وكندا في قطاع الطاقة النووية، في أعقاب توترات دبلوماسية دامت سنوات بين نيودلهي وأوتاوا.
وتضع الهند وكندا الرتوش النهائية بشأن صفقة تحصل بموجبها الأولى على إمدادات المعدن الإستراتيجي من الثانية، بموجب عقد مدته 10 سنوات، وفق تفاصيل اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وأُعلِنت الصفقة على هامش المباحثات التي جمعت بين رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ونظيره الكندي مارك كارني خلال قمة مجموعة الـ20 التي اختُتمت فعالياتها مؤخرًا في جمهورية جنوب أفريقيا.
وقد يمتد التعاون المستقبلي بين البلدَين -أيضًا- ليشمل المفاعلات النووية المعيارية الصغيرة، وهو المجال الذي تسعى كندا إلى بناء قدراتها التجارية فيه.
وتأتي صفقة اليورانيوم في إطار اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة الطموحة بين الهند وكندا، التي تستهدف مضاعفة التجارة الثنائية بينهما إلى 50 مليار دولار أميركي بحلول عام 2030.
2.8 مليار دولار
تلامس قيمة صفقة اليورانيوم التي اتفقت الهند وكندا على تفاصيلها كافّة نحو 2.8 مليار دولار، وفق ما أوردته صحيفة "غلوب أند ميل"، نقلًا عن مصادر مطلعة.
وتزوّد كندا بموجب الصفقة الهند بإمدادات اليورانيوم اللازم لتشغيل المفاعلات النووية، في أحدث علامة على تحول إيجابي في العلاقات بين نيودلهي وأوتاوا في أعقاب جمود دبلوماسي بين البلدَين.
ويجوز للطرفَيْن الموقعَيْن على الصفقة تعديلها قبل إعلانها، وفق تفاصيل اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وتتولى شركة كاميكو كورب (Cameco Corp) الكندية، بموجب الصفقة، تزويد الهند باليورانيوم، ومن الممكن أن تصير الصفقة جزءًا من جهود تعاون أوسع في قطاع الطاقة النووية بين الطرفَيْن.
ويتطلّع ناريندرا مودي ومارك كارني إلى الاستفادة مما يصفونه بشراكة اقتصادية شاملة، واستئناف مباحثات التجارة التي توقفت خلال العامَيْن الماضيَيْن.
كما تتطلّع الهند وكندا حاليًا إلى تعزيز تعاونهما الاقتصادي ضد سياسة تجارية متقلبة تمارسها الولايات المتحدة الأميركية، التي لم يسلم منها حتى حلفاؤها.
وقالت الحكومة الهندية: "الطرفان أكدا مجددًا تعاونهما طويل الأمد في قطاع الطاقة النووية المدني، وشددا على ضرورة إجراء مباحثات مستمرة بشأن توسيع نطاق ذلك التعاون، بما في ذلك ترتيبات إمدادات اليورانيوم طويلة الأجل".

اتفاقية سابقة
لم تكن صفقة اليورانيوم المُعلَنة حديثًا الأولى من نوعها بين الهند وكندا، ففي عام 2015 أبرم البلدان اتفاقية مدتها 5 أعوام، تزوّد خلالها "كاميكو كورب" نيودلهي باليورانيوم، وقُدرت قيمة الاتفاقية بنحو 350 مليون دولار وفق أسعار اليورانيوم السائدة آنذاك.
وستكون صفقة اليورانيوم الجديدة مستقلة بذاتها، وليست تجديدًا لاتفاقية عام 2015، حسب مصادر.
وقالت مديرة الاتصالات في "كاميكو كورب"، فيرونيكا بيكر: "عقودنا التجارية سرية ما لم يُعلَن خلاف ذلك".
ولدى الهند قرابة 25 مفاعلًا نوويًا عاملًا في ترسانتها، إلى جانب 6 مفاعلات قيد البناء، حسب أرقام صادرة عن الرابطة النووية العالمية "دبليو إن إيه" (WNA).
ويتألّف العديد من الوحدات العاملة تلك من مفاعلات الماء الثقيل المضغوطة المستلهمَة من تصميم مفاعل كاندو (Candu) الكندي.
تعاون نووي أوسع
يمكن أن يتضمّن التعاون المشترك الأوسع نطاقًا بين أوتاوا ونيودلهي في قطاع الطاقة النووية، جهود الأولى لبناء مفاعل نووي معياري صغير أو حتى مفاعل نووي تجاري.
وحظرت كندا صادرات اليورانيوم والمعدات النووية إلى الهند في سبعينيات القرن الماضي، بعدما استعملت نيودلهي تقنية كندية لتطوير أسلحة نووية.
لكن الدولتَيْن تجاوزتا المرحلة تلك عبر إبرام صفقة يورانيوم دخلت حيز التنفيذ في عام 2013.
ونصت اتفاقية التعاون النووي بين كندا والهند على التزامات وضمانات بشأن استعمال المواد والمعدات والتقنية النووية المنقولة بين كندا والهند للأغراض السلمية فقط.
وتخضع عمليات نقل المواد النووية كافّة لمعايير وضمانات حددتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وكانت العلاقات الدبلوماسية بين الهند وكندا قد وصلت إلى نقطة الجمود في شهر سبتمبر/أيلول (2023)، بعد توترات سياسية بلغت ذروتها بين البلدَيْن.
ويرغب رئيس الوزراء الكندي مارك كارني في طي صفحة الماضي مع الهند؛ إذ يسعى لإيجاد أسواق صادرات جديدة لبلاده، في إطار مساعيه لتنويع التجارة بعيدًا عن الولايات المتحدة وسياساتها في عهد الرئيس دونالد ترمب.

إنتاج كندا من اليورانيوم
تحل كندا في المرتبة الثانية ضمن قائمة أكبر منتجي اليورانيوم في العالم، خلف قازاخستان.
وتستأثر كندا بنحو 13% من إنتاج اليورانيوم عالميًا، وتُصدّر كندا أكثر من 80% من إنتاجها لأسواق عالمية مثل الولايات المتحدة وأوروبا واليابان.
وفي عام 2023 لامس إنتاج "كاميكو" -وهي أكبر منتِج لليورانيوم في كندا- 17.6 مليون رطل (7 آلاف و983 طنًا متريًا) من اليورانيوم، مع خطط لزيادة الإنتاج في الأعوام المقبلة.
وتستهدف كندا مضاعفة الإنتاج المحلي بحلول أواسط العقد المقبل عبر المناجم الجديدة والخطط التوسعية، في إطار مساعيها لتصبح أكبر منتِج يورانيوم في العالم.
موضوعات متعلقة..
- محطات الطاقة النووية في أميركا تستورد 99% من اليورانيوم.. و5 دول مهيمنة
- أكبر 10 دول منتجة لليورانيوم في العالم.. 3 دول أفريقية بالقائمة
- خريطة اليورانيوم والطاقة النووية العالمية تتغير.. ما دور السعودية والإمارات؟
اقرأ أيضًا..
- إيرادات صادرات السعودية من النفط.. وأعلى قفزة في 2025 (إنفوغرافيك)
- أسعار ألواح الطاقة الشمسية في مصر تنخفض.. وهذه أبرز الأنواع
- وزير الكهرباء المصري يوضح لـ"الطاقة" حقيقة تأجيل مشروعات الهيدروجين
المصدر:
1. صفقة يورانيوم وشيكة في الهند وكندا، من "غلوب أند ميل".





