التقاريرتقارير دوريةتقارير منوعةرئيسيةمنوعاتوحدة أبحاث الطاقة

توقعات الطلب على الفحم في سيناريوهين.. احتمالات نموه ليست مستبعدة تمامًا (تقرير)

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

اقرأ في هذا المقال

  • الاقتصادات الناشئة والأسواق النامية تقود نمو الطلب على الفحم منذ عام 2000
  • الطلب على الفحم قد ينخفض بما يتراوح من 8% إلى 20% بحلول 2035
  • أغلب استهلاك الفحم يقع في آسيا والمحيط الهادئ بقيادة الصين والهند
  • الشرق الأوسط المنطقة الأقل طلبًا على الفحم وستظل حتى 2050
  • الطلب على الفحم عالميًا قد يرتفع عكس التوقعات في حالة واحدة

تبدو توقعات الطلب على الفحم في سيناريوهات وكالة الطاقة الدولية متجهة للهبوط على المدى الطويل، مع زيادة القدرة التنافسية لمصادر الطاقة المتجددة والغاز الطبيعي في قطاع الكهرباء.

في هذا السياق، يتوقع سيناريو السياسات الحالية -في تقرير آفاق الطاقة العالمية لعام 2025- انخفاض الطلب العالمي على الفحم بنسبة 8%، ليصل إلى 5.61 مليار طن مكافئ سنويًا عام 2035.

كما تشير توقعات الطلب على الفحم في هذا السيناريو إلى أنه سيواصل الانخفاض على المدى الطويل ليصل إلى 4.72 مليار طن مكافئ بحلول عام 2050، بانخفاض 22% عن مستواها عام 2024.

بينما يشير سيناريو السياسات المعلنة إلى أن الطلب سينخفض بمعدلات أكبر (20%) بحلول عام 2035، و46% بحلول عام 2050، ليصل الإجمالي إلى 4.9 مليارًا، و3.2 مليار طن مكافئ على التوالي، بحسب ما اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

ويعتمد سيناريو السياسات الحالية (CPS) على قراءة ضيقة للسياسات المعتمدة في التشريعات واللوائح المطبقة حول العالم فقط، وهو سيناريو يميل إلى توقع نمو أبطأ في معدلات تبني التقنيات الجديدة مقارنة بالسنوات الأخيرة أو بما يرد في السيناريوهات الأخرى، ما سيؤدي إلى استمرار نمو الطلب على أغلب مصادر الوقود الأحفوري على المدى الطويل.

أما سيناريو السياسات المعلنة (STEPS) فيعتمد على قراءة أوسع لمشهد السياسات، مع مراعاة السياسات التي طرحت رسميًا ولم تعتمد بعد، بالإضافة إلى الخطط الرسمية الأخرى التي تنص على أهداف طموحة في تحول الطاقة.

ورغم ذلك لا يفترض هذا السيناريو تحقيق هذه الأهداف الطموحة، وإن كان يتوقع نمو التقنيات الجديدة أسرع من السياسات الحالية، بحسب تفاصيل منهجية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

توقعات الطلب على الفحم لا تستبعد النمو

تميل توقعات الطلب على الفحم -حسب السيناريوهَيْن- إلى الانخفاض، ورغم ذلك، فإن احتمالات نمو الطلب ليست مستبعدة تمامًا خلال العقود المقبلة، بحسب تقديرات وكالة الطاقة.

وتتعارض احتمالات نمو الطلب بصفة عامة، مع اتجاهَيْن هيكليَيْن حاسمَيْن شهدهما العالم خلال السنوات الأخيرة، وهما صعود مصادر الطاقة المتجددة، وتحول الصين بعيدًا عن نموذج النمو الاقتصادي وتطوير البنية التحتية المعتمد على الفحم بصورة رئيسة.

ورغم ذلك ترى وكالة الطاقة أن الطلب العالمي على الفحم قد ينمو إذا حدثت 3 عوامل مجتمعة، وهي: توقف مسار التوسع في الطاقة المتجددة، وتسارع نمو الطلب على الكهرباء، وضعف التقدم المحرز في تعزيز كفاءة الطاقة.

ويتوقع سيناريو السياسات الحالية نمو القدرة التوليدية العالمية من طاقة الرياح والطاقة الشمسية بنحو 1000 تيراواط/ساعة سنويًا خلال المدة من 2024 إلى 2035، لكن الإضافات الفعلية للقدرة لم تتجاوز 650 تيراواط/ساعة خلال عام 2024.

وإذا استمر هذا المستوى حتى عام 2035، فسيؤدي إلى نمو الطلب العالمي على الفحم بمقدار 450 مليون طن مكافئ، استنادًا إلى مزيج الكهرباء العالمي الحالي.

كما قد تقيّد الاعتبارات الاجتماعية والسياسية الأخرى عمليات التحول عن الفحم على المدى الطويل، وقد تكون أكثر أهمية من اقتصادات توليد الكهرباء في تحديد معدل التحول وسرعته، إذ يمكن لخفض إنتاجه أن يؤثر بشدة في المجتمعات المعتمدة على الفحم بصورة كبيرة، فضلًا عن ملايين الوظائف المفقودة.

تطورات الطلب في الاقتصادات الناشئة والمتقدمة

كان الفحم أسرع أنواع الوقود الأحفوري نموًا في مزيج الطاقة العالمي منذ عام 2000، حيث تضاعف الطلب عليه منذ ذلك الحين، ليصل إلى مستوى قياسي بلغ 6.09 مليار طن مكافئ عام 2024.

وجاء هذا النمو بصورة رئيسة من قطاع الكهرباء في الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية خاصة الصين والهند، أكبر دولتين من حيث السكان في العالم.

وشكّل الفحم قرابة 57% من مزيج إنتاج الكهرباء في الصين خلال عام 2024، في حين شكّل 75% من المزيج في الهند، بحسب البيانات الموضحة في الرسم الآتي من إعداد وحدة أبحاث الطاقة:

مزيج الكهرباء في الهند بين عامي 2023 و2024

على الجانب الآخر، انخفض الطلب في الاقتصادات المتقدمة بنسبة 40% منذ عام 2015، ويتوقع انخفاضه بنسبة 35% أخرى بحلول عام 2035، مدفوعًا بخطط إخراج محطات الكهرباء العاملة بالفحم من الخدمة تدريجيًا.

وتشير توقعات الطلب على الفحم في سيناريو السياسات الحالية للوكالة الدولية إلى أنه قد يصل إلى ذروته قبل عام 2030، قبل أن ينخفض تدريجيًا بحلول عام 2035، مدفوعًا بتراجع الطلب في قطاع الكهرباء بمقدار 315 مليون طن مكافئ.

ويمثّل قطاع الكهرباء -حاليًا- ثلثي استهلاك الفحم عالميًا، لكن مصادر الطاقة المتجددة صارت تنافسية بشدة في هذا القطاع، وسط توقعات بأن تلبي هذه المصادر 85% من نمو الطلب العالمي على الكهرباء بحلول 2035، ما سينعكس على انخفاض حصة الوقود الموصوم بيئيًا.

توقعات الطلب على الفحم بالمناطق 2035

تشير توقعات الطلب على الفحم -في سيناريو السياسات الحالية- إلى أن آسيا والمحيط الهادئ ستظل المنطقة المهيمنة على معادلات الطلب العالمي.

ورغم ذلك، فإن الطلب في المنطقة سينخفض إلى 4.81 مليار طن مكافئ بحلول عام 2035، مقارنة بنحو 5.05 مليار طن عام 2024.

على الجانب الآخر، يتوقع انخفاض الطلب في أميركا الشمالية -ثاني أكبر المناطق طلبًا- إلى 226 مليون طن مكافئ بحلول عام 2035، مقارنة بنحو 305 ملايين في 2024.

كما يرجح انخفاض الطلب في أوروبا إلى 171 مليون طن مكافئ بحلول 2035، مقارنة بنحو 268 مليونًا في عام 2024، بقيادة الاتحاد الأوروبي في إطار السياسات الحالية التي تستهدف التخلص التدريجي من قدرة الفحم العاملة في قطاع الكهرباء.

ولا يشكّل الفحم -حاليًا- سوى 9.8% من مزيج توليد الكهرباء في الاتحاد الأوروبي، بحسب بيانات وحدة أبحاث الطاقة الموضحة في الرسم البياني الآتي:

مزيج الكهرباء في الاتحاد الأوروبي

وتشير توقعات الطلب على الفحم من الناحية الأخرى، إلى أن استهلاك أوراسيا سينخفض -أيضًا- إلى 228 مليون طن مكافئ في عام 2035، مقارنة بنحو 266 مليونًا في 2024.

كما سينخفض في أفريقيا إلى 128 مليون طن مكافئ بحلول عام 2035، مقارنة بنحو 153 مليونًا في عام 2024، في حين سيستقر في أميركا الوسطى والجنوبية عند 41 مليونًا خلال المدة.

أما الشرق الأوسط فسيظل أقل المناطق طلبًا على الفحم في العالم من حيث القيمة المطلقة التي لم تتجاوز 7 ملايين طن مكافئ في 2024، لكن سيناريو السياسات الحالية يتوقع ارتفاع الطلب في المنطقة إلى 9 ملايين طن بحلول عام 2035، مع استقراره عند هذا الحد حتى عام 2050.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

توقعات الطلب على الفحم بحلول 2050، من وكالة الطاقة الدولية.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق