تقارير التغير المناخيالتغير المناخيرئيسية

تحول الطاقة العالمي يواجه مستقبلًا غامضًا بسبب ترمب

صدمة الأسعار بعد بدء الحرب في أوكرانيا ضغطت على أهداف أوروبا المناخية

حياة حسين

يواجه تحول الطاقة العالمي مستقبلًا غامضًا، لأسباب عديدة، منها ولاية دونالد ترمب الثانية لأميركا، التي تحمل كثيرًا من القرارات المعادية لمثل هذا الاتجاه، في وقت لا تكفي فيه مجهودات الصين، خاصة أنها أقل مما كان قبل عقد من الزمان، وفق كاتب مقالات الطاقة في رويترز رون بوسو.

ويرى الكاتب، في المقال الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة، أنه في ضوء انعقاد قمة المناخ كوب 30 في البرازيل حاليًا، تكون قد مرَّت 10 أعوام على توقيع اتفاقية باريس للمناخ، التي شهدت تغيرات كثيرة، أهمها تضاؤل الاهتمام بالتعاون العالمي في مجال مكافحة تغير المناخ؛ بسبب التنافس الاقتصادي العالمي.

ففي اتفاقية الأمم المتحدة التاريخية لتغير المناخ في كوب 21، والتي عُقِدت عام 2015، أو اتفاقية باريس للمناخ، التزمت 195 دولة بوضع أهداف طموحة للحدّ من الانبعاثات وزيادة الحرارة بمقدار درجتين مئويتين أعلى من مستواها قبل الثورة الصناعية، عُدِّلت في السنوات التالية إلى 1.5 درجة مئوية.

كما زاد استهلاك الطاقة المتجددة عالميًا بمقدار 3 أضعاف خلال العقد الماضي، ونمت الطاقة الشمسية بمفردها بمقدار 7 اضعاف، وفق مراجعة معهد الطاقة لعام 2024.

غير أن الكاتب أشار إلى أن هذا لا يعني تضاؤل استعمال الوقود الأحفوري، إذ استمر في الارتفاع، ولم تتجاوز حصّتا طاقة الرياح والشمس من مزيج الطاقة العالمي 4% و9% على التوالي.

3 مسارات لمجهودات تحول الطاقة العالمي

قال كاتب مقالات الطاقة في رويترز رون بوسي، في مقال منشور اليوم الإثنين 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، إن مجهودات تحول الطاقة العالمي في العقد الأخير انقسمت إلى 3 مسارات، حرّكتها أميركا والصين وأوروبا.

وفي الصين -وهي أكبر مستهلك للطاقة ومُصدر لانبعاثات غازات الدفيئة- اضطرت الدولة إلى استيراد كميات هائلة من الوقود الأحفوري خلال 3 عقود لتعزيز الصناعات والحياة الحضرية ورفع مستوى الطبقة المتوسطة (تعوّل عليها الدول عادةً في دفع النمو الاقتصادي من خلال الاستهلاك).

وكانت التكلفة الباهظة لواردات الطاقة في الصين سببًا في تحركاتها الواسعة نحو تحول الطاقة، والاعتماد على المصادر النظيفة، وفق الكاتب.

ويرى الكاتب أن الصين تقود العالم حاليًا في العديد من التقنيات والمواد والصناعات والأدوات التي تستهدف تحول الطاقة، مثل الطاقة الشمسية والبطاريات والسيارات الكهربائية والمعادن النادرة، ولا ينافسها أحد في ذلك.

كما أنها استحوذت على أكثر من 60% من إجمالي قدرة الطاقة المتجددة المُضافة عالميًا في 2024، وفي نهاية العام نفسه تجاوزت سعة بكين من طاقة الشمس والرياح 1400 غيغاواط، أي قبل 6 سنوات من الهدف المُعلَن سابقًا.

ومع ذلك تواصل الصين توسيع أسطول محطات توليد الكهرباء بالفحم، لكن رئيس البلاد شي جين بينغ، تعهَّد خلال سبتمبر/أيلول الماضي بخفض انبعاثاتها بنسبة تتراوح بين 7% و10% بحلول 2035، لكن هاتين النسبتين أقل من تعهداتها السابقة في اتفاقية باريس للمناخ.

أمة طاقة في أوروبا بعد ارتفاع الأسعار بسبب الحرب في أوكرانيا
محطة وقود في أوروبا - الصورة من بترسون إنستيتيوت فور إيكونومي

انسحاب ترمب من اتفاقية باريس

كان الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ من أوائل قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، عند تولّيه مدة حكمه الثانية في يناير/كانون الثاني 2025.

ورغم أن أميركا قد تعود مجددًا إلى الاتفاقية بعد مغادرة ترمب الحكم، مثلما فعل الرئيس السابق جو بايدن، بعد انسحاب ترمب من الاتفاقية في ولايته الأولى، فإنه يبدو أن موارد البلاد الهائلة من النفط والغاز ستشكّل سياستها المناخية –على الأرجح- لعقود، وفق كاتب المقال في رويترز رون بوسو.

وتزوّد أميركا العالم بخُمس احتياجاته من النفط والغاز المسال حاليًا، رغم إمكاناتها الهائلة في مجال الطاقة المتجددة، لكن مسيرة واشنطن في هذا المجال ستتباطأ خلال السنوات المقبلة، بسبب ترمب، الذي ألغى كل سياسات بايدن الداعمة للطاقة النظيفة.

وتوقَّع الكاتب أن يؤثّر ذلك سلبًا في مستثمري مشروعات الطاقة النظيفة، خوفًا من عدم وضوح السياسات والتشريعات في البلاد، ما يعني تباطؤ تحول الطاقة في أميركا، "وتحول الطاقة العالمي".

كما يرى الكاتب أنّ تحول الطاقة في الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، اللذين يستهدفان تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050، أُصيب بانتكاسة كبيرة؛ بسبب غزو روسيا أوكرانيا وأزمة الطاقة جراء الارتفاعات القياسية للأسعار الناجمة عنها.

وأدت خسارة إمدادات الغاز والنفط الروسية الوفيرة إلى تباطؤ حادّ في النشاط الصناعي، وفي الوقت نفسه تراجعت الحكومات عن بعض سياساتها المناخية الرئيسة، وتكثيف وارداتها من الغاز التي غالبًا ما تأتي من أميركا.

وتسعى أوروبا إلى خفض الاعتماد على واردات الطاقة، مثل الصين، بتكثيف الاستثمار في مشروعات الطاقة النظيفة، لكنها تواجه التكلفة المرتفعة وهيمنة بكين على سلاسل توريد النشاط، ما قد يهدد أمن الطاقة فيها.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

مقال كاتب عمود الطاقة في رويترز رون بوسو بعنوان: مستقبل تحول الطاقة العالمي سيكون ممزقًا ومضطربًا لمدة طويلة

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق