محطات الغاز المسال العائمة تتوسع عالميًا.. المزايا ومناطق الانتشار (تحليل)
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

زاد التوجّه نحو بناء محطات الغاز المسال العائمة عالميًا خلال العقد الأخير؛ لما تتميز به من خصائص تتفوق على نظيرتها البرية؛ ما أسهم في تعزيز نمو المعروض العالمي من الحقول البحرية.
وحتى نوفمبر/تشرين الثاني 2025، بلغ عدد المحطات العاملة 8 محطات بطاقة إسالة تصل إلى 16.7 مليون طن سنويًا، ما يمثّل 3% من إجمالي القدرة التشغيلية العالمية للغاز المسال، بحسب تحليل حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
وتستحوذ أفريقيا على نصف المحطات العائمة قيد التشغيل، موزعة على الكاميرون، وموريتانيا، والسنغال، وموزمبيق، وجمهورية الكونغو، في حين تضم أستراليا وماليزيا (محطتين) والمكسيك النصف الآخر.
ويبلغ عدد محطات الغاز المسال العائمة تحت الإنشاء 9 محطات بسعة 20.6 مليون طن سنويًا، وهو ما يمثّل 8% من إجمالي قدرة الإسالة التي تُبنى في العالم-حاليًا-.
ومن هذا الإجمالي، تقع 3 محطات عائمة قيد الإنشاء في أفريقيا (وموزمبيق والغابون وجمهورية الكونغو)، ومحطتان في الأرجنتين، في حين تقبع المحطات الـ4 الأخرى في المكسيك وكندا وإندونيسيا وماليزيا، بحسب التحليل المنشور في موقع منتدى الدول المصدرة للغاز -مؤخرًا-.
محطات الغاز المسال العائمة فرصة للحقول البحرية
اكتسبت محطات الغاز المسال العائمة زخمًا كبيرًا على مدار العقد الماضي، مدعومة بالأهمية المتزايد لإنتاج الغاز البحري الذي أصبح يشكّل -حاليًا- 30% من الإجمالي العالمي.
وبلغ إجمالي إنتاج الغاز البحري قرابة 1.2 تريليون متر مكعب سنويًا في عام 2024، مقارنة بنحو 950 مليار متر مكعب في عام 2020، و560 مليار متر مكعب عام 2000، بحسب البيانات التي اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.

ومع اقتراب الحقول البرية من ذروة إنتاجها وارتفاع الطلب على الطاقة، أصبح العديد من الحقول البحرية غير الاقتصادية أو الهامشية سابقًا مجديًا تجاريًا في الوقت الحالي، ما يفسّر توسُّع أنشطة الاستكشاف البحرية على مدى العقد الماضي.
فمنذ عام 2010، شكلت الحقول البحرية أكبر حصة من الموارد القابلة للاستخراج المكتشفة -حديثًا-، متجاوزةً الاكتشافات البرية.
وفي عام 2024، أسفرت جهود الاستكشاف البحري عن اكتشاف موارد قابلة للاستخراج تُقدَّر بنحو 340 مليار متر مكعب، ما يمثّل أكثر من ثلث إجمالي الاكتشافات خلال العام.
مزايا محطات الغاز المسال العائمة
تتميز محطات الغاز المسال العائمة (FLNG) بسرعة إنشائها وانخفاض تكاليفها مقارنة بنظيرتها البرية، ما يجعلها الخيار الأفضل لتطوير الحقول البحرية الصغيرة أو النائية وتمكين إنتاجها من الوصول إلى الأسواق العالمية، دون الحاجة إلى بنية تحتية برية واسعة النطاق أو خطوط أنابيب مكلفة.
كما يمكن لهذه المحطات أن تكون خيارًا مؤقتًا لتطوير الحقول البرية التقليدية في أثناء عمليات إنشاء المحطات البرية أو التخطيط لها، ما يسمح بالإنتاج و التصدير المبكر وتحقيق إيرادات تساعد على استكمال البنية التحتية.
وجاءت فكرة هذه المحطات في الأصل للتغلب على القيود الجغرافية واللوجستية والمالية للبُنية التحتية البرية للغاز المسال، التي ظلّت تاريخيًا الشكل الوحيد المعروف في الصناعة، وما زالت حتى الآن تشكّل الغالبية العظمى من قدرة التسييل العالمية.

واليوم أصبحت محطات الغاز المسال العائمة تنافس نظيرتها التقليدية مع قدرة بعض أنواع هذه المحطات على دمج عمليات استخراج الغاز وإسالته وتخزينه وتفريغه في سفينة واحدة، كما في حالة سفن التخزين وإعادة التغويز العائمة (FSRUs)، ما ينعكس على التكلفة الرأسمالية المقارنة بين المحطات العائمة والبرية.
وبحسب تقديرات التحليل، بلغ متوسط الإنفاق الرأسمالي على محطات الغاز المسال البرية المبنية خلال المدة من 2015 إلى 2025 قرابة 1100 دولار للطن.
بينما بلغ متوسط الإنفاق الرأسمالي لمشروعات محطات الغاز المسال العائمة المبنية خلال المدة نفسها قرابة 1000 دولار للطن، باستثناء مشروع بريلود (Prelude FLNG) شرق أستراليا، نظرًا لما واجهه من تحديات فنية وتأخيرات تشغيلية وتجاوزات كبيرة في التكاليف.
وعلاوة على التكاليف، تساعد هذا المحطات في تقليل الأثر البيئي من خلال المعالجة والإسالة المباشرة للغاز في الحقل، ما يقلل من هدر الطاقة في أثناء النقل، ويحسّن الكفاءة الإجمالية.
كما توفر هذه المحطات فرصة للاستفادة من موارد الغاز المصاحب وتجنّب حرقه؛ ما يسمح للدول بزيادة عائداتها من الموارد وخفض الانبعاثات غير الضرورية.
كذلك، فإن التوسع في هذه المحطات يمكنه أن يقلل من التنافس على الأراضي ويخفف من الاضطرابات الساحلية مقارنة بالمحطات البرية، ما يحدّ من الآثار السلبية المحتملة في النظم البيئية البرية والبحرية، فضلًا عن تجنيب المناطق المأهولة بالسكان أيّ مخاطر محتملة من وجود محطات الإسالة بالقرب منهم.
موضوعات متعلقة..
- سعة محطات الغاز المسال العائمة عالميًا قد تصل إلى 55 مليون طن بحلول 2035
- محطات الغاز المسال العائمة.. حل سريع أم رهان مكلف للسوق الآسيوية
- أفريقيا الأولى عالميًا في محطات الغاز المسال العائمة (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- زيارة ولي العهد السعودي لأميركا.. توقعات بصفقات طاقة غير مسبوقة
- واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز عبر الأنابيب ترتفع 28%.. وقفزة جزائرية
- أزمة الكهرباء والغاز في إيران تتفاقم.. ومصانع مهددة بالإغلاق (مقال)
المصدر:
تحليل مميزات محطات الغاز المسال العائمة، من منتدى الدول المصدرة للغاز





