رئيسيةتقارير منوعةمنوعات

شركة ليثيوم تحظى بدعم إدارة ترمب لبدء الإنتاج في أركنساس

محمد عبد السند

تحظى شركة ليثيوم بدعم الإدارة الأميركية في سباقها مع مواطنتها إكسون موبيل لبدء إنتاج المعدن الحيوي في ولاية أركنساس التي تحوي أحد أكبر موارد المعدن الحيوي غير المستغلة في أميركا الشمالية.

وقالت شركة ستاندارد ليثيوم (Standard Lithium) إن إدارة ترمب تواصل تمويلها خلال مدة الغلق الحكومي، مؤكدةً أن التمويلات تلك لا تتطلب حصة في الأسهم، على عَكْس الصفقات المبرَمة مع مطوري الليثيوم الآخرين.

وتتوقع الشركة أن تتضاعف أسعار الليثيوم من مستوياتها المنخفضة حاليًا، لتصل إلى 22 ألف دولار للطن المتري خلال عُمْر المشروع المخطط له في أركنساس والبالغ 20 عامًا؛ ما سيمكنها من تحقيق هوامش أرباح مرضية.

ووصلت الشركة إلى المراحل النهائية من المباحثات مع بنوك عدة وحكومات أجنبية بشأن منحها قروض بقيمة مليار دولار لتمويل المشروع، وفق تفاصيل طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

تصويت الثقة

تسعى "ستاندارد ليثيوم" عبر الدعم المالي الذي تتلقاه من إدارة ترمب لأن تصبح أول شركة ليثيوم تنتِج المعدن في أركنساس؛ في وقت تواجه فيه منافسة شرسة من "إكسون موبيل" التي تتطلع إلى الهدف ذاته، وفق رويترز.

ويُعد تصويت الثقة من قِبل أطراف متعددة في الإدارة الأميركية من بين الأقوى في واشنطن على الإطلاق لأي شركة ليثيوم، كما أنه يعكس أريحية متزايدة إزاء تقنية استخراج الليثيوم مباشرةً التي لم تَثبُت جدواها بَعْد.

وتستخلص تقنية استخراج الليثيوم مباشرةً المعدن من المحاليل الملحية الجوفية باستعمال مرشحات متطورة أو مواد كيميائية؛ وتعمل التقنية تلك بشكل أسرع بكثير من برك التبخير التقليدية؛ كما تحتاج إلى كميات أقل من المياه والأرض، مقارنةً بنظيرتها التقليدية.

وبينما تحظى "ستاندارد ليثيوم" بدعم أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي ووزارة الطاقة ومسؤولي مكتب التصاريح الفيدرالي هذا العام، يدرس حلفاء الولايات المتحدة تمويل الشركة عبر الديون.

وتعمل الشركة على تطوير مشروع استخراج الليثيوم مباشرةً منذ أكثر من 7 سنوات، في حين كشفت "إكسون موبيل" خلال عام 2023 عن نيتها ضخ استثمارات بقيمة 100 مليون دولار في أركنساس بهدف الهيمنة على صناعة الليثيوم في الولاية.

إنتاج الليثيوم من المحاليل الملحية
إنتاج الليثيوم من المحاليل الملحية - الصورة من General Kinematics

أسعار الليثيوم

تسجل أسعار الليثيوم انخفاضًا ملحوظًا في الأشهر الأخيرة؛ ما دفع "إكسون موبيل" إلى تأجيل خططها في الصناعة بواقع عام على الأقل.

كما حذت "ستاندرد ليثيوم" الحذو نفسه، غير أنها تستهدف تسريع وتيرة تنفيذ مشروعها في أركنساس، الذي يمتد على مساحة تصل إلى 30 فدانًا.

وشهدت مسيرة الشركة تغيرًا كليًا منذ عام 2002 حينما استُهدِفت أسهمها من قِبل مستثمر في عمليات البيع على المكشوف، شكك في جدوى تقنية استخراج الليثيوم مباشرة التي تتبعها الشركة.

وأدى هذا إلى انهيار أسهم "ستاندرد ليثيوم" بنسبة 30% في 24 ساعة، وفق أرقام رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وسرعان ما اكتسبت تلك المزاعم زخمًا كبيرًا؛ إذ لم تنجح أي تقنية استخراج ليثيوم مباشرة لأي شركة منذ ذلك الحين على نطاق تجاري؛ ما أثار قلق المستثمرين في الصناعة.

استجابة مباشرة

سرعان ما استجابت الشركة إلى ردود الفعل المشككة في تقنيتها عبر تغيير إستراتيجيتها؛ إذ تخطط حاليًا لاستخراج الليثيوم باستعمال عملية طورتها شركة كوتش إندستريز (Koch Industries) عبر استعمال نوع مختلف من مادة ماصة.

وصارت "كوتش إنداستريز" أكبر مساهم في "ستاندارد ليثيوم"؛ وعينت الأخيرة مسؤولين تنفيذيين جديدين؛ كما اختارت شركة الطاقة النرويجية "إكوينور" شريكًا في مشروعها المخطط له في أركنساس، والبالغة قيمته 1.45 مليار دولار.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "ستاندارد ليثيوم" ديفيد بارك: "نحن نمر حاليًا بنقطة تحول؛ ولدينا إيمان راسخ بجدوى تقنية استخراج الليثيوم مباشرة".

وفي الشهر الماضي قال 3 من أعضاء مجلس الشيوخ إن الشركة الواقع مقرها في فانكوفر "تمتلك تقنية استخراج الليثيوم مباشرة الوحيدة إضافةً إلى فريق العمل، في الولايات المتحدة".

وأضافوا: "وجود إمدادات ليثيوم محلية مرنة سيحمي جيشنا من الاضطرابات الحاصلة في سلاسل الإمدادات العالمية، والتوترات الجيوسياسية والتهديدات الخارجية الأخرى".

موقع عمل تابع لشركة ستاندارد ليثيوم
موقع عمل تابع لشركة ستاندرد ليثيوم – الصورة من موقعها الرسمي

خطط الإنتاج

تقع أركنساس جغرافيًا فوق سماكوفر (Smackover)، وهو تكوين جيولوجي جوفي يمتد من فلوريدا إلى تكساس، مليء بمحاليل ملحية يحوي ما يزيد على 5 ملايين طن متري من الليثيوم، وفقًا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.

ويُعدّ استعمال الليثيوم المذاب ضروريًا لإزالة هذا المعدن.

وفي شهر يناير/كانون الثاني حصلت "ستاندارد ليثيوم" من وزارة الطاقة الأميركية على منحة قدرها 225 مليون دولار لمساعدتها في معالجة الليثيوم من تكوين "سماكوفر" تمهيدًا لاستعماله في تصنيع البطاريات.

وتتطلب المنحة من الشركة الخضوع لعملية مراجعة فيدرالية مطولة للتراخيص، علمًا بأنه من المتوقع بدء أول إنتاج من المشروع في عام 2028.

وفي شهر أبريل/نيسان الماضي، وضع الرئيس دونالد ترمب الشركة على قائمة التصاريح العاجلة بهدف تسريع عملية المراجعة المذكورة.

وقالت المديرة التنفيذية لمجلس التصاريح إيميلي دومينيك: "يمكننا التأكد من أن ستاندرد ليثيوم ملتزمة بالعملية برمتها"، في تصريحات أدلت بها إلى رويترز.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق