قال مدير عام شركة تسويق النفط العراقية "سومو" علي نزار الشطري، إن إعلان القوة القاهرة في حقل غرب القرنة 2 مخالف للقانون؛ لأنه جاء من طرف واحد، وهو شركة لوك أويل الروسية.
وأوضح نزار، في تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، اليوم السبت 15 نوفمبر/تشرين الثاني (2025)، أن عملية إعلان القوة القاهرة في الحقل تهز إنتاج البلاد من النفط؛ إلا أن وزارة النفط العراقية لها إجراءاتها.
ولفت إلى أن الوزارة، وهي أحد أطراف العلاقة مع الشركة الروسية، لم تعلن حالة القوة القاهرة حتى الآن، وبالتالي فإن إعلان هذه الحالة ليس عامل حاسم نهائي، مع العلم أن العقوبات تدخل حيز التنفيذ بنهاية الشهر الجاري وليس قبل ذلك، حسب تصريحات لـ"تلفزيون العراق 24".
وفرضت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب عقوبات على شركتي النفط الروسيتين "لوك أويل" و"روسنفط"، بما أثر في أداء الأولى ودفعها إلى وقف بعض عملياتها العالمية؛ إذ أعلنت حالة القوة القاهرة بحقل غرب القرنة 2، في ضربة لإنتاج أحد أكبر الحقول النفطية عالميًا.
انسحاب لوك أويل من حقل غرب القرنة 2
أشار مدير عام شركة تسويق النفط العراقية "سومو" المهندس علي نزار الشطري، إلى أن إحدى شركات النفط الوطنية ربما تحل بديلًا لانسحاب لوك أويل من حقل غرب القرنة 2، كما قد يكون البديل واحدة من الشركات العالمية العاملة داخل العراق في الوقت الحالي.
وأوضح أن العقوبات التي أعلنتها وزارة الخزانة الأميركية على شركة لوك أويل الروسية، وضعتها في موقف العاجز عن إجراء أي معاملات مالية؛ فهي لن تستطيع التعامل بالدولار الأميركي، ومن يتعاملون معها لن يتمكنوا من تسديد مستحقاتها، سواء بالنفط الخام أو الدفع النقدي.
وعلى هذا الأساس، وفق الشطري، لا يمكن استكمال التعامل بين وزارة النفط العراقية وشركة لوك أويل الروسية بموجب العقود الموقعة معها، على الرغم من أن وجودها بحقل غرب القرنة 2 موثق وشفاف، وأدى بالفعل إلى زيادة الإنتاج.

وأوضح علي نزار الشطري أن لوك أويل الروسية لم تهتم بالإنتاج فقط داخل حقل غرب القرنة 2، ولكنها -مثلها مثل باقي الشركات العالمية العاملة في العراق- اهتمت بتدريب الكوادر الوطنية العاملة في الحقول التي تعمل بها.
وأضاف: "لن تكون هناك أي مصلحة لوزارة النفط العراقية في إلغاء العقد مع لوك أويل أو التراجع عنه، لكن العقوبات الأميركية الأخيرة كانت السبب في ألا تتعامل الشركة الروسية مع أي جهة أخرى".
وردًا على سؤال حول إمكان تعرض باقي الشركات "الروسية والصينية" العاملة داخل العراق لعقوبات مماثلة، قال الشطري إن بغداد سعت ونجحت في تنويع جنسيات الشركات العاملة على أراضيها، من خلال مساعٍ متعددة لاستقطاب كبريات الشركات العالمية، ومنها شركات أميركية.
وكانت مصادر قد أوضحت، في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة، أن العراق لم يحسم مصير حصة لوك أويل الروسية في حقل غرب القرنة 2؛ إذ إن الدولة قد تشتري 40 إلى 50% فقط من حصة الشركة البالغة 75%.
#عاجل
مصادر لـ"الطاقة":
العراق لم يحسم مصير حصة لوك أويل الروسية في حقل غرب القرنة 2- الدولة قد تشتري 40 إلى 50% فقط من حصة الشركة البالغة 75%#العراق #روسيا #الطاقة pic.twitter.com/uB1tNvMNXO
— Attaqa Breaking News عاجل الطاقة (@Attaqa0) November 13, 2025
ولفتت إلى أن حجم صادرات الحقل يتراوح بين 450 و500 ألف برميل يوميًا؛ لذلك فإن دخول القرار حيز التنفيذ رسميًا، من شأنه أن يوقف الإنتاج، ومن ثم فإنه سيؤدي إلى انخفاض حجم صادرات النفط العراقي.
ويُنتج حقل غرب القرنة 2 نحو 480 ألف برميل يوميًا، من مكمنَي المشرف واليمامة، إذ ينتج المشرف نحو 450 ألف برميل، في حين ينتج اليمامة 30 ألف برميل، ويُقدَّر أن مكمن المشرف يمثّل -منفردًا- نحو 10% من إنتاج النفط العراقي.
يشار إلى أن حقل غرب القرنة 2 من أكبر حقول النفط في العراق والعالم، وتسهم طاقته الإنتاجية في تعزيز مكانة بغداد داخل سوق النفط العالمية، وتعلق عليه الدولة آمالًا كبيرة لتحقيق هدف إنتاج 8 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2027.
وبحسب المصادر، فإن إجمالي الإيرادات المتراكمة من إنتاج الحقل منذ بدء تشغيله تجاوز حاجز الـ40 مليار دولار، وهو الرقم الذي عطّل انسحاب لوك أويل من حقل غرب القرنة 2 في عام 2021، ودفعها إلى توقيع اتفاقية تكميلية لتطويره حتى عام 2045.
معلومات عن حقل غرب القرنة 2
خرج حقل غرب القرنة 2 إلى النور للمرة الأولى في عام 1973، وتمتلك -حتى الآن- شركة لوك أويل الروسية نسبة 75% منه، كما تمتلك شركة نفط البصرة نسبة 25% وفق شروط تعاقدية تضمن لها نصيبًا من الأرباح دون تحمّل أي من تكاليف التشغيل.
وظل الحقل 23 عامًا دون تطوير، قبل أن يبدأ العمل فيه عام 1997، ثم توقف بسبب العقوبات الغربية على العراق في عام 2002، قبل أن يستأنف نشاطه في عام 2009، بعد توقيع اتفاق التطوير مع لوك أويل وستيت أويل النرويجية.
ثم وُقعت اتفاقية تطوير وإنتاج مدّتها 20 عامًا في عام 2010، بين الأطراف الـ3، مع إمكان التمديد حتى عام 2035، قبل أن تنسحب الشركة النرويجية عام 2012، وتنقل حصتها إلى لوك أويل لتصبح المشغّل الرئيس للحقل، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

بعد ذلك، شهد شهر يناير/كانون الثاني 2013، توقيع اتفاقية أخرى لتطوير حقل غرب القرنة 2 لزيادة طاقته الإنتاجية إلى 1.2 مليون برميل يوميًا، مع تمديد العقد 25 عامًا، لتأمين استقرار طويل الأمد في عمليات الإنتاج.
وتبلغ احتياطيات الحقل العملاق، نحو 14 مليار برميل من النفط القابل للاستخراج، والتي يتركز أكثر من 90% منها بمكمني المشرف واليمامة، وهما الأكثر إنتاجًا في العراق، في حين تسعى الحكومة لتعزيز بنيته التحتية، من خلال تحديث أنظمة الضخ وتوسعة منشآت التخزين.
يُشار إلى أن حقل غرب القرنة 2 يمثل جزءًا مهمًا من إستراتيجية العراق لزيادة صادراته النفطية ورفع الإيرادات، خلال وقت تتزايد فيه التحديات المرتبطة بالعقوبات والتقلبات الجيوسياسية عالميًا.
موضوعات متعلقة..
- حقل غرب القرنة 2.. عملاق عراقي باحتياطيات 14 مليار برميل نفط
- صادرات النفط الروسي في مواجهة عقوبات ترمب.. لوك أويل وروسنفط أحدث الضحايا (مقال)
- مسؤول: آلية عادلة لإعادة تقييم إنتاج النفط العراقي ودول أوبك+
اقرأ أيضًا..
- مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في الربع الثالث (ملف خاص)
- خريطة توقعات الطلب العالمي على الكهرباء بالقطاعات حتى 2050
- واردات الإمارات من الألواح الشمسية الصينية تقفز 88%





