التغير المناخي التقارير تقارير التغير المناخي تقارير منوعة رئيسية منوعات

انبعاثات الصين تشهد استقرارًا مع انكماش سوق العقارات (تقرير)

نوار صبح

2025-11-23

0 234

شهدت انبعاثات الصين استقرارًا مؤخرًا رغم التفاوت بين القطاعات، خصوصًا الكهرباء والبناء والنقل والكيماويات، وفق بيانات حديثة لدى منصة الطاقة المتخصصة.

واستقرت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الصين على أساس سنوي في الربع الثالث من عام 2025، ما أدى إلى تمديد مدة 18 شهرًا من ثبات الإنتاج أو انخفاضه التي بدأت في مارس/آذار 2024.

ويكمن السبب وراء استقرار انبعاثات الصين في انقسام متزايد بين القطاعات: استمر استعمال السيارات الكهربائية في إزاحة الطلب على النفط في قطاع النقل، وانخفضت الانبعاثات المرتبطة بالبناء وسط انكماش مطوّل في سوق العقارات، وحافظ قطاع الكهرباء على ثباته بالرغم من تسارع الطلب.

رغم ذلك، فإن التوسع السريع لصناعة الكيماويات قد عوّض الانخفاضات في أماكن أخرى، ما عقّد مسار الصين نحو ذروة الانبعاثات.

انبعاثات الصين حسب القطاعات

يشير محللون إلى تفاوت في انبعاثات الصين بحسب القطاعات، وقد انخفضت انبعاثات وقود النقل بنسبة 5% على أساس سنوي، مدفوعة بانخفاض استهلاك البنزين والديزل ووقود الطائرات مع تعمّق انتشار السيارات الكهربائية.

وانكمش إنتاج الأسمنت والمعادن، حيث انخفضت الانبعاثات بنسبة 7% و1% على التوالي، ما يعكس انخفاض نشاط البناء.

في المقابل، ارتفع إنتاج قطاع الكيماويات بشكل حادّ، بحسب التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وزاد إنتاج البلاستيك الأولي بنسبة 12% في الأرباع الـ3 الأولى من العام، والألياف الكيميائية بنسبة 11%، والإيثيلين بنسبة 7%، ما رفع استهلاك النفط خارج قطاع النقل بنسبة 10% ودفع إجمالي الطلب على النفط بنسبة 2% على الرغم من انخفاض أنواع الوقود المرتبطة بالتنقل.

محطة كهرباء تعمل بالفحم في مدينة تونغلينغ بالصين – الصورة من بلومبرغ

نمو الطلب على الكهرباء في الصين

تسارع نمو الطلب على الكهرباء في الصين من 3.7% في النصف الأول من عام 2025 إلى 6.1% في الربع الثالث، إلّا أن انبعاثات قطاع الكهرباء ظلّت ثابتة.

وارتفع توليد الطاقة الشمسية بنسبة 46% على أساس سنوي، وزاد إنتاج طاقة الرياح بنسبة 11%، حيث تلبي المصادر غير الأحفورية ما يقرب من 90% من الطلب المتزايد.

وأدى التحسن الطفيف في الكفاءة الحرارية لمحطات توليد الكهرباء العاملة بالفحم، والتحول نحو توليد الكهرباء بالغاز، إلى الحدّ من نمو إنتاج الوقود الأحفوري، وتقليل انبعاثات الصين.

وقد ركبت الصين بتركيب 240 غيغاواط من الطاقة الشمسية و61 غيغاواط من طاقة الرياح في الأشهر الـ9 الأولى من العام، ما يضع البلاد على الطريق الصحيح لتحقيق رقم قياسي آخر في الإضافات السنوية للطاقة المتجددة.

وأظهر الطلب على الكهرباء نمطًا موسميًا قويًا منذ عام 2021، مع نمو أعلى باستمرار خلال موسم التبريد الصيفي عندما ارتفع استعمال الكهرباء السكني بنسبة 13% سنويًا، مقارنة بنسبة 6% في الأشهر الأخرى.

بالمثل، زادت أيام درجة التبريد بنحو الثلث منذ 2015-2016، ما يعكس فصول الصيف الأكثر حرارة وزيادة تشبّع تكييف الهواء.

ونظرًا لأن نمو الكهرباء يميل إلى التراجع في الربع الأخير، فمن المرجّح أن يحدد الربع الرابع من عام 2025 ما إذا كانت الانبعاثات الوطنية ستنتهي العام أعلى قليلًا أو أقل قليلًا من مستويات عام 2024.

بناء الطاقة المتجددة في الصين

من جانب العرض، ما يزال بناء الطاقة المتجددة في الصين كبيرًا، ولكنّه غير متساوٍ.

وشهد مطلع عام 2025 أكثر من 180 غيغاواط من طاقة الرياح و230 غيغاواط من الطاقة الشمسية على نطاق المرافق قيد الإنشاء، وفقًا لمنصة "غلوبال إنرجي مونيتور" Global Energy Monitor.

رغم ذلك، تباطأت معدلات التركيب بشكل حادّ بعد شهر مايو/أيار الماضي، بعد إدخال نظام تسعير جديد يتطلب من المطورين تأمين عقود الشراء المباشر.

الألواح الشمسية على سطح أحد المباني في ضواحي مدينة جينان شرق الصين – الصورة من أسوشيتد برس

وأدى هذا التحول إلى اندفاعٍ نحو إنجاز المشروعات في وقتٍ سابق من العام، ما قلّص عدد المشروعات المُنجزة في الربع الثالث.

وتُلوح في الأفق، حاليًا، قراراتٌ إقليميةٌ بشأن الحد الأدنى للتسعير وعقود الفروقات، إذ ما يزال التنفيذ غير مكتمل في معظم المناطق.

من جهة ثانية، يستمر توسُّع القدرة الإنتاجية من الوقود الأحفوري، ما يمهّد لزيادة انبعاثات الصين.

وبالنظر إلى وجود 230 غيغاواط من محطات الكهرباء العاملة بالفحم قيد الإنشاء، قد ينخفض معدل استعمال هذه المحطات من 54% عند ذروته في عام 2024 إلى نحو 43% إذا ظلّ توليد الكهرباء بالفحم راكدًا، ما يزيد من خطر فائض القدرة الإنتاجية لمدةٍ طويلة.

ويُظهر استعمال النفط الصناعي توترًا هيكليًا موازيًا، فعلى الرغم من أن استهلاك النفط المستعمِل في قطاع النقل انخفض بنسبة 4-5% في جميع أنواع الوقود الرئيسة، ارتفع الطلب المحلي على البتروكيماويات بشكل حادّ.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر: