إنتاج الكهرباء في السعودية.. مزيج متنوع بقدرة 100 غيغاواط
سامر أبووردة

يشهد إنتاج الكهرباء في السعودية تطورًا غير مسبوق خلال السنوات الأخيرة، في ظل إستراتيجية طموحة تستهدف تنويع مصادر التوليد وزيادة كفاءة الشبكة، بالتزامن مع تسارع نمو الطلب المحلي، لا سيما خلال فصل الصيف.
وتسعى المملكة إلى توليد نصف إنتاج الكهرباء من مصادر متجددة بحلول عام 2030، وتقليص الاعتماد على الوقود السائل، مع تحسين كفاءة المحطات وتحقيق فائض إنتاجي يعزّز استقرار المنظومة.
ووفقًا لأحدث البيانات لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تجاوز إجمالي إنتاج الكهرباء في السعودية 455 تيراواط/ساعة خلال عام 2024، مع قدرة مركّبة تقارب 100 غيغاواط.
ورغم ارتفاع أقصى طلب على الكهرباء إلى نحو 72.9 غيغاواط في صيف 2024، فإن المملكة ما زالت تحافظ على هامش احتياطي يتخطى 20 غيغاواط، ما يعكس قوة البنية التحتية لقطاع الكهرباء السعودي.
مزيج الكهرباء في السعودية
يهيمن الغاز الطبيعي على مزيج الكهرباء في السعودية، بنسبة تصل إلى 63%، يليه النفط بنحو 36%، بينما لم تتجاوز مساهمة مصادر الطاقة المتجددة 1.2% حتى نهاية 2023 وفق أحدث البيانات.
إلّا أن هذا الواقع يشهد تحوّلًا متسارعًا؛ فبحلول ديسمبر/كانون الأول 2024، وصلت السعة المتجددة المشغّلة إلى 6 آلاف و551 ميغاواط، منها 6 آلاف و151 ميغاواط من الطاقة الشمسية، و400 ميغاواط من طاقة الرياح.
وتسعى المملكة إلى رفع هذه السعة عبر مشروعات كبرى ستضيف 15 غيغاواط جديدة من الطاقة المتجددة باستثمارات تفوق 8.3 مليار دولار أميركي.

القدرة المركبة مقابل الطلب الفعلي
بلغت القدرة المركبة المرتبطة بالشبكة الوطنية في السعودية نحو 92.15 غيغاواط خلال 2024، منها ما يقرب من 56.4 غيغاواط تُشغّلها الشركة السعودية للكهرباء مباشرةً، والباقي من خلال مشروعات شراكة.
أمّا من ناحية الإنتاج الفعلي، فقد سجلت منشآت الشركة السعودية للكهرباء وحدها توليدًا سنويًا يبلغ 236.4 تيراواط/ساعة في 2024، بينما بلغ إجمالي إنتاج الكهرباء في السعودية نحو 455 تيراواط/ساعة.
ويقابل ذلك استهلاك سنوي للكهرباء بلغ 327 تيراواط/ساعة في 2023، وهو ما يعني تحقيق فائض إنتاج بنحو 54 تيراواط/ساعة، مقارنة بفائض 53.2 تيراواط/ساعة فيه 2022.
أعلى حمل كهربائي في السعودية
سُجِّل أعلى حمل كهربائي في السعودية تاريخيًا، خلال صيف عام 2024، عندما بلغ الطلب 72.9 غيغاواط، مدفوعًا بارتفاع درجات الحرارة وزيادة الاستهلاك السكني والصناعي.
وقبل ذلك، كانت ذروة الطلب المحلي قد بلغت 70.7 غيغاواط في عام 2023، و65.3 غيغاواط عام 2022، ما يعكس اتجاهًا تصاعديًا.
وتُشير التقديرات الرسمية إلى احتمال بلوغ ذروة الطلب 84 غيغاواط بحلول عام 2030، و103 غيغاواط بحلول 2040، استنادًا إلى النمو السكاني والتوسع العمراني.
أبرز القطاعات المستهلكة للكهرباء
القطاع السكني هو الأكثر استهلاكًا للكهرباء في السعودية، بنسبة تقارب 47% من مجمل الاستهلاك، إذ بلغ 152.8 تيراواط/ساعة في عام 2023.
ويأتي بعده القطاع الصناعي باستهلاك 60.53 تيراواط/ساعة، ثم القطاع التجاري بـ59.13 تيراواط/ساعة، فالحكومي بـ35.86 تيراواط/ساعة، ثم القطاعات الزراعية والتعليمية والصحية بنحو 18.7 تيراواط/ساعة.
ويُتوقع أن ينمو استهلاك الكهرباء بمعدل سنوي يبلغ 3.3% خلال المدة من 2025 إلى 2027، ما يفرض ضرورة تعزيز كفاءة الشبكة وزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المستدامة.

أكبر 5 محطات كهرباء في السعودية
- محطة الشعيبة
تعدّ أكبر محطة لإنتاج الكهرباء في السعودية بقدرة تبلغ 5 آلاف و600 ميغاواط، وتقع على بعد 120 كيلومترًا جنوب جدة، وتعمل بتقنية الدورة المركبة باستعمال النفط الخام، كما تضم وحدات تحلية ونظام إزالة الكبريت.
- محطة غزلان
ثاني أكبر محطة لإنتاج الكهرباء في السعودية بقدرة 4 آلاف و256 ميغاواط، وتقع في المنطقة الشرقية، وتعمل بالغاز الطبيعي، وقد طُوّرت على مرحلتين منذ 1980، وتوفر كهرباء لمدن صناعية كبرى مثل الدمام والجبيل.
- محطة توليد الكهرباء المستقلة في القرية
تقع على بعد 90 كيلومترًا من الدمام، بقدرة 3,927 ميغاواط. تعمل بتقنية الدورة المركبة عالية الكفاءة (54.6%)، وسجّلت رقمًا قياسيًا عالميًا في 2016.
- محطة مصفاة جازان
بقدرة 3.8 غيغاواط، وتعتمد على تقنية الغاز المُدمج، وتُعدّ من أبرز مشروعات الطاقة منخفضة الكربون في السعودية.
- محطة توليد الكهرباء بالدورة المركبة في القرية
تقع المحطة -التي طوّرتها الشركة السعودية للكهرباء وبدأ تشغيلها عام 2013، بقدرة 3230 ميغاواط- في المنطقة الشرقية بالمملكة.

شبكة النقل وتخزين الكهرباء
تُوسّع السعودية شبكة النقل الكهربائي بنسبة 60% بحلول 2030، لتصل إلى 160 ألف كيلومتر من الخطوط، و1,260 محطة تحويل، تستوعب أكثر من 34.4 غيغاواط من الطاقة المتجددة.
كما تسارعت مشروعات تخزين الكهرباء باستعمال البطاريات (BESS)، لتصل إلى 11 غيغاواط/ساعة مع نهاية 2025، أبرزها مشروع بيشة بسعة 2.6 غيغاواط/ساعة.
ويمهّد هذا المسار الطريق لتحقيق هدف الوصول إلى 50% من إنتاج الكهرباء في السعودية من مصادر متجددة بحلول 2030، مع الحفاظ على استقرار الإمدادات وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
موضوعات متعلقة..
- السعودية تطرح للمنافسة 4 مشروعات جديدة لإنتاج الكهرباء
- صفقة لتمويل محطة إنتاج البخار والكهرباء في السعودية
- أكبر 3 محطات كهرباء في السعودية.. قدرات ضخمة تدعم اقتصاد المملكة
نرشّح لكم..
المصدر:





