مصدر الإماراتية توقع اتفاقية لتطوير طاقة الرياح البحرية
الطاقة
تخطو مصدر الإماراتية خطوة جديدة لتعزيز مشروعات الطاقة النظيفة، بعد توقيع اتفاقية إستراتيجية مع مجموعة "موانئ أبو ظبي" تهدف إلى تطوير حلول متقدمة في قطاع طاقة الرياح البحرية، في إطار توسُّع متسارع داخل أسواق أوروبا وآسيا.
وبحسب بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن الاتفاق بين الطرفين يشمل التعاون في تحديد مواقع جديدة قادرة على استيعاب قدرات إضافية من طاقة الرياح البحرية، مع تطوير منظومات لوجستية تدعم تنفيذ المشروعات بكفاءة أعلى وتكلفة أقل.
ويأتي توقيع الاتفاقية ليعكس توجّهًا واسعًا من دولة الإمارات نحو دعم مشروعات التحول نحو الطاقة المستدامة، إذ تعتمد الشركات الوطنية على شراكات إستراتيجية تجمع بين القدرات البحرية واللوجستية والخبرة التقنية، وهو ما يمثّل ركيزة لتطوير منظومة الطاقة المستقبلية.
أمّا هذه الشراكة، فتُمثِّل خطوة عملية نحو توسيع نطاق المشروعات الدولية، مع التركيز على خطط تنفيذ توربينات بحرية عالية الكفاءة، وتطوير مكونات رئيسة تشمل المحطات الفرعية البحرية والخدمات اللوجستية البرية والبحرية، تمهيدًا لمرحلة جديدة من النمو العالمي في سوق الطاقة النظيفة.
موانئ أبو ظبي ومصدر الإماراتية
يشير الاتفاق إلى تعاون مباشر بين مجموعة موانئ أبو ظبي ومصدر الإماراتية، التي تسعى إلى الاستفادة من هذه الشراكة لزيادة حضورها في المشروعات البحرية، مع تعزيز قدراتها على تنفيذ الخطط التشغيلية بالاعتماد على حلول متطورة ومتكاملة في الخدمات اللوجستية.
ويشير الاتفاق إلى أن الطرفين سيعملان على تحديد الأدوار الفنية والتقنية لكل منهما، بما يشمل تصنيع المحطات البحرية وتوفير الخدمات تحت سطح البحر، إضافة إلى تطوير أنظمة دعم الصيانة والتشغيل، وهي مكونات أساسية لأيّ مشروع كبير في طاقة الرياح البحرية.
وأكد الرئيس التنفيذي للقطاع البحري والشحن في مجموعة موانئ أبو ظبي، عمار الشيبة، أن القدرات المتقدمة للمجموعة تتيح تسريع تنفيذ مشروعات الرياح البحرية، مع تعزيز الكفاءة التشغيلية التي تتطلبها الأسواق العالمية، خصوصًا في المواقع ذات الرياح القوية والمستمرة.
وأشار إلى أن التعاون يمكّن موانئ أبو ظبي ومصدر الإماراتية من الاستفادة من الخبرات المتراكمة في إدارة المشروعات الكبرى، بما يساعد على بناء سلسلة قيمة متكاملة تشمل الخدمات اللوجستية البحرية والمواني وخدمات التركيب والتشغيل، ويخلق نماذج جديدة لتطوير هذه المشروعات.

وتُبرِز الاتفاقية أهمية الدور اللوجستي، إذ تعتمد مشروعات الرياح البحرية على تجهيزات ضخمة تحتاج إلى إدارة برية وبحرية عالية المستوى، كما تتطلب قدرات تشغيل متقدمة لضمان استمرار الإنتاج ورفع موثوقية التوربينات البحرية في البيئات الصعبة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
كما تسهم الشراكة في تعزيز قدرة الشركات الإماراتية على المنافسة عالميًا، من خلال تقديم حلول متكاملة تشمل النقل والتخزين والصيانة، مع دعم سلسلة الإمداد البحرية والبرية بما يضمن تسليم المشروعات في الوقت المحدد ووفق أعلى معايير الأداء.
أبعاد تقنية وإستراتيجية للمشروعات
تعكس الاتفاقية تطورًا مهمًا في خطط التوسع الدولي، إذ تعمل مصدر الإماراتية على تطوير مشروعات رياح بحرية بقدرات متزايدة، مع التركيز على دمج تقنيات حديثة تعتمد على توربينات عالية الكفاءة وقدرات تتجاوز مئات الميغاواط في المواقع البحرية ذات الإنتاج العالي.
وفي السياق ذاته، يؤكد الرئيس التنفيذي لـ"مصدر"، محمد جميل الرمحي، أن الشركة تسعى إلى تعزيز مكانتها العالمية، مستفيدة من خبراتها الطويلة في تطوير مشروعات الرياح البحرية في أوروبا، بجانب قدرتها على إدارة مشروعات تتراوح بين مئات الميغاواط وعدّة غيغاواط.
وأشار إلى أن هذه الشراكة تتيح توسيع الحضور العالمي لـ"مصدر"، بفضل التكامل بين الخبرات التقنية والقدرات اللوجستية لمجموعة موانئ أبو ظبي، ما يساعد على تنفيذ مشروعات معقّدة في مواقع بحرية تتطلب تخطيطًا دقيقًا وإدارة تشغيل متقدمة.

وتتضمن المشروعات المعتمدة نماذج متعددة للطاقة البحرية، بما يشمل مرافق تركيب التوربينات، ومحطات التحويل البحرية، وأنظمة الربط الكهربائي، إضافة إلى خطط توسعة في أسواق أوروبا وآسيا، إذ يجري تقييم مواقع مناسبة لاستيعاب قدرات إضافية في طاقة الرياح البحرية.
وتُعدّ تجارب شركة مصدر مؤشرًا على جاهزيتها لتنفيذ نماذج مشابهة، إذ طورت مشروعات مثل "إيست إنغيليا 3" في المملكة المتحدة بقدرة 1.4 غيغاواط، ومشروع "إيغل بحر البلطيق" في ألمانيا بقدرة 476 ميغاواط، ما يعزز قابلية التوسع في مشروعات جديدة.
وتؤكد هذه الشراكة بين موانئ أبو ظبي ومصدر الإماراتية مكانة الإمارات بوصفها لاعبًا محوريًا في سوق الطاقة المتجددة العالمية، إذ تجمع بين القدرات البحرية والبنى التحتية المتطورة والخبرات التقنية، ما يفتح الباب لتطوير سلسلة مشروعات جديدة تسهم في دعم تحول الطاقة العالمي وتوسيع رقعة الطاقة النظيفة.
موضوعات متعلقة..
- بعد صفقة مصدر الإماراتية.. 5 معلومات عن أكبر مشروع هيدروجين في النمسا
- مصدر الإماراتية تقترب من توقيع صفقة طاقة في تركيا بمليار دولار
- مصدر الإماراتية تبحث عن مشترين لبيع حصتها في "إيميرج إنرجي"
اقرأ أيضًا..
- استهلاك الغاز في الخليج قد يشهد طفرة هائلة بقيادة إيران والسعودية
- 6 توجهات ترسم ملامح الطاقة النووية في 2025.. الإمارات ومصر على الخريطة
- ممثل العراق في أوبك: طاقتنا الإنتاجية تقترب من 6 ملايين برميل نفط يوميًا (حوار)
المصدر:





