إنتاج النفط في ليبيا.. 8 ركائز تدعم هدف مليونَي برميل يوميًا (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
- اتّسم أداء قطاع النفط الليبي تاريخيًا بتقلبات حادة وعميقة
- 4 مليارات برميل غير مطورة و26 مليار برميل من النفط الصخري تنتظر الاستثمار
- ليبيا تستهدف استعمال الطاقة الشمسية لتوفير كميات أكبر من الغاز للتصدير
- الوصول إلى مليونَي برميل يوميًا يحتاج إلى جهود كبيرة على الأصعدة كافة
يشهد إنتاج النفط في ليبيا خطة حكومية طموحة تستهدف مضاعفته مقارنة بالمستويات الحالية، مع آمال الانتهاء من عصر التقلبات والانخفاضات الحادة بالإنتاج.
وسجّل إنتاج النفط الليبي ارتفاعًا ملحوظًا منذ بداية عام 2025، حيث قفز متوسط إنتاج الخام في الأشهر الـ10 الأولى ليقترب من 1.3 مليون برميل يوميًا.
ويعكس هذا الرقم تحسّنًا واضحًا مقارنة بمتوسط الإنتاج البالغ 1.07 مليون برميل يوميًا الذي سُجِّل في المدّة المماثلة من عام 2024، بحسب البيانات المتاحة لدى وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
وتاريخيًا، اتّسم أداء قطاع النفط الليبي بتقلبات حادّة وعميقة، فقد سجلت البلاد ذروة إنتاجها في عام 1970 بوصولها إلى 3.35 مليون برميل يوميًا، وهو معدل لم يتحقق مجددًا، واستمر الإنتاج مستقرًا فوق عتبة مليونَي برميل يوميًا حتى عام 1979.
ومع ذلك، أدت الاضطرابات والانقسامات الداخلية التي شهدتها البلاد إلى تذبذبات عنيفة في العقود الأخيرة، أبرزها تراجع حادّ في الإنتاج إلى ما بين 388 و495 ألف برميل يوميًا خلال مدة 2014-2016، متأثرًا بالصراعات المحلية.
تحسَّن الإنتاج في الأعوام التالية فوق المليون برميل يوميًا، ولم يلبث طويلًا حتى عاد للانخفاض في عام 2020 إلى 423 ألف برميل يوميًا، قبل أن يبدأ بالتعافي، متجاوزًا حاجز المليون برميل يوميًا منذ عام 2021.
إنتاج النفط في ليبيا يترقب طفرة
من المستهدف ارتفاع إنتاج النفط في ليبيا مجددًا إلى مستويات مليونَي برميل يوميًا بنهاية العقد الحالي، عبر تنفيذ خطة طموحة ترتكز بصورة أساسية على 8 عناصر، وفقًا للتالي:
- تطوير الحقول القائمة.
- تطوير الحقول غير المستغلة.
- تطوير الحقول الهامشية.
- استكشافات جديدة.
- تطوير حقول الغاز.
- زيادة الاعتماد الطاقة المتجددة لتوفير الغاز.
- تطوير الموارد غير التقليدية.
- تطوير مكامن المناطق الحدودية.
وتفصيلًا، تتضمن خطة زيادة إنتاج النفط في ليبيا تطوير الحقول القائمة والمنتجة مثل "السرير، والمسلة، وآمال، والواحة"، عبر تحسين الآبار، وتحديث المرافق، وإزالة الاختناقات، وتحسين أنظمة التجميع.
وتشمل تطوير الحقول غير المستغلة مثل "شمال جالو" وغيرها، وكذلك تطوير الحقول الهامشية، وهي الاكتشافات غير المطورة ذات التحديات أو المكامن الأصغر، بهدف زيادة نسبة الاحتياطيات.

وتتضمن خريطة الطريق تحقيق اكتشافات عبر طرح مناطق جديدة للتنقيب أمام شركات النفط العالمية لإيجاد موارد تعزز احتياطيات النفط المؤكدة في ليبيا التي تصل إلى 48.36 مليار برميل، متصدرةً القارة الأفريقية.
وفي الوقت نفسه، تستهدف ليبيا إسراع خطة تطوير حقول الغاز، مثل حقل العطشان، بهدف تلبية الطلب المحلي والتوقف عن حرق الديزل في توليد الكهرباء وتحقيق التحول نحو الطاقة النظيفة.
ومع تعزيز المسار الأخضر، تستهدف الخطة زيادة استعمال الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء محليًا، بهدف توفير كميات أكبر من الغاز الطبيعي للتصدير.
ويسيطر الوقود الأحفوري على مزيج توليد الكهرباء في ليبيا، بقيادة الغاز الطبيعي بنسبة 76% تقريبًا، يليه الفحم والنفط.
تطوير النفط الصخري والمناطق الحدودية
تتضمن خطة زيادة إنتاج النفط في ليبيا إلى مليونَي برميل يوميًا تطوير الموارد غير التقليدية عبر استغلال النفط والغاز الصخريين، بالإضافة إلى التركيز على استكشاف المناطق الحدودية الواعدة مثل "الكفرة".
وتُشير التقديرات إلى أن حجم الاحتياطيات النفطية غير المطورة في ليبيا يصل إلى 4 مليارات برميل، بالإضافة إلى الموارد غير التقليدية الهائلة التي تبلغ نحو 18 مليار برميل من النفط الصخري و123 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي.
وتوضح تقييمات سابقة صادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن احتياطيات النفط والغاز الصخري الليبي توجد في 3 أحواض رئيسة: حوض غدامس (الغرب)، وحوض سرت (الوسط)، وحوض مرزق (الجنوب الغربي).
وقدّرت إدارة معلومات الطاقة (عام 2015) إمكانات هذه الأحواض، كالآتي:
- النفط الصخري والمكثفات: تحتوي الأحواض على 613 مليار برميل إجمالًا، منها 26.1 مليار برميل قابلة للاستخراج تقنيًا.
- الغاز الصخري: تحتوي الأحواض على 942 تريليون قدم مكعبة إجمالًا، منها 122 تريليون قدم مكعبة قابلة للاستخراج تقنيًا.
وفي تقييم أحدث (يونيو/حزيران 2019)، قدّرت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية أن الجزء البري من حوض سرت وحده يحوي موارد غير مكتشفة قابلة للاستخراج تُقدَّر بنحو 23.7 مليار برميل من النفط الصخري و23 تريليون قدم مكعبة من الغاز المصاحب.
اكتشافات النفط في ليبيا 2025
أسفرت اكتشافات النفط في ليبيا 2025 (منذ بداية العام وحتى نوفمبر/تشرين الثاني) عن إضافة 168 مليون برميل للاحتياطيات، بحسب رصد سابق أجرته وحدة أبحاث الطاقة.
يشمل ذلك تحقيق شركة الخليج العربي للنفط 3 اكتشافات، في حين سجلت كل من "أو إم في" النمساوية وسرت وسوناطراك الجزائرية اكتشافًا واحدًا لكل منها، وفقًا للإنفوغرافيك التالي:

وعلى صعيد آخر، توضح بيانات حكومية أن إيرادات ليبيا من بيع النفط والغاز ارتفعت إلى 86.6 مليار دينار (15.79 مليار دولار) خلال المدة من يناير/كانون الثاني إلى نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2025، مقارنة مع 67.8 مليار دينار (12.36 مليار دولار) في المدة نفسها من العام الماضي.
واستحوذت إيرادات مبيعات قطاع النفط في ليبيا على نحو 83.7% من إجمالي الإيرادات العامة لموازنة البلاد.
موضوعات متعلقة..
- النفط والغاز في ليبيا.. 3 شركات عالمية تجدد اهتمامها بالاحتياطيات الضخمة
- النفط والغاز الصخري في ليبيا.. احتياطيات ضخمة تترقب عودة شيفرون
- اكتشاف غاز بحقل الفارغ في ليبيا
اقرأ أيضًا..
- تقنية تخفض تكلفة تخزين الهيدروجين إلى 3.80 دولارًا للكيلوغرام
- أكبر 10 محطات لتوليد الكهرباء من الغاز في العالم.. صدارة وسيطرة عربية
- وزير الكهرباء المصري يوضح لـ"الطاقة" حقيقة تأجيل مشروعات الهيدروجين
- أرخص أسعار البنزين في أفريقيا.. ليبيا والجزائر ومصر بقائمة الـ10
المصدر:
خطة إنتاج النفط في ليبيا، من وزارة النفط والغاز





