خرائط موارد الطاقة في أفريقيا تكشف عن فرص هائلة (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

- أغلب موارد النفط والغاز في أفريقيا ما زالت غير مستغلة حتى الآن.
- أفريقيا ما زالت متأخرًا جدًا في الطاقة المتجددة رغم وفرة مواردها.
- حصة القارة السمراء من استثمارات الطاقة العالمية لا تتجاوز 2%.
- أفريقيا تهيمن على ثلثي إنتاج مناجم الكوبالت و20% من النحاس.
- 600 مليون أفريقي يعيشون دون كهرباء ومليار دون طهي نظيف.
- حصة أفريقيا من الانبعاثات الكربونية العالمية لا تتجاوز 3.5%.
تثير وفرة موارد الطاقة في أفريقيا علامات استفهام كثيرة حول ضعف جهود استغلالها حتى الآن، رغم حرمان أغلب سكانها من الكهرباء والطهي النظيف.
وتمتلك القارة السمراء ثروات كبيرة من الطاقة التقليدية مثل النفط والغاز، فضلًا عن موارد هائلة من الطاقة المتجددة والمعادن الحيوية الكافية لتمكينها من تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة في أى الاتجاهين، بحسب تقرير تحليلي حديث اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
ورغم وفرة موارد الطاقة في أفريقيا، خاصة النفط والغاز؛ فإن القارة لم تسوّق إلا ثلث الكميات المكتشفة حتى الآن، وهو أدنى معدل في تنمية الموارد عالميًا، بحسب التقرير الصادر عن شركة أبحاث وود ماكنزي.
ويعكس هذا الوضع ضعف قدرة القارة السمراء على جذب الاستثمارات اللازمة لاستغلال هذه الموارد، حتى إن حصتها العالمية من استثمارات الطاقة ما زالت في حدود 2%.
أهداف وتحديات موارد الطاقة في أفريقيا
يواجه استغلال موارد الطاقة في أفريقيا (النفط والغاز) تحديات متعددة؛ أبرزها: سوء الإدارة، وضعف التنظيم، ومحدودية أسواق الغاز المحلية، وكلها عوامل تضعف قدرة الشركات المحلية وفرصها في الحصول على تمويل تنافسي.
ورغم ذلك؛ فقد وضع منتجو النفط والغاز الأفارقة أهدافًا إنتاجية طموحة حتى عام 2030، حيث تهدف نيجيريا إلى مضاعفة إنتاج النفط إلى 3 ملايين برميل يوميًا.
وتستهدف مضاعفة إنتاجها من الغاز الطبيعي إلى 1.2 مليار قدم مكعبة يوميًا بحلول نهاية العقد الحالي، بحسب بيانات خطط الحكومة النيجيرية التي رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.
على الجانب الآخر، انسحبت أنغولا من منظمة أوبك في أواخر عام 2023، لتسهيل إنتاج مزيد من السوائل النفطية بعيدًا عن قيود المنظمة، لكن إنتاجها لم يرتفع كثيرًا منذ ذلك الحين.
فبحسب أحدث بيانات صادرة عن وكالة الطاقة الدولية، ارتفع إنتاج أنغولا من النفط بنسبة 1.7% أو بمقدار 20 ألف برميل يوميًا فقط ليصل إلى 1.16 مليونًا عام 2024.
وأدخل البلدان (نيجيريا وأنغولا) تعديلات على شروط التعاقدات والاستثمار لتشجيع الشركات الأجنبية المترددة، ما أسفر عن جذب 20 مليار دولار من الاستثمارات النهائية الملتَزم بها منذ عام 2024.
ويوضح الرسم التالي -رصدته وحدة أبحاث الطاقة- أكبر 5 دول أفريقية منتجة للنفط داخل أوبك في عام 2024، أى بعد عام من انسحاب أنغولا:

فرص الغاز في أفريقيا
عززت أفريقيا موقعها في أسواق الغاز المسال حتى أصبحت تشكل 10% من الإمدادات العالمية، وسط توقعات بارتفاع هذه الحصة مع دخول مشروعات إسالة جديدة -تحت التطوير- إلى الخدمة خلال السنوات المقبلة.
وتتصدر القارة السمراء قائمة أكبر المناطق في محطات الغاز المسال العائمة، مع استحواذها وحدها على 6 من أصل 10 مشروعات عاملة في هذا القطاع عالميًا.
وتتوزّع المحطات على الكاميرون، وموريتانيا، والسنغال، وموزمبيق، وجمهورية الكونغو، إضافة إلى 3 محطات أخرى قيد الإنشاء -حاليًا- بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ورغم نجاح القارة السمراء في مجال التصدير؛ فإن استهلاكها لا يشكل 4% من إجمالي معروض الغاز العالمي، كما أن لديها أدنى معدل لاستهلاك الفرد عالميًا (أقل من ربع المتوسط العالمي).
وأصبحت الحكومات الأفريقية أكثر إدراكًا لضرورة توسيع السوق المحلية إلى جانب مشروعات التصدير، ما يفسّر تزايد مقترحات خطوط الأنابيب العابرة للحدود والتعاون الإقليمي المتزايد لاستغلال موارد الطاقة في أفريقيا.
وتتوقع وود ماكنزي أن يوفر قطاع النفط والغاز في أفريقيا عائدات حكومية تصل إلى 109 مليارات دولار سنويًا حتى عام 2030، مع احتمال زيادة هذا الرقم حال تطوير مزيد من الموارد.
ولا تتسبب أفريقيا إلا في نسبة صغيرة من الانبعاثات الكربونية العالمية لا تتجاوز 3.5%، ما يعني أنها ما زالت بحاجة لاستغلال مواردها خلافًا لبقية العالم الذي يحتاج إلى تسريع وتيرة خفض الانبعاثات بعد أن تشبع من استغلال الموارد، بحسب مدير قسم أبحاث المنبع وإدارة الكربون في أفريقيا منصور محمد.
موارد الطاقة المتجددة
لا تقتصر موارد الطاقة في أفريقيا على المصادر التقليدية الهيدروكربونية، بل تمتد إلى الطاقة المتجددة التي تمتلك منها موارد وفيرة جدًا، لكنها غير مستغلة إلى حد كبير حتى الآن؛ إذ لا تمثل القارة سوى 2% من القدرة الشمسية العاملة في العالم.
ويوضح الرسم التالي -أعدته وحدة أبحاث الطاقة- أكبر 10 دول أفريقية في تركيبات الطاقة الشمسية خلال عام 2024:

ورغم ذلك؛ فإن وود ماكنزي تتوقّع وصول قدرة الطاقة الشمسية التراكمية في أفريقيا إلى 31 غيغاواط عام 2025، مقارنة بنحو 11.4 غيغاواط عام 2021، بعدما انخفضت وتيرة التركيبات الشمسية الجديدة خلال عام 2024.
كما يتوقع ارتفاع قدرة الطاقة الشمسية والرياح معًا بمعدل 6 مرات خلال العقد المقبل، استنادًا إلى خطط الدول الأفريقية الطموحة لنشر هذه المصادر.
على الجانب الآخر، تهيمن أفريقيا على الإنتاج العالمي لبعض المعادن الحيوية اللازمة لتقنيات تحول الطاقة، مع استحواذها على أكثر من ثلثي إنتاج مناجم الكوبالت العالمي، وخمس إنتاج النحاس.
وتنتج القارة السمراء كميات كبيرة من البلاتين والمنغنيز والليثيوم والعناصر الأرضية النادرة، وكلها مكونات أساسية في صناعة البطاريات وتقنيات الطاقة المتجددة.
ورغم ذلك؛ فإن القارة لا تستفيد من هذه الموارد إلا عبر تصديرها خامًا إلى الصين، ما يفوّت عليها فرصة إضافة القيمة وتطوير القدرات التصنيعية المحلية في مجالات صناعية حيوية وشديدة الأهمية للمستقبل.
وتشير حقائق وفرة موارد الطاقة في أفريقيا إلى الأهمية الفائقة لتسريع خطط تطويرها على الأقل لمواجهة فقر الطاقة الحاد الذي يعانيه معظم سكانها؛ حيث يعيش 600 مليون شخص من الأفارقة دون كهرباء، في حين يعيش مليار شخص على وسائل الطهي غير النظيفة.
إضافة إلى ذلك، فمن المتوقع ارتفاع عدد سكان أفريقيا إلى 2.5 مليار نسمة بحلول عام 2050، أي بزيادة مليار نسمة عن العدد الحالي، ما يتطلب استعدادًا كبيرًا وسريعًا لتلبية احتياجات الطاقة لهذا العدد الضخم من السكان قبل منتصف القرن.
موضوعات متعلقة..
- المعادن الحيوية في أفريقيا.. خريطة الإنتاج والاحتياطيات
- الموارد المعدنية في أفريقيا.. هل تصمد أمام سباق تحول الطاقة؟
- مبادرات الطهي النظيف تسجل نتائج قوية في كل القارات إلا أفريقيا (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- مباراة تغير المناخ وبيزنس الغرف المكيفة (مقال)
- واردات مصر من الغاز الإسرائيلي ترتفع لأعلى مستوى في 5 أشهر
- رئيس شركة إمباور: بديل الغاز الطبيعي هدف أوروبا للاستغناء عن روسيا (حوار)
المصدر:





