التقاريرتقارير الغازسلايدر الرئيسيةغاز

رئيس شركة إمباور: بديل الغاز الطبيعي هدف أوروبا للاستغناء عن روسيا (حوار)

أجرى الحوار - سامر أبووردة

يشهد العالم نموًا لافتًا في إنتاج بديل الغاز الطبيعي، بعد أن تسبّبت الحرب الروسية-الأوكرانية (التي اندلعت في فبراير/شباط 2022) والعقوبات المفروضة على صادرات موسكو، في إعادة رسم خريطة الطاقة العالمية.

وفي هذا السياق، يقول رئيس مجلس إدارة شركة إمباور كابيتال المصرية، الدكتور حاتم الجمل، إن أوروبا تتصدّر هذا التحوّل، عبر خطط طموحة لإنتاج الطاقة من مصادر متجددة، في مقدمتها المخلفات العضوية.

واستعرض الجمل -في حوار مع منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن)- أبرز التقنيات المستعملة في تحويل النفايات إلى طاقة بصورها كافّة، مثل الكهرباء والبايوديزل والبايوغاز، الذي يُوصف بأنه بديل الغاز الطبيعي.

وأشار إلى أنه نتيجة الحرب الروسية-الأوكرانية تركزت الخطط الأوروبية على توسيع إنتاج الغاز الحيوي، ضمن جهودها لتقليل الاعتماد على الغاز الروسي.

وأضاف أن الاتحاد الأوروبي يعمل على تبنّي سياسات طويلة الأمد لتحقيق الاستقلال الطاقي، من خلال التوسع في إنتاج بدائل الغاز الطبيعي، التي تشمل البايوغاز والبايوديزل والغاز الصناعي المستخرج من المخلفات.

ويرى رئيس مجلس إدارة إمباور أن الطلب الأوروبي على الغاز الحيوي مرشح للزيادة بخطى سريعة خلال الأعوام المقبلة، مع التوسع في تطبيق تقنيات تحويل المخلفات الزراعية والغذائية إلى طاقة نظيفة.

وإلى نص حوار رئيس شركة إمباور كابيتال مع منصة الطاقة:

كيف تُنتج الكهرباء من النفايات؟

هناك طريقتان أساسيتان لتحويل المخلفات إلى طاقة حرارية وأخرى بيولوجية.

  • الطريقة الحرارية:

كانت الأكثر استعمالًا عالميًا، قبل أن تبدأ الدول الابتعاد عنها تدريجيًا، تقوم على الحرق المباشر للمخلفات، فتنتج حرارة تُستعمل لتوليد الكهرباء عبر تسخين المياه والحصول على البخار اللازم لتشغيل التوربينات.

غير أن هذه التقنية، رغم قدرتها على التخلص من نحو 90% من المخلفات، تُعد الأقل فائدة بيئية، إذ تدمر المخلفات ولا تتيح إعادة استعمالها.

أيضًا، ضمن الطرق الحرارية "التغييز" (Gasification)، وتعتمد على حرق المخلفات الزراعية في جو خالٍ من الأكسجين لإنتاج الغاز الصناعي.

وتتميّز هذه التقنية بإنتاج "البايوتشار" (bio char) الذي يحسّن خواص التربة ويقلّل استهلاك المياه، وهو ما يجعلها خيارًا مناسبًا للمناطق الصحراوية في الدول العربية.

  • الطريقة البيولوجية:

تعتمد الطريقة البيولوجية على معالجة المخلفات العضوية، التي تشمل المخلفات الرطبة، مثل روث الماشية وحمأة الصرف الصحي، إلى جانب مخلفات الصناعات الغذائية، مثل قشور الفاكهة والبطاطس ونحوها، والجزء العضوي من المخلفات البلدية مثل بقايا الطعام.

ومن خلال هذه العملية يُنتج الغاز الحيوي "البايوغاز"، الذي يمثل بديلًا واعدًا لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

منشأة إنتاج لتلبية الطلب على الغاز الحيوي
منشأة لإنتاج الغاز الحيوي - الصورة من كيه تي إس

هل هناك طرق أخرى شائعة الاستعمال لتحويل النفايات إلى طاقة؟

تُستعمل تقنية أخرى، تُعرف باسم "يوكو" (UCO biodiesel)، في تحويل زيوت الطعام المستعملة إلى وقود حيوي "بايوديزل".

وهو وقود يتمتع بمحتوى حراري مساوٍ للسولار المشتق من النفط، ويمكن خلطه بنسبة تصل إلى 15%، بهدف خفض البصمة الكربونية لوقود النقل.

مصنع لإنتاج الوقود الحيوي في أوروبا
مصنع لإنتاج الوقود الحيوي في أوروبا - الصورة من موقع شركة شل

ما المقصود ببديل الغاز الطبيعي؟

المقصود هو البايوغاز، أو الغاز الحيوي الناتج من معالجة المخلفات العضوية بطريقة بيولوجية.

يحتوي هذا الغاز على نحو 70% من المحتوى الحراري للغاز الطبيعي، ويمكن استعماله لتوليد الكهرباء أو لضخه في الشبكات للاستعمالات الصناعية والمنزلية.

هذا الغاز يُعدّ من أكثر الحلول الواعدة في أوروبا اليوم؛ لأنه مصدر متجدد وآمن بيئيًا، وقادر على توفير طاقة نظيفة بتكلفة تنافسية.

وشهد إنتاج البايوغاز طفرة ملحوظة منذ اندلاع الحرب الروسية-الأوكرانية، إذ تعمل أوروبا على خفض وارداتها من الغاز الروسي.

وبحلول 2030، من المقرر أن يبلغ إسهام الغاز الحيوي نحو 50% من إجمالي استهلاك أوروبا من الغاز، وهي نسبة ضخمة تعكس تسارع التحول في القارة العجوز.

محطات التوليد بالغاز في أوروبا
محطات التوليد بالغاز في أوروبا - الصورة من CNN

إلى أي مدى يُسهم توسيع إنتاج الغاز الحيوي في تحقيق أمن الطاقة؟

لم يعد أمن الطاقة الأوروبي مرتبطًا بالواردات فقط، بل أصبح قائمًا على الاستقلال في الإنتاج، من خلال الاعتماد على موارد محلية مثل الغاز الحيوي.

ألمانيا تمثل نموذجًا متقدمًا، إذ يشكّل الغاز الحيوي نحو 15% من شبكة الغاز لديها، وهي دولة كثيفة في استهلاك الطاقة، إذ تستهلك كهرباء تعادل استهلاك قارة أفريقيا بأكملها.

هل لتلك الجهود ارتباط بالاتفاقيات المناخية؟

بالتأكيد.. الاهتمام المتزايد بالطاقة المنتجة من المخلفات بدأ بعد توقيع اتفاق باريس للمناخ عام 2015، الذي ألزم الدول بتقليل انبعاثاتها الكربونية.

منذ ذلك الحين، أصبح إنتاج الغاز الحيوي والبايوديزل جزءًا أساسيًا من سياسات الاتحاد الأوروبي لخفض الكربون، وتحقيق أهداف التحول الأخضر.

كما وضعت معايير إدارة الكربون في الاتحاد الأوروبي (CBAM)، وأصبح الالتزام بها شرطًا رئيسًا في أغلب المنتجات المُصدرة إلى أوروبا.

نرشح لكم:

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق