ضريبة أرباح الطاقة في بريطانيا تعرقل المشروعات وتطرد الشركات (تقرير)
نوار صبح
تؤدي ضريبة أرباح الطاقة في بريطانيا إلى عرقلة المشروعات ودفع الشركات إلى مغادرة البلاد بحثًا عن استثمارات مناسبة.
وتشهد استثمارات بحر الشمال الخارجية استنزافًا قياسيًا مع تراجع الثقة بالحوض إلى أدنى مستوى تاريخي، وقد حُذّرت أبردين من أن "الوقت ينفد" لإنقاذ 160 ألف وظيفة، حسب مصادر تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ويشير تقرير جديد صادر عن غرفة تجارة أبردين وغرامبيان "إيه جي سي سي" (AGCC) إلى أن ضريبة أرباح الطاقة في بريطانيا "إي بي إل" (EPL) "تعرقل" المشروعات وتدفع الشركات إلى مغادرة المملكة المتحدة بوتيرة غير مسبوقة في تاريخ الاستطلاع الممتد على مدار 21 عامًا.
ويُظهر التقرير أن واحدة من كل 3 شركات تتوقع خفض قوتها العاملة في شمال شرق إنجلترا خلال 5 سنوات، فيما ستأتي 42% من الإيرادات المتوقعة لعام 2026 من خارج المملكة المتحدة.
إنتاج بحر الشمال
يقول قادة القطاع إن لدى وزيرة المالية البريطانية، راشيل ريفز، أسبوعًا واحدًا للتحرك، وإلا ستُخاطر بانهيار إنتاج بحر الشمال بنسبة 40% بحلول عام 2030، وخسارة دائمة للاستثمار والمهارات وقدرة سلسلة التوريد من المنطقة.
بدوره، صرح الرئيس التنفيذي لغرفة تجارة أبردين، راسل بورثويك، بأن المملكة المتحدة "تواجه نفادًا من الوقت لاستعادة الثقة".
وقال: "إن ضريبة أرباح الطاقة في بريطانيا تعرقل الاستثمار وتجعل البلاد غير قادرة على المنافسة".
وأضاف: "أمام وزيرة المالية الآن أسبوع واحد، لتُظهر للمستثمرين العالميين جدية بريطانيا في التحول إلى الحياد الكربوني ودعمها للصناعة المحلية".
وأوضح أن "إلغاء ضريبة أرباح الطاقة في بريطانيا في عام 2026 وإحلال نظام مالي تنافسي دوليًا محلها أمرٌ ضروري لحماية الوظائف، وفتح الاستثمار، ووقف الانجراف نحو الخارج.
وأشار إلى أنه "لا يُمكن تحقيق الحياد الكربوني، وأمن الطاقة، والنمو الاقتصادي من خلال تصدير قاعدتك الصناعية".

القطاع يقف عند مفترق طرق
صرحت المستشارة العامة لشركة "دي 2 زيرو" (D2Zero)، المستثمرة في سلسلة التوريد، نيكولا ماكليود، بأن القطاع يقف عند مفترق طرق.
وأكدت أن الشركات التي بنت بحر الشمال قادرة على إزالة الكربون منه، ولكن فقط إذا تنافست المملكة المتحدة عالميًا، وفق تفاصيل اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وأضافت: "مع نظام مالي مستقر، وشبكة كهرباء مُسرّعة، وإصلاحات مُتفق عليها، وانتقال عادل يدعم شعبنا وسلسلة التوريد، يُمكن لهذه المنطقة أن تُواصل دعم مسيرة الطاقة في المملكة المتحدة لأجيال مقبلة".
التوصيات: إلغاء الضرائب وبناء طاقة رياح بحرية
يقدم تقرير غرفة تجارة أبردين وغرامبيان الـ42 لتحول الطاقة 4 توصيات رئيسة:
أولًا: استبدال ضريبة أرباح الطاقة في بريطانيا.. ينبغي على الحكومة إنهاء ضريبة أرباح الطاقة في عام 2026، وتطبيق نظام مالي مستقر وتنافسي دوليًا، لا يفرض ضرائب إلا على الأرباح غير المتوقعة الحقيقية.
ثانيًا: تحقيق تكافؤ الفرص في الواردات.. ينبغي على المملكة المتحدة ضمان خضوع جميع الطاقة المستهلكة محليًا -سواءً أُنتجت في بحر الشمال أو استُوردت كغاز مسال- لمعايير مالية وبيئية متسقة.
ثالثًا: تقديم تخصيص جريء.. يجب على المملكة المتحدة تعظيم 6.7 غيغاواط من طاقة الرياح البحرية الإسكتلندية المؤهلة إلى جولة التخصيص السابعة إيه آر 7" (AR7)، وذلك لاستئناف تنفيذ المشروعات المتوقفة، وحماية قدرة سلسلة التوريد، وتسريع خلق فرص العمل في مجال الطاقة المتجددة.
رابعًا: إدارة التشارك في الموقع في بحر الشمال المزدحم.. ينبغي على الحكومة إنشاء إطار تنظيمي متكامل لتنسيق أنشطة طاقة الرياح البحرية، واحتجاز الكربون وتخزينه، وأنشطة النفط والغاز، وتجنب التضارب في المصالح، وتقليل تأخير المشروعات وتكاليفها.

وأشار تقرير الغرفة إلى تحليل مستقل يفيد بإمكان توفير 40 مليار جنيه إسترليني (52.33 مليار دولار) من الاستثمارات إذا استُبدلت ضريبة أرباح الطاقة في المملكة المتحدة، الآن.
في وقت سابق من هذا الشهر، تبيّن أنه لن تُحفر آبار نفط جديدة في بحر الشمال البريطاني هذا العام، وذلك لأول مرة منذ عام 1964، على الرغم من توقعات هيئة انتقال بحر الشمال "إن إس تي إيه" (NSTA) بأن الحوض لا يزال قادرًا على إنتاج 15.8 مليار برميل من النفط والغاز.
ورغم التباطؤ الاقتصادي، يُقدّر القطاع أن وزيرة المالية قد تُحقق إيرادات إضافية بقيمة 10 مليارات جنيه إسترليني (13.08 مليار دولار) خلال العقد المقبل من خلال تبني سياسات تنافسية لمستثمري بحر الشمال.
موضوعات متعلقة..
- قطاع النفط والغاز في بريطانيا يترقب تعديل ضريبة أرباح الطاقة الاستثنائية (تقرير)
- الطاقة البحرية في بريطانيا تصرخ من ضريبة الأرباح.. تشرد العمال وتدمر الصناعة
- شركات الطاقة الأميركية ترفض ضريبة الأرباح الأوروبية.. وإكسون تلجأ إلى القضاء
اقرأ أيضًا..
- الصين تبني محطة طاقة نووية جديدة.. تزوّد 5 ملايين شخص بالكهرباء
- أكبر سفينة شحن في العالم تواجه صعوبات خلال رحلتها الأولى.. خيبة أمل لهدف الانبعاثات
- رئيس شركة إمباور: بديل الغاز الطبيعي هدف أوروبا للاستغناء عن روسيا (حوار)
المصدر..





