سوق النفط في أوروبا تعتمد على الواردات بنسبة 80%.. بريطانيا فاعل رئيس
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين
تعتمد سوق النفط في أوروبا على الواردات من الخارج لتلبية معظم الطلب، مع احتفاظها بعلاقات مميزة مع المملكة المتحدة، تتجاوز كونها أحد أكبر المصدّرين من داخل القارة.
وأظهر تقرير تحليلي حديث -اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- اعتماد أوروبا على واردات النفط بنسبة 80% من إجمالي الاستهلاك، مع ضعف إنتاجها المحلي.
ويدور استهلاك النفط في أوروبا -حاليًا- حول 12.6 مليون برميل يوميًا، فيما لا يتجاوز إجمالي إنتاجها المحلي من الخام 2.5 مليون برميل يوميًا، بحسب التقرير الصادر عن شركة أبحاث الطاقة وود ماكنزي.
وبسبب ذلك، تعتمد أوروبا على شبكة إمدادات متكاملة للغاية تقع المملكة المتحدة في القلب منها، بوصفها ثاني أكبر منتج للنفط في القارة بعد النرويج.
ترابط سوق النفط في أوروبا مع المملكة المتحدة
يعود تاريخ ارتباط سوق النفط في أوروبا بالمملكة المتحدة إلى عقود طويلة من الاستثمار في البنية التحتية والعلاقات التجارية، ما جعل الأخيرة فاعلًا رئيسًا في إمدادات الطاقة القارية الحالية.
وتصدّر المملكة المتحدة 80% من إنتاجها للخام إلى أوروبا، مع اتجاه 86% من هذه الصادرات إلى مصافي التكرير الأوروبية.
وتستحوذ دول شمال غرب أوروبا وحدها على 370 ألف برميل يوميًا، أو ما يمثّل 75% من إجمالي صادرات المملكة المتحدة من النفط الخام، بحسب تقديرات وود ماكنزي.
وبحسب بيانات معهد الطاقة البريطاني، بلغ إجمالي إنتاج النفط الخام والمكثفات في المملكة المتحدة 592 ألف برميل يوميًا عام 2024، بانخفاض 10% عن عام 2023.

ولا تقتصر علاقة سوق النفط في أوروبا بالمملكة المتحدة عند صادرات الخام، بل تمتد إلى مصافي التكرير وتجارة المنتجات النفطية البينية مع شمال غرب القارة.
فعلى الرغم من أن مصافي التكرير الأوروبية في الشمال الغربي للقارة تستورد النفط الخام البريطاني، فإنها تعيد 288 ألف برميل يوميًا إلى المملكة المتحدة مرة أخرى في صورة منتجات نفطية مكررة.
وبحسب تقديرات وود ماكنزي، فإن 89% من إنتاج المملكة المتحدة من النفط يُكرر في أوروبا، ما يعكس طبيعة العلاقة التكاملية الواسعة التي تربط المملكة بشبكة التكرير والتجارة الأوروبية.
تحول الطاقة يهدد سوق النفط في أوروبا
تعمل المملكة المتحدة في إطار نظام طاقة متكامل لا يقتصر على دعم احتياجاتها المحلية فحسب، بل يُسهم في استقرار عمليات التكرير الأوروبية، وتنويع مصادر الإمداد، وتقليل الاعتماد الجماعي على الواردات من خارج القارة.
في المقابل تتيح طاقة التكرير الأوروبية للمملكة المتحدة فرصًا أكبر للوصول إلى مجموعة واسعة من المنتجات المكررة في دول الشمال، ما يمنحها مرونة أكبر في التوريد، ويعزز أمن إمدادات الوقود المحلية.
وتشير هذه الحقائق إلى أن أي قرارات تتعلق بخفض إنتاج النفط في المملكة المتحدة ستكون لها عواقب أوروبية، كما أن أي قرارات أوروبية متعلقة بالتكرير ستكون لها آثار سلبية في المملكة، بحسب تقديرات وود ماكنزي.
ويواجه إنتاج النفط والغاز في القارة الأوروبية مستقبلًا غامضًا ومتشائمًا في ظل مسارات تحول الطاقة التي يصر الاتحاد الأوروبي على المضي فيها بسرعة، ما يهدد صناعة الوقود الأحفوري على المديين المتوسط والطويل.

وتدرس عدة دول أوروبية مطلة على بحر الشمال حظر تراخيص التنقيب عن النفط والغاز الجديدة في إطار سياسات التحول وخفض الانبعاثات، وهو ما تعارضه شركات النفط الكبرى وتحذّر من تداعياته على إمدادات الطاقة في القارة.
ويشهد إنتاج المملكة المتحدة من النفط الخام والمكثفات انخفاضًا مطردًا ومتسارعًا منذ 7 سنوات، فبعد أن كان الإنتاج يتجاوز مليون برميل يوميًا في عام 2018، أصبح الآن أقل من 600 ألف برميل يوميًا.
كما انخفض إجمالي إنتاج أوروبا من النفط الخام والمكثفات من 3.1 مليون برميل يوميًا عام 2018 إلى 2.72 مليون برميل يوميًا عام 2024، بحسب بيانات تاريخية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة من معهد الطاقة البريطاني.
موضوعات متعلقة..
- حملة حفر تنتهي بخيبة أمل في أوروبا
- استبدال أوروبا لإمدادات النفط والغاز النرويجية قد يفاقم الانبعاثات
- احتياطيات النفط والغاز في المملكة المتحدة تلامس 2.9 مليار برميل مكافئ
اقرأ أيضًا..
- الهيدروجين الأخضر في أفريقيا.. سيطرة أوروبية وجدل حول جدوى المشروعات
- قفزة متوقعة بإنتاج الغاز في الخليج العربي.. هؤلاء أكبر المنتجين بحلول 2050
- واردات مصر من الغاز الإسرائيلي ترتفع لأعلى مستوى في 5 أشهر
- أفريقيا تقود اكتشافات النفط والغاز في العالم (تقرير)
المصادر:
- تحليل الترابط بين المملكة المتحدة وسوق النفط في أوروبا وتحدياته، من وود ماكنزي.
- بيانات إنتاج النفط في المملكة المتحدة وأوروبا، من معهد الطاقة البريطاني.





