انطلاق قمة المناخ كوب 30 وسط انتقادات لقرار التنقيب في حوض الأمازون
يهدد المجتمعات الأصلية في البرازيل
حياة حسين
انطلقت قمة المناخ كوب 30 في البرازيل اليوم الإثنين 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، في حين ما تزال موافقة الدولة المستضيفة على التنقيب عن النفط في حوض الأمازون تشعل الانتقادات العالمية والمحلية.
وخلال الجلسة الافتتاحية للقمّة (ما قبل القمة الفعلية)، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حدّد نائب الرئيس البرازيلي جيرالدو ألكمين أسس تحريك المفاوضات في بيليم.
وقال ألكمين: "قمة المناخ كوب 30 في البرازيل وضعت 3 أهداف رئيسة، هي: تعزيز التعددية ونظام تغير المناخ في إطار اتفاقية الأمم المتحدة، وربط نظام المناخ بالحياة الواقعية للناس، وتسريع تنفيذ اتفاقية باريس للمناخ".
وأضاف: "يجب أن يكون التعاون بين الدول موجهًا لمفاوضات قمة المناخ كوب 30، وأن تركّز الإسهامات الوطنية المحددة بموجب اتفاقية باريس للمناخ بتحقيق هدف زيادة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية أعلى من مستواها قبل الثورة الصناعية، وحدوث ذلك يعني أن الدول ملتزمة بتحقيق أهدافها المناخية".
واستعرض ألكين في الجلسة الافتتاحية ما قبل القمة، التي من المتوقع أن يحضرها 60 ألف مشارك، خريطة تحديث البرازيل للإسهامات الوطنية، التي كشفت عن تحركات مهمة في سبيل خفض انبعاثات غازات الدفيئة، لكن هذا لم يشفع للدولة المستضيفة لدى المنتقدين لقرار التنقيب عن النفط في حوض الأمازون، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة.
اختبار مهم للبرازيل في قمة المناخ كوب 30
تواجه البرازيل اختبارًا حاسمًا باستضافة قمة المناخ كوب 30، فهل ستكرر أخطاء الماضي في مجال استخراج النفط أم ستقود العالم نحو تحول عادل في مجال الطاقة؟، سؤال طرحه باحثان برازيليان.
الباحثان هما البرازيلية في مركز أبحاث حقوق الإنسان مارينا نوفايس، ومستشار الدفاع عن الحقوق الاجتماعية والبيئية في منظمة كونيكتاس لحقوق الإنسان تاليس ماتشادو، اللذان كتبا مقالًا عن القمة على الموقع الإلكتروني للمركز.
ومنح المعهد البرازيلي للمحيطات والغلاف الجوي (إيباما) تفويضًا لاستكشاف النفط في مصب نهر الأمازون خلال 2025، وبعد ضغوط مارسها الرئيس لويس لولا دا سيلفا.
وخلال منتدى الأمم المتحدة الإقليمي حول الأعمال التجارية وحقوق الإنسان، الذي عُقد في ساو باولو في أبريل/نيسان 2025، نددت أكثر من 30 منظمة من منظمات المجتمع المدني بمخاطر تنفيذ مشروعات الطاقة والتعدين واسعة النطاق.
ويرى الباحثان أن قمة المناخ كوب 30 ستكون اختبارًا لمصداقية ساسة البرازيل، إذ إن المشكلة لا تكمن في تحقيق تحول الطاقة فحسب، بل في أن يكون عادلًا أيضًا.
وتحتوي غابات الأمازون المطيرة على ما يقارب خُمس احتياطيات النفط والغاز الطبيعي المكتشفة حديثًا في العالم؛ لذلك يُنظر إليها على أنها واعدة في مجال الإنتاج، وكون الغابات تحتلّ 40% من مساحة البرازيل، فهذا الأمر يسيل لعاب الساسة.
وحصلت "بتروبراس" -شركة النفط المملوكة للدولة- على موافقة الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا لبدء الحفر في المنطقة التي تُعرَف باسم "الهامش الاستوائي"، رغم تحذيرات الخبراء من المخاطر التي تُهدد الغابات المطيرة والمجتمعات التقليدية التي تتخذها موطنًا لها، إضافة إلى مخاطر زيادة اعتماد البلاد على الوقود الأحفوري.
وفي شهر أبريل/نيسان 2025، أثار مشروع بتروبراس في غابات الأمازون أكبر المدافعين عن تلك الغابات، وهو راوني ميتوكتيري، الذي حثّ الحكومة على عدم استكشاف النفط في المنطقة، بسبب التأثير السلبي لذلك في السكان الأصليين.
جاء ذلك خلال أكبر تجمع للسكان الأصليين المسمى "أكامبامينتو تيرا ليفري".

تسرب النفط
قال المدير التنفيذي لمعهد "أرايارا" جوليانو بوينو دي أراوجو، إن فتح الباب للتنقيب عن النفط في غابات الأمازون، في الدولة المُستضيفة لقمّة المناخ كوب 30، يعرّض المنطقة للمخاطر، وأكثرها إلحاحًا هو الانسكابات وتسرب النفط، الذي يُصعِّب معالجتَهما بُعد المنطقة.
وأضاف أن تهديدات مباشرة أخرى تواجهها المنطقة، مثل: الضوضاء الزلزالية، وزيادة حركة السفن؛ ما يؤثّر في كل من مصائد الأسماك والحياة البرية البحرية، ما قد يؤدي إلى صراعات إقليمية مع المجتمعات المحلية.
ويردّ المنتقدون على مبررات شركة بتروبراس للتنقيب عن النفط في حوض الأمازون، التي ترى أن هذا الأمر سيولّد إيرادات تساعدها في تمويل تحول الطاقة، بأنه "لن يؤدي إلّا إلى تعميق الاعتماد على الوقود الأحفوري وتحويل الموارد والاستثمارات بعيدًا عن مصادر الطاقة المتجددة".
ويأتي ذلك رغم إصرار البرازيل على استضافة قمة المناخ كوب 30 في مدينة بيليم، التي تقع في غابات الأمازون، بخطوة رمزية تُبرز الدور المحوري للأمازون في حماية التنوع البيولوجي العالمي ومناخ الكوكب.
وقال الباحث في المعهد الفرنسي لبحوث التنمية جان كارلو إسبينوزا، إن غابات الأمازون هي كنز دفين للتنوع البيولوجي، مساحتها 6.9 مليون كيلومتر مربع تمتد في 9 دول، وتُؤوي أكثر من 34 مليون شخص يعتمدون على موارده الطبيعية.
موضوعات متعلقة..
- قمة المناخ كوب 30 في البرازيل.. 5 أسئلة وأجوبة قبل انطلاقها
-
استضافة كوب 30 في "غابات الأمازون" يثير مخاوف.. هل تشتت الانتباه عن هدف القمة؟ (تقرير)
-
الطريق إلى كوب 30 يلتهم 100 ألف شجرة من غابات الأمازون.. مفارقة ساخرة
اقرا أيضًا..
- إنتاج الكهرباء في لبنان.. أزمة مزمنة تعزز طموحات الطاقة الشمسية
-
متى يستورد العراق أول شحنة غاز مسال؟.. ومصير الاتفاق القطري (خاص)
المصادر:
1- البرازيل تستضيف قمة المناخ كوب 30.. لماذا لا تزال تبحث عن النفط، من ثينك لاندسكيب
2- بين بيليم وبرازيليا.. كوب 30 يبحث عن تحويل الكلمات إلى أفعال، من بزنس هيومن رايتس أورغ





