ختام قمة المناخ كوب 30.. خذلان تاريخي جديد للشعوب (تقرير)
لا قرارات بشأن الوقود الأحفوري وتعهدات مليارية لصندوق الغابات
حياة حسين
انتهت قمة المناخ كوب 30 في مدينة بيليم دون ضجيج يتلاءم مع معارك الساعات الأخيرة، إذ خلت المسودة الختامية من أيّ التزامات بشأن الوقود الأحفوري أو التمويل، باستثناء عدّة مليارات من الدولارات فاز بها صندوق الغابات الاستوائية الذي طرحته الدولة المضيفة البرازيل، ما دفع كبير مفاوضي وفد بنما إلى وصف القمة بأنها بمثابة خذلان الشعوب التاريخي.
وكان من المفترض أن يكون ختام القمة يوم الجمعة 21 نوفمبر/تشرين الثاني، لكن رفض الاتحاد الأوروبي ودول عديدة أخرى خلوّ المسودة البرازيلية من أيّ ذكر للوقود الأحفوري، دفع إلى إعادة التفاوض، ومدّ العمل لليوم التالي.
ورغم ذلك لم تكن المسودة الختامية مُرضية لمعظم الدول، خاصة النامية التي تحتاج إلى التمويل للحدّ من تغير المناخ والتكيف مع آثاره الكارثية، لأن الدول الغنية -بما فيها بلدان أوروبا- ربطت منح التمويل بالتخلص من الوقود الأحفوري، رغم أن تلك الدول لا تسهم في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلّا بنسبة محدودة للغاية.
وكان من بين الذين عبّروا عن وجهة النظر تلك؛ مبعوث رئيس تنزانيا، والرئيس الحالي لمجموعة الدول الأفريقية، ريتشارد مويونغي، إذ قال، إن القارة تُصدر 4% فقط من انبعاثات غازات الدفيئة، ما يعني أن إسهامها محدود للغاية في الاحترار العالمي.
وأضاف مبعوث رئيس تنزانيا التي تمتلك ثروة كبيرة من الوقود الأحفوري، تسعى إلى تطويرها: "إنكم تقايضون حياتنا بشيء لم نتسبب فيه بالقول، إن لم تقبلوا بالتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، فلن نمنحكم 3 أضعاف تمويل التكيف مع تغير المناخ، لذلك كان ردّنا بأننا لن نقبل ذلك"، وفق تصريحات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
تفعيل صندوق الخسائر
انتهت قمة المناخ كوب 30 في البرازيل إلى عدّة بنود تتضمن: حشد 1.3 تريليون دولار سنويًا بحلول عام 2035 للعمل المناخي (أُعلنت في قمة المناخ كوب 29 في أذربيجان خلال 2024)، ومضاعفة تمويل التكيف بدءًا من العام الجاري (2025)، وزيادته 3 أضعاف بحلول 2035.
كما أشارت إلى تأكيد العمل على تفعيل صندوق الخسائر والأضرار (من تعهدات قمة المناخ كوب 27 التي عُقِدت في مصر عام 2022).
وأطلقت قمة المناخ كوب 30 مسرع التنفيذ العالمي ومهمة بيليم للوصول إلى هدف 1.5 درجة حرارة زيادة عن مستوى ما قبل الثورة الصناعية، إضافة إلى مكافحة التضليل المناخي، وفق موقع "يو إن نيوز".
وقال الموقع: "يؤكد القرار النهائي التضامن والاستثمار، مع تحديد أهداف مالية طموحة، وترك مسألة التحول في مجال الطاقة لمناقشتها لاحقًا".
وفي الجلسة الختامية، أعلن رئيس قمة المناخ كوب 30 أندريه كوريا دو لاغو أنه سيقود خريطتي طريق طوعيتين، إحداهما للانتقال من الوقود الأحفوري بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، والأخرى لوقف إزالة الغابات وعكس مسارها.
وقال: "رغم أن هذه الخطط ليست جزءًا من الاتفاق الرسمي للأمم المتحدة، فإن جميع الدول مدعوّة للانضمام"، معلنًا أول مؤتمر على الإطلاق لإنهاء الاعتماد على النفط والغاز والفحم، سيُعقد في كولومبيا في أبريل/نيسان 2026.

وعلّق كبير مفاوضي بنما، خوان كارلوس مونتيري غوميز، قائلًا: "إن قمة المناخ ومنظومة الأمم المتحدة يخذلان الناس على نطاق تاريخي، والمفاوضين يدافعون عن الصناعات ذاتها التي تسببت في هذه الأزمة: صناعة الوقود الأحفوري والقوى الدافعة لإزالة الغابات عالميًا".
بينما أشار مفوض المناخ في الاتحاد الأوروبي، فوبكي هوكسترا، إلى أن أوروبا كانت ترغب في اتفاق أكثر طموحًا، لكنه على الأقل يسير في "الاتجاه الصحيح".
تمويل الغابات
كانت أحداث قمة المناخ كوب 30 في الجلسة الختامية مُحبطة لمعظم المشاركين، لكن نقطة ضوء انعكست على قضية إزالة الغابات، إذ حظيت آلية حماية الغابات الاستوائية المطيرة "تروبيكال فورست فورإيفر فند"، وهو صندوق استثماري يستهدف جمع تمويل قيمته 125 مليار دولار، طرحته البرازيل بتعهدات مليارية من دول عديدة.
وحصل الصندوق -الذي يعتمد على استثمارات السندات لمكافأة الدول التي تحافظ على غاباتها، مع دفع فوائد للمستثمرين من القطاع الخاص- على تعهدات من البرازيل وإندونيسيا وألمانيا بتقديم مليار يورو (1.15 مليار دولار أميركي)، بينما وعدت النرويج بنحو 3 مليارات يورو (3.45 مليار دولار أميركي)، كما تعهدت البرتغال وفرنسا وهولندا ودول أخرى بتقديم تمويلات.
اليورو = 1.15 دولارًا أميركيًا.
ورغم أن البرازيل بوصفها دولة مضيفة للقمة، وتعمل بالتعاون مع باقي الأطراف للوصول إلى اتفاق يصبّ في الصالح العالمي بقضية المناخ، فإنها تبدو الفائز الأكبر في ذلك، إذ أنها لا تعتمد على الوقود الأحفوري بنسبة كبيرة، ومعظم الطاقة لديها تأتي من مصادر نظيفة مثل الطاقة الكهرومائية، وكان هدفها الرئيس هو حماية الغابات، وفق تصريحات سفيرها في مصر باولينو فرانكو دي كارفاليو نيتو، لمنصة الطاقة المتخصصة قبل انطلاق القمة بأيام.
كما أعلنت البرازيل أنها ستُنشئ 10 أقاليم جديدة للسكان الأصليين، بعد اندلاع احتجاجات للمطالبة بمزيد من التمثيل وحقوق الأراضي بالتزامن مع أعمال قمة المناخ كوب 30.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
- 6 توجهات ترسم ملامح الطاقة النووية في 2025.. الإمارات ومصر على الخريطة
-
أفضل الدول العربية جذبًا لاستثمارات الكهرباء.. قائمة الـ10 الأوائل
المصادر:
- قمة المناخ كوب 30 في بيليم تتعهد بالتمويل وإطلاق عملية تحول الطاقة، من يو إن نيوز
- فشل قمة المناخ كوب 30، من دويتش فيله




