الصين تبني محطة طاقة نووية جديدة.. تزوّد 5 ملايين شخص بالكهرباء
محمد عبد السند
بدأت الصين أعمال البناء في محطة طاقة نووية جديدة في إطار تحول ثاني أكبر اقتصاد في العالم نحو الطاقة النظيفة، وصولًا للحياد الكربوني في عام 2060.
وصبت شركة تشاينا جنرال نيوكلير باور غروب (China General Nuclear Power Group) التي تتولى بناء المحطة وتشغيلها، أول خرسانة في مبنى المفاعل رقم 1 بمحطة تشاويوان (Zhaoyuan) النووية.
ويُعد المفاعل ضمن 6 وحدات من طراز هوالونغ وان (Hualong One) -مفاعل نووي صيني من الجيل الثالث يعمل بالماء المضغوط- في المحطة التي تحتضنها مقاطعة شاندونغ شرق الصين.
وكانت وزارة البيئة الصينية قد وافقت رسميًا في نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، على وثائق تقييم الأثر البيئي لموقع المشروع، قبل أن يوافق مجلس الدولة الصيني على بناء المرحلة الأولى من المحطة -وتشمل المفاعلَيْن 1 و2- في أغسطس/آب (2024).
ومن المتوقع أن تولّد المحطة كهرباء بسعة 50 مليار كيلوواط/ساعة سنويًا (أو ما يعادل 50 تيراواط/ساعة من الكهرباء سنويًا)، وفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
الطاقة النووية في الصين
يأتي بناء الصين محطة طاقة نووية جديدة في إطار خطط أوسع لتعزيز سعة الحمل الأساسي بقطاع الكهرباء وتسريع أهداف خفض الانبعاثات قبل عام 2030؛ إذ تستأثر البلاد بنصف الطاقة النووية قيد الإنشاء عالميًا.
وما إن يكتمل بناؤها ستُنتِج محطة "تشاويوان" كميات كهرباء تكفي لتلبية احتياجات قرابة 5 ملايين شخص.
كما تُسهم أحدث محطة طاقة نووية في الصين بتحقيق توازن بيئي؛ إذ يُتوقع أن تعمل المحطة فور بنائها على خفض استهلاك الفحم بواقع 15.27 مليون طن، وتقليص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بواقع 46.2 مليون طن سنويًا.
ووفق مخططي المشروع يحقّق خفض هذه الانبعاثات فوائد بيئية عديدة تعادل زراعة أكثر من 110 هكتارات من الغابات.
*(الهكتار = 10 آلاف متر مربع)
وتلامس السعة الإجمالية لتوليد الكهرباء من المفاعلات الـ6 في المحطة نحو 7.2 مليون كيلوواط (7.2 غيغاواط).
ويرصد الرسم البياني الآتي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- أكثر الدول المطورة لمشروعات الطاقة النووية عالميًا:

برج تبريد مبتكر
في 18 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري أعطت شركة الصين العامة للطاقة النووية (China General Nuclear Power Group) التي تتبعها "تشاينا جنرال نيوكلير باور غروب"، إشارة البدء لصب الخرسانة الأولى المتعلقة بالسلامة في المفاعل الأول في محطة "تشاويوان"، تمهيدًا لظهور برج التبريد الطبيعي البالغ ارتفاعه 203 أمتار -وهو الأول من نوعه في نموذج مفاعل "هوالونغ وان"-.
ويمكّن هذا المفاعل الضخم المبني على مساحة تصل إلى 16 ألفًا و800 متر مربع، المحطة من تحويل مصدر التبريد الرئيس بها من المحيط إلى الجو.
وقال المدير التنفيذي لشركة شاندونغ تشاويوان نيوكلير باور كو (Shandong Zhaoyuan Nuclear Power Co)، يو شيانغ دونغ، إن هذا الابتكار يُقلّل من استهلاك الطاقة ويُتيح إعادة استعمال موارد المياه.
وبذلك يمثّل برج التبريد محورًا إستراتيجيًا في تصميم المحطة النووية الجديدة.
فبينما تعتمد المحطات النووية الساحلية عادةً على التبريد مباشرةً من ماء البحر، تستغِلّ تقنية التبريد الجديدة تلك تأثير امتصاص الحرارة في الجو.
وتوضيحًا لهذا الأمر قال دونغ: "عبر استعمال التقنية تلك، توسع محطة تشاويوان قدرات تحديد المواقع بالنسبة إلى المنشآت النووية، كما تقدم التقنية تجربة مرجعية جديدة لتطوير الطاقة النووية في المستقبل في الصين"، وفق تصريحات أدلى بها إلى غلوبال تايمز.

نظام أمان مزدوج
إلى جانب التبريد المبتكَر تُزوّد المحطة أيضًا بنظام أمان مزدوج الطبقات مصمم لتوفير حواجز تشغيلية متينة.
وقال نائب المدير العام لشركة الصين العامة للطاقة النووية يانغ يازانغ، إن برج السحب الطبيعي قادر على مواصلة التشغيل لمدة ساعتَين على الأقل في حال انقطاع إمدادات المياه الخارجية؛ ما يضمن وقتًا كافيًا لإيقاف التشغيل بصورة آمنة.
كما تحوي المحطة أول مفاعل من طراز "هوالونغ وان" يزود ببرج سحب ميكانيكي نووي به خزان مياه كبير في الموقع قادر على مواصلة عملية تبريد المفاعل لمدة 30 يومًا على الأقل دون الحاجة إلى تجديد تلك المياه.
وفي تعقيبه على تلك التقنية المزدوجة أوضح يازانغ: "هذان النظامان يشكّلان معًا نظام تبريد ثانويًا يحمي مصدر التبريد ثنائي الطبقة".
من جهته، أكد مدير مركز الصين لبحوث اقتصادات الطاقة في جامعة "شيامن"، لين بو تشيانغ، أهمية استعمال تلك التقنية لمحطة نووية في موقع ساحلي، موضحًا: "في حين تُعد أبراج التبريد معيارية بالنسبة إلى المشروعات الداخلية، فإن دمجها مع تقنية هوالونغ وان تعكس تنوع قاعدة التصنيع في الصين".
وأشار إلى أن المشروع يعزّز موقع الصناعة في دعم التحول نحو الطاقة المستدامة؛ ما يمهد الطريق أمام مواءمة المنشآت النووية كي تلبي المتطلبات البيئية المحددة.
موضوعات متعلقة..
- قطاع الطاقة النووية في الصين يترقّب مشروعات جديدة بالمناطق الساحلية
- سعة الطاقة النووية في الصين قد تقتنص المركز الثاني عالميًا
- محطات الطاقة النووية في الصين تتحول إلى مزارات سياحية
اقرأ أيضًا..
- قفزة متوقعة بإنتاج الغاز في الخليج العربي.. هؤلاء أكبر المنتجين بحلول 2050
- توتال إنرجي تتخارج من سوق الوقود في الأردن
- 7 معلومات عن أحدث اكتشاف نفطي في مصر
- المصدر:
تفاصيل بناء أول مفاعل من محطة طاقة نووية جديدة في الصين من "إنترستينغ إنجنرينغ".





