التقاريرتقارير الهيدروجينتقارير دوريةسلايدر الرئيسيةهيدروجينوحدة أبحاث الطاقة

الهيدروجين الأخضر في أفريقيا.. سيطرة أوروبية وجدل حول جدوى المشروعات

وحدة أبحاث الطاقة - مي مجدي

بات قطاع الهيدروجين الأخضر في أفريقيا محل جدل واسع، وسط هيمنة أوروبا على أغلب المشروعات، وخطط توجيه الإنتاج إلى التصدير للقارة العجوز بصورة أكبر من تلبية الاحتياجات المحلية.

وبحسب تقرير حديث، حصلت عليه وحدة أبحاث الطاقة، تمتلك أفريقيا نحو 350 غيغاواط من سعة الطاقة الشمسية والرياح المقترحة على نطاق المرافق، وهو ما يعادل نحو 10 أضعاف القدرة التشغيلية الحالية للقارة.

غير أن نحو 61% من هذه المشروعات، أي 216 غيغاواط موزعة على 35 مشروعًا، مخصصة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في أفريقيا.

ومن المقرر توجيه أغلب الإنتاج للتصدير إلى أوروبا، رغم أن القارة لم تتمكن حتى الآن من تطوير سوق لهذا الوقود.

ويرجع ذلك إلى هيمنة الشركات الأوروبية على النصيب الأكبر من المشروعات المقترحة في أفريقيا، حيث تستحوذ على قرابة ثلثي السعة المخططة، ما يعادل 139 غيغاواط، في حين تصل قدرة المشروعات المخططة المملوكة لشركات أفريقية، إلى 52 غيغاواط.

وتسعى العديد من الدول الأوروبية لاستغلال إمكانات الطاقة المتجددة في أفريقيا، من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح- لتأمين إمدادات الهيدروجين الأخضر، مع صعوبة الوفاء بالتزاماتها بالطاقة المتجددة وخفض الانبعاثات.

مشروعات الهيدروجين الأخضر في أفريقيا

سلّط التقرير الصادر عن منصة غلوبال إنرجي مونيتور الضوء على التحديات التي تواجه مشروعات الهيدروجين الأخضر في أفريقيا، وأبرزها:

  • نقص المشترين والتمويل:

من بين 35 مشروعًا رصدتها المنصة، أعلن نحو 4 اتفاقيات شراء فقط، حيث توقّف مشروع أمان في موريتانيا بقدرة 30 غيغاواط بسبب عدم وجود مشترين.

كما يمثّل التمويل تحديًا لمشروعات الهيدروجين الأخضر في أفريقيا، في ظل عدم وضوح الإستراتيجيات وإثقال كاهل الدول بديون أجنبية.

وتتفاقم الأزمة مع توجيه أغلب الإنتاج المحتمل إلى الخارج، ما يعني أن هذه المشروعات لن تعود بالنفع على القارة السمراء.

  • الافتقار إلى البنية التحتية:

تواجه مشروعات الهيدروجين الأخضر في أفريقيا تحديًا آخر يتعلق بالافتقار إلى البنية التحتية اللازمة، فكلما ابتعد الهيدروجين عن موقع الإنتاج تقل كفاءته وتزيد تكلفته.

كما أن خطوط الأنابيب الحالية غير مؤهلة للنقل، لذا يمثّل نقل الهيدروجين إلى أوروبا تحديًا، حيث أظهرت دراسة أن 2% فقط من بين 10 آلاف موقع محتمل للتصدير إلى أوروبا كانت ذات جدوى اقتصادية، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

  • الجداول الزمنية غير الواقعية:

أغلب مشروعات الهيدروجين الأخضر في أفريقيا لا تملك جداول زمنية واضحة، ما يجعل مواعيد بدء الإنتاج غير مؤكدة.

مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في أفريقيا
مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر - الصورة من مونتل

جدوى مشروعات الهيدروجين الأخضر في أفريقيا

أكد التقرير أن التحديات التي تواجه مشروعات الهيدروجين الأخضر في أفريقيا تجعل من الصعب تحقيق جدوى اقتصادية، حتى في حالة تطوير هذه المشروعات.

بالإضافة إلى ذلك، تفوق بعض مشروعات الهيدروجين الأخضر قدرة الرياح والطاقة الشمسية الحالية في الدولة المضيفة بمئات المرات.

وتستنزف هذه المشروعات، التي تمتد عبر 11 دولة ومنطقة أفريقية، الموارد والاستثمارات التي كان من الممكن أن تسهم في تسريع جهود خفض الانبعاثات العالمية، وتحقيق هدف مضاعفة مصادر الطاقة المتجددة 3 مرات بحلول عام 2030.

كما تُظهر البيانات أن دولًا أفريقية تعاني من فقر الكهرباء تعمل على تطوير مشروعات ضخمة لإنتاج الهيدروجين الأخضر، والمنتجات المشتقة مثل الأمونيا، في وقت تثبت فيه مشروعات طاقة الرياح والطاقة الشمسية الصغيرة والموزعة فاعلية واضحة في تحسين الوصول إلى الكهرباء داخل القارة، بينما ما يزال الهيدروجين -رغم الضجة المحيطة به- ضمن الحيز الافتراضي.

ولفت التقرير الانتباه إلى افتقار الشركات المتعهدة بتطوير هذه المشروعات (56% منها مملوكة لأوروبا و25% مملوكة لشركات أفريقية) للخبرة في تنفيذ مشروعات بهذا الحجم.

وأكد ضرورة أن تتحلى الشركات والحكومات المروّجة للهيدروجين الأخضر في القارة بالشفافية الكاملة حول المخاطر، وضمان قدرة المجتمعات المحلية على تحديد نوع الطاقة والصادرات التي تلبي احتياجاتهم.

مشروعات الهيدروجين في 2025

على صعيد آخر، واجهت مشروعات الهيدروجين انتكاسة خلال عامي 2024 و2025، مع ارتفاع عدد المشروعات الملغاة، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وفي عام 2025، هناك 7 مشروعات كبرى مُلغاة حتى سبتمبر/أيلو الماضي، تصدَّرتها الولايات المتحدة بإلغاء 3 مشروعات، وأستراليا بـ3 مشروعات -أيضًا-، بينما ألغت المملكة المتحدة مشروعًا واحدًا، كما يوضح الرسم الآتي:

أبرز مشروعات الهيدروجين الملغاة في 2025

كما انخفضت استثمارات الهيدروجين الأخضر لأول مرة خلال العام الماضي بنسبة 20%، لتسجل 8 مليارات دولار، مقابل 10 مليارات في 2023.

ويُعزى ذلك إلى مخاوف الجدوى الاقتصادية للمشروعات، وصعوبة تأمين اتفاقيات شراء طويلة الأجل تضمن نمو الطلب في المستقبل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

  1. مشروعات الهيدروجين الأخضر في أفريقيا، من منصة غلوبال إنرجي مونيتور
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق