سلايدر الرئيسيةتقارير النفطنفط

رؤية وزير الطاقة السعودي تتحقق.. سيناريو وكالة الطاقة الدولية في الـ"لا لا لاند"

بعد 4 سنوات من تحذيراته

دينا قدري

بعد مرور 4 سنوات، ثبُتت صحة موقف وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، بشأن سيناريو وكالة الطاقة الدولية الخاص بخريطة الطريق نحو الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

وكان وزير الطاقة قد انتقد -في يونيو/حزيران 2021- التقرير الصادر عن وكالة الطاقة الدولية الذي طالب بضرورة التوقف الفوري عن الاستثمارات الجديدة للنفط والغاز، بهدف تحقيق الحياد الكربوني".

ووصف الوزير، حينها، هذا التقرير بأنه "استكمال لسيناريو فيلم لا لا لاند"، نظرًا إلى أنه بعيد تمامًا عن الواقع، ولا يستند إلى بيانات حقيقية.

واليوم، غيّرت وكالة الطاقة الدولية موقفها بصورة كاملة؛ إذ كشفت -في أحدث تقاريرها- أن الطلب العالمي على النفط والغاز قد يواصل صعوده حتى عام 2050 على الأقل، وأقرّت بأن العالم يسير بخطى أبطأ نحو تحول الطاقة.

تصريحات وزير الطاقة السعودي

أعاد تقرير وكالة الطاقة الدولية -الصادر اليوم الأربعاء (12 نوفمبر/تشرين الثاني 2025)- إلى الأذهان تصريحات وزير الطاقة السعودي، بشأن سيناريو الحياد الكربوني الصادر عن وكالة الطاقة الدولية.

ففي 1 يونيو/حزيران 2021، توجهت إحدى الصحفيات بسؤال إلى الوزير عقب اجتماع لتحالف أوبك+، عن رأيه في مطالبة وكالة الطاقة الدولية بوقف الاستثمارات في مشروعات النفط والغاز من أجل الوصول إلى الحياد الكربوني.

ورد حينها الأمير عبدالعزيز بن سلمان: "ما زلت أرى أن هذا السيناريو هو استكمال لفيلم لا لا لاند.. فلماذا يجب عليّ أخذه على محمل الجد؟".
وظل وزير الطاقة متمسكًا برأيه، رغم تعرضه إلى العديد من الانتقادات؛ وهو ما أكده في عدة مناسبات دولية.

ومؤخرًا، أعاد الأمير عبدالعزيز تأكيد موقفه في ندوة أوبك الدولية التاسعة، التي عُقدت خلال يوليو/تموز 2025، بالعاصمة النمساوية فيينا، بعنوان "رسم المسارات معًا: مستقبل الطاقة العالمية".

وأشار الوزير إلى أنه كان يتعيّن عليه أن يعبر عن هذا الرأي الذي يصف سيناريو الحياد الكربوني، وما تتضمنه من تراجع حاد وغير واقعي في استهلاك النفط والغاز، بسيناريو "لا لا لاند" (أرض الأحلام).

وقال وزير الطاقة السعودي في افتتاح الندوة: "كان يتعيّن عليّ أن أحذر من أنه إذا واصلنا هذا المسار غير الواقعي، فإن العالم سينزلق إلى أزمة طاقة".

وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان
وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، في أثناء كلمته بافتتاح ندوة أوبك التاسعة - الصورة من موقع أوبك

الطلب على النفط

وفق تقرير وكالة الطاقة الدولية الصادر اليوم، يشير سيناريو السياسات الحالية إلى أن الطلب على النفط سيرتفع من 100 مليون برميل يوميًا في 2024 إلى 105 ملايين بحلول 2035، ثم إلى 113 مليونًا في 2050، أي بمتوسط زيادة سنوية 0.5 مليون برميل يوميًا.

وبذلك، باتت توقعات وكالة الطاقة الدولية تتقارب مع توقعات منظمة أوبك، التي رجّحت ارتفاع الطلب إلى 122.9 مليون برميل يوميًا بحلول 2050، بحسب ما أكدته وحدة أبحاث الطاقة المتخصصة في تقريرها.

ومن جانبه، أشاد أمين عام أوبك هيثم الغيص بهذا التغيير في توقعات وكالة الطاقة الدولية، بشأن ذروة الطلب على النفط؛ وهو ما ينفي روايات النهاية الوشيكة لعصر الوقود الأحفوري.

وأشار الغيص إلى أن هوس محللي قطاع الطاقة بـ"الذروات"، سواءً في العرض أو الطلب، حالَ دون إجراء تحليلات سليمة ووضع سياسات فعّالة، وتنمية مناخ استثماري جاذب.

ويرى أمين عام أوبك أن "النظرة إلى الذروة" وميل وكالة الطاقة الدولية (في وقت سابق) إلى إعلان ذروات وشيكة في كل فرصة، ليسا أكثر من مجرد شعار أو عنوان رئيس، لا يقدّمان أيّ قيمة بصفتها إطار عمل لتحليل مسارات الطاقة المستقبلية.

وقال الغيص: "نأمل أن يمثّل تقرير آفاق الطاقة العالمية الصادر عن وكالة الطاقة الدولية عودة إلى التحليل المبني على حقائق الطاقة، وأن نكون قد تجاوزنا ذروة المفهوم الخاطئ لذروة النفط".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. تقرير وكالة الطاقة الدولية بشأن ذروة الطلب على النفط، من وحدة أبحاث الطاقة
  2. مقال أمين عام أوبك بشأن تغير توقعات وكالة الطاقة الدولية، من موقع أوبك
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق