تيسلا تخطط لاستبعاد المكونات الصينية في سياراتها الأميركية (تقرير)
محمد عبد السند
تسعى مصنّعة السيارات الكهربائية الأميركية تيسلا إلى فك الارتباط عن مكونات السيارات صينية الصنع عبر مطالبة مورديها باستبعادها من إنتاج مركباتها في الولايات المتحدة.
وتزيد الشركة المملوكة لرجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك، خلال العامين الماضيين، نسبة المكونات المستوردة من أميركا الشمالية لصالح مصانعها في أميركا بعد تصاعد تهديدات الرسوم الجمركية بين واشنطن وبكين، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وهبطت مبيعات السيارات الكهربائية صينية الصنع، الحاملة لعلامة تيسلا التجارية بنسبة 9.9% لتصل إلى 61 ألفًا و497 وحدة في أكتوبر/تشرين الأول الفائت، مقارنةً بعام سابق، وفق بيانات صادرة عن جمعية سيارات الركاب الصينية في أوائل شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
ويمثل هذا الهبوط في مبيعات الشركة خلال المدة المذكورة انحرافًا عن مسار الصعود الذي مضت فيه خلال سبتمبر/أيلول الماضي حينما ارتفعت مبيعاتها بنسبة 2.8%.
وتواجه تيسلا صعوباتٍ متزايدةً نتيجة تغيير الرسوم الجمركية بين أميركا والصين من حين لآخر بسبب الحرب التجارية الدائرة رحاها بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم؛ ما جعل من الصعب تحديد أسعار ثابتة.
توجه متزايد
عبر مطالبة مورديها باستبعاد المكونات المصنعة في الصين عند إنتاج السيارات الأميركية، تصبح تيسلا أحدث شركة تصنيع سيارات أميركية تحذو هذا الحذو بعد مواطنتها جنرال موتورز، وفق ما أوردته صحيفة "وول ستريت جورنال".
وفي أوائل العام الجاري قررت تيسلا وقف استعمال الموردين الصينيين لمركباتها المصنعة في الولايات المتحدة الأميركية.
واستبدلت مصنعة السيارات الكهربائية الأميركية وموردوها المكونات المصنعة في بلدان أخرى بنظيراتها المصنعة في الصين، وفق التقرير الذي حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخةٍ منه.
وتستهدف الشركة التحول إلى استعمال المكونات الأخرى كافة المنتَجة خارج البلد الآسيوي خلال العام أو العامين المقبلين.
وتعمل تيسلا جاهدةً على خفض اعتمادها على استعمال المكونات وقطع الغيار الصينية المنشأ في السيارات الأميركية الصنع منذ تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".
ومع ذلك سرعت الشركة وتيرة تنفيذ إستراتيجيتها الرامية للتحول من المكونات الصينية هذا العام في أعقاب فرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب تعرفات جمركية مرتفعة على الواردات الصينية، حسب التقرير.

عدم اليقين
يكافح المسؤولون التنفيذيون في تيسلا من عدم اليقين الناتج عن تقلبات التعرفات الجمركية خلال الحرب التجارية الدائرة حاليًا بين أميركا والصين، والتي جعلت من الصعب على الشركة استحداث إستراتيجيات تسعيرة ثابتة.
وخلال الوقت الذي أدت فيه النزاعات بين الصين وهولندا خلال الأسابيع الأخيرة إلى تجدد الخلافات حول إمدادات الرقائق الإلكترونية المستعمَلة في السيارات، تسارعت وتيرة المباحثات مع تيسلا بشأن أهمية تسريع جهودها لتنويع إمداداتها من مكونات السيارات بعيدًا عن الصين.
وتبرز الولايات المتحدة الأميركية أكبر سوق لمصنعة المركبات المنخفضة الانبعاثات، كما تحل الصين في المرتبة الثانية، وفق تفاصيل طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ولدى تيسلا مصنع في شنغهاي –وهي السوق الأكبر لمنتجات الشركة عالميًا- ينتج طرازا 2 و3 -وهما من بين الأشهر والأعلى مبيعًا في أسطول الشركة-.
وخلال الأعوام العديدة الماضية، قال المسؤولون التنفيذيون في الشركة الأميركية إن أكثر من 95% من المكونات المستعمَلة في مصنع شنغهاي تحصل عليها محليًا.
وكانت الشركة قد تعاقدت مع أكثر من 400 مورد محلي من الفئة الأولى في الصين؛ ودمجت ما يزيد على 60 منهم في نظام سلسلة الإمدادات العالمية التابعة لها، حسب تقرير سابق نشره موقع "شنغهاي سيكيوريتيز نيوز" المحلي.
جنرال موتورز على الطريق
إلى جانب تيسلا، تنفذ جنرال موتورز ومقرها مدينة ديترويت بولاية ميشيغان، كذلك إستراتيجية للتحول بعيدًا عن الصين في سلسلة الإمدادات الخاصة بأسطول المركبات التابع لها.
وأصدر المسؤولون التنفيذيون في جنرال موتورز تعليمات للموردين بالبحث عن مصادر بديلة للمواد الخام والمكونات خارج الصين، مع وجود خطط لنقل سلسلة الإمدادات بالكامل بعيدًا عن ثاني أكبر بلد تعدادًا للسكان في العالم، وفق ما نقلته رويترز عن مصادر مطلعة، في 12 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي.
وحددت الشركة عام 2027 مهلةً لبعض الموردين من أجل إنهاء تعاملاتهم مع الصين في هذا الخصوص، حسب التقرير نفسه.
وأصدرت المهلة تلك إلى الموردين في نهاية عام 2024، غير أن تلك الجهود قد اكتسبت أهميةً كبرى في الوقت الراهن مع تصاعد وتيرة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وفق رويترز.
موضوعات متعلقة..
- مبيعات السيارات الكهربائية في أميركا تتراجع بقيادة تيسلا
- حوافز السيارات الكهربائية تُفجّر الخلاف بين ترمب ورئيس تيسلا (مقال)
- نشر سيارات تيسلا ذاتية القيادة.. تأجيل محتمل يقبله "ماسك"
اقرأ أيضًا..
- أدنوك تحصل على موافقة مشروطة لإبرام أكبر صفقة استحواذ في تاريخها
- أكبر طائرة ورقية لتوليد طاقة الرياح في العالم تعمل بـ"أرض لا يملكها أحد"
- نمو قطاع الطاقة الشمسية في أميركا يواجه عقبات.. ما دور مراكز البيانات؟ (تقرير)
المصدر:





