بالأرقام.. إنتاج الكهرباء في مصر.. قدرات ضخمة تسمح بالتصدير
سامر أبووردة

يُمثّل إنتاج الكهرباء في مصر أحد أبرز قطاعات الطاقة التي شهدت توسعًا لافتًا في السنوات الأخيرة، مدعومًا بخطط حكومية عملاقة عزّزت من القدرة الإنتاجية للدولة بصورة غير مسبوقة.
وعلى الرغم من تحقيق فائض واضح في الطاقة المركبة مقارنة بحجم الطلب، فما تزال البلاد تعتمد على استيراد الغاز المسال لتأمين الوقود اللازم لتشغيل المحطات.
ووفقًا لأحدث البيانات لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن القدرة المركبة للكهرباء في مصر تصل إلى أكثر من 60 ألف ميغاواط، في حين لم يتجاوز أقصى طلب على الكهرباء 40 ألف ميغاواط.
ومن شأن القدرة المركبة الضخمة للكهرباء في مصر، أن تسمح للبلاد بالتصدير إلى دول الجوار، مع خطط متقدمة للتصدير إلى أوروبا عبر الربط مع اليونان وقبرص.
مزيج الكهرباء في مصر
ترصد بيانات منصة الطاقة حول مزيج الكهرباء في مصر، الاعتماد الكبير على الغاز الطبيعي، وفي الوقت نفسه تتطور مساهمة الطاقة المتجددة.
وتأتي بيانات مزيج الكهرباء على النحو الآتي:
- الغاز الطبيعي: 81.70%
- الطاقة الكهرومائية: 6.18%
- طاقة الرياح: 2.96%
- الطاقة الشمسية: 2.42%
- مصادر أحفورية أخرى: 6.71%
- الوقود الحيوي: 0.04%
كما تُمثل الطاقة الكهرومائية جزءًا مستقرًا من المزيج، وتأتي في مقدمتها محطة السد العالي في أسوان، التي تُنتج نحو 2100 ميغاواط، وسط جهود حالية لرفع هذه القدرة إلى 2400 ميغاواط عبر تطوير التوربينات.
وفي قطاع الطاقة المتجددة، تشهد البلاد طفرة واضحة، إذ ارتفعت قدرة إنتاج الكهرباء في مصر من مصادر متجددة بمقدار 1.05 غيغاواط على أساس سنوي خلال عام 2024، مدفوعةً بنشاط ملحوظ في تنفيذ مشروعات الطاقة الشمسية والرياح.
وأوضحت بيانات حديثة، اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة، أن سعة توليد الكهرباء من مصادر متجددة قفزت إلى 7.75 غيغاواط في عام 2024، مقارنة بـ6.7 غيغاواط في 2023.
وجاء ذلك مدفوعًا بصفة رئيسة من تشغيل مصر خلال عام 2024 محطة لطاقة الرياح في خليج السويس، وأخرى للطاقة الشمسية في محافظة أسوان.
ومن المتوقع أن تشهد هذه السعة قفزات متتالية خلال السنوات المقبلة، مع بدء تشغيل مشروعات رياح ضخمة، يقع العديد منها في صعيد مصر.
ومن أبرز مشروعات الطاقة المتجددة في مصر مجمع "بنبان" للطاقة الشمسية بقدرة 1650 ميغاواط، ومحطة أبيدوس 1 الشمسية بقدرة 500 ميغاواط، إلى جانب مشروعات رياح ضخمة مثل محطة جبل الزيت (580 ميغاواط)، ومشروع رياح البحر الأحمر (650 ميغاواط)، ومحطة "أمونت" في خليج السويس (500 ميغاواط)، التي بدأت التشغيل التجاري في مايو/أيار 2025.
كما دشّنت مصر في يوليو/تموز 2025 أول نظام لتخزين الكهرباء باستعمال البطاريات (BESS) في كوم أمبو بقدرة 300 ميغاواط/ساعة.

القدرة المركبة للكهرباء في مصر
تجاوزت القدرة المركبة للكهرباء في مصر 60 ألف ميغاواط حتى منتصف عام 2025.
وبحسب وزارة الكهرباء المصرية، فإن الحمل الأقصى على الشبكة الوطنية سُجّل، في 13 أغسطس/آب 2025، إذ بلغ نحو 39 ألفًا و800 ميغاواط، مقارنة بـ39 ألفًا و400 ميغاواط في 27 يوليو/تموز، أي بزيادة تُقدَّر بنحو 400 ميغاواط.
بينما كان الطلب الأقصى المسجّل على الكهرباء قد بلغ 36 ألفًا و800 ميغاواط خلال أشهر الذروة الصيفية لعام 2024، بحسب بيانات وزارة الكهرباء المصرية.

وتُرجّح وزارة الكهرباء أن يشهد الطلب ذروته السنوية دومًا في أشهر الصيف، نتيجة الاعتماد الكثيف على أجهزة التكييف، خصوصًا مع تكرار موجات الحر الشديدة.
وتُظهر هذه الأرقام الفجوة بين القدرة المتاحة فعليًا وما يُستعمل فعليًا من إنتاج الكهرباء في مصر، إذ يوجد فائض يُقدّر بنحو 20 ألف ميغاواط، إلا أن هذا الفائض لا يُستغل بالكامل نتيجة قصور في شبكات النقل وضعف منظومة التوزيع، بالإضافة إلى عدم توفر الوقود اللازم لتشغيل المحطات بكامل طاقاتها.
وبينما يبلغ الاستهلاك السنوي للطاقة الكهربائية في مصر نحو 189 تيراواط/ساعة، يُبقي النمو السكاني والاقتصادي المستمر الطلب في حالة تصاعد دائم.
أكبر محطات الكهرباء في مصر
تؤدي أكبر محطات الكهرباء في مصر، دورًا حيويًا في تأمين الإمدادات للمواطنين، خاصةً خلال ذروة الاستهلاك في فصل الصيف.
وتمتلك مصر مجموعة من المحطات التي تُعد من بين الأكبر عالميًا، لا سيما تلك التي نُفّذت ضمن برنامج سريع بالتعاون مع شركات دولية.
وتأتي أكبر محطات الكهرباء في مصر كالتالي:
- محطة بني سويف: بقدرة 4 آلاف و800 ميغاواط، وتعمل بتقنية الدورة المركبة، وتُعد من أكبر المحطات الغازية في العالم.
- محطة البرلس: بطاقة مماثلة تبلغ 4 آلاف و800 ميغاواط، وتُمثل نموذجًا للتكامل بين الكفاءة وسرعة الإنجاز.
- محطة العاصمة الإدارية الجديدة: بطاقة 4 آلاف و800 ميغاواط، تُغطي احتياجات المناطق الحضرية الجديدة شرق القاهرة.
- محطة السد العالي (أسوان): قدرة 2100 ميغاواط، وتُعد رمزًا تاريخيًا للطاقة المائية في مصر.
- مجمع بنبان للطاقة الشمسية: بطاقة إجمالية تبلغ 1650 ميغاواط، ويُعد من أضخم المجمعات الشمسية عالميًا.

الخلاصة..
رغم التوسع الكبير في إنتاج الكهرباء في مصر، تظل شبكات النقل والتوزيع وعدم توافر الوقود التحدي الأكبر أمام تحقيق الاستفادة الكاملة من فائض الإنتاج، لا سيما في ظل ارتفاع معدلات الفقد الفني وتباين كفاءة الشبكات بين المحافظات.
في المقابل، يمثّل هذا التحدي فرصة إستراتيجية لتعزيز الاستثمار في مشروعات التخزين وتحسين البنية التحتية الذكية، بما يُمهّد لزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة خلال السنوات المقبلة.
موضوعات متعلقة..
- إنتاج الكهرباء في مصر وفرص تخفيف الأحمال.. هذه أهم الأرقام (تقرير)
- مصر تنفذ مشروعًا لزيادة إنتاج الكهرباء من السد العالي إلى 2400 ميغاواط (صور)
- محطة طاقة شمسية ضخمة تدعم إنتاج الكهرباء في مصر.. قريبًا
نرشح لكم..
المصدر:





