إنتاج حقل غرب القرنة 2 العراقي قد يتوقف خلال ساعات.. تفاصيل من 3 مصادر
خاص- الطاقة
يشهد حقل غرب القرنة 2 العراقي حالة من الغموض بعد تداول أنباء بشأن إعلان شركة لوك أويل الروسية حالة القوة القاهرة، وسط مخاوف من توقُّف الإنتاج خلال ساعات، إذ تأتي هذه التطورات في ظل العقوبات الغربية التي تضرب الشركة الروسية.
وقالت مصادر بوزارة النفط العراقية في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، إن الوزارة لم تتلقَّ حتى الآن أيّ إخطار رسمي من لوك أويل بإعلان القوة القاهرة في الحقل، لكنها تتابع عن كثب الموقف لتقييم تأثيره المحتمل في الإنتاج والتصدير.
وأضاف مصدر في شركة تسويق النفط العراقية (سومو) أن الشركة لا علاقة لها بقرار لوك أويل بشأن إعلان القوة القاهرة في حقل غرب القرنة 2، إذ تقتصر مسؤوليتها على عمليات التصدير فقط دون أيّ صلة مباشرة بعمليات الاستخراج أو التشغيل.
وأكد مصدر ثالث أن حجم الصادرات المرتبطة بالحقل يتراوح بين 450 و500 ألف برميل يوميًا، وأنه حال صدور إخطار رسمي من لوك أويل، فسيتوقف الإنتاج تدريجيًا خلال ساعات، ما قد يؤدي إلى تراجع في حركة الصادرات النفطية العراقية.
من جهتها، لم تردّ وزارة النفط العراقية رسميًا على طلب للتعليق أرسلته منصة الطاقة قبل ساعتين من نشر هذه التفاصيل.
إنتاج حقل غرب القرنة 2
يبلغ إنتاج حقل غرب القرنة 2 نحو 480 ألف برميل يوميًا في المتوسط، موزعة بين مكمنَي المشرف واليمامة، إذ ينتج الأول نحو 450 ألف برميل، بينما يسهم الثاني بـ30 ألف برميل، ويُقدَّر أن مكمن المشرف وحده يمثّل قرابة 10% من إنتاج النفط العراقي.
ويُعدّ غرب القرنة 2 من أكبر الحقول في العراق والعالم، وتسهم طاقته الإنتاجية المرتفعة في تعزيز مكانة بغداد بسوق النفط العالمية، ويُعوَّل عليه لدعم مستهدفات زيادة إنتاج البلاد إلى 8 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2027.
وتشير بيانات وزارة النفط إلى أن الحقل النفطي العملاق يمثّل ركيزة أساسية في الاقتصاد الوطني، إذ يسهم مباشرةً في دعم الإيرادات العامة من خلال صادرات النفط، فضلًا عن توفير فرص عمل واسعة للمجتمعات القريبة من الحقل.

وبحسب تصريحات المصادر إلى منصة الطاقة المتخصصة، فقد بلغ إجمالي الإيرادات المتراكمة من إنتاج حقل غرب القرنة 2 منذ بدء التشغيل أكثر من 40 مليار دولار، دعمت الموازنة العراقية.
ويُعدّ الحقل أيضًا أحد المشروعات التي أثارت اهتمام الشركات العالمية، إذ سبق أن درست لوك أويل تخفيض حصّتها في عام 2021، غير أن المفاوضات مع الحكومة العراقية أدت إلى تحسين الظروف التعاقدية واستمرار الشركة بالمشروع.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وُقّعت لوك أويل اتفاقية تكميلية لعقد تطوير وإنتاج النفط في حقل غرب القرنة 2، نصّت على تمديد عقد الخدمة حتى عام 2045، ما يعكس رغبة بغداد في ضمان استقرار الإنتاج على المدى الطويل.
لوك أويل والقوة القاهرة
تقول مصادر، إن شركة لوك أويل أعلنت حالة القوة القاهرة بالحقل النفطي، بعد أن عاقت العقوبات الغربية المفروضة عليها عملياتها، مشيرةً إلى أن العراق أوقف المدفوعات النقدية للشركة، وفق ما نقلته وكالة رويترز.
ورغم أهمية الحقل في تحقيق التوازن بسوق الطاقة العراقية، فإن التطورات الأخيرة المتعلقة بالقوة القاهرة تهدد بإرباك الخطط الإنتاجية وتؤكد حساسية ارتباط إنتاج النفط العراقي بالتطورات الجيوسياسية المحيطة.
معلومات عن حقل غرب القرنة 2
تُظهر المعلومات التاريخية أن حقل غرب القرنة 2 اكتُشِف عام 1973، وتتولى لوك أويل تشغيله بنسبة 75%، بينما تمتلك شركة نفط الشمال العراقية نسبة 25% وفق شروط تعاقدية محددة، تضمن لها نصيبًا من الأرباح دون تحمّل تكاليف التشغيل.
وبدأ تطوير الحقل النفطي في عام 1997، قبل أن يتوقف العمل بفعل العقوبات المفروضة على العراق عام 2002، ليستأنف مجددًا في ديسمبر/كانون الأول 2009، عقب توقيع اتفاق التطوير مع لوك أويل وستيت أويل النرويجية.
وفي عام 2010، وُقِّعت اتفاقية تطوير وإنتاج مدّتها 20 عامًا بين الأطراف الـ3، مع إمكان التمديد حتى عام 2035، قبل أن تنسحب شركة ستيت أويل في عام 2012، وتنقل حصتها إلى لوك أويل لتصبح المشغّل الرئيس للحقل.

وفي يناير/كانون الثاني 2013، وُقِّعت اتفاقية إضافية لتطوير حقل غرب القرنة 2 تستهدف رفع الطاقة الإنتاجية إلى 1.2 مليون برميل يوميًا، مع تمديد مدة العقد إلى 25 عامًا، لتأمين استقرار طويل الأمد في عمليات الإنتاج.
ويمتلك الحقل احتياطيات ضخمة تقدَّر بنحو 14 مليار برميل من النفط القابل للاستخراج، يتركز أكثر من 90% منها في مكمني المشرف واليمامة، وهما من أكثر المكامن إنتاجًا في العراق، بحسب قاعدة بيانات حقول النفط والغاز العراقية لدى منصة الطاقة المتخصصة.
وتسعى الحكومة العراقية، بدعم من شركة لوك أويل الروسية، إلى تعزيز البنية التحتية داخل حقل غرب القرنة 2 عبر تحديث أنظمة الضخ وتوسعة منشآت التخزين، استعدادًا لزيادة الإنتاج إلى مستويات قياسية خلال السنوات المقبلة.
ويُعدّ حقل غرب القرنة 2 جزءًا من استراتيجية بغداد لزيادة صادرات النفط وتعزيز الإيرادات، ما يجعله محورًا رئيسًا في السياسة الاقتصادية والطاقة الوطنية، في وقت تتصاعد فيه التحديات المرتبطة بالعقوبات والتقلبات الجيوسياسية.
موضوعات متعلقة..
- حقل غرب القرنة 2.. عملاق عراقي باحتياطيات 14 مليار برميل نفط
- صادرات النفط الروسي في مواجهة عقوبات ترمب.. لوك أويل وروسنفط أحدث الضحايا (مقال)
- مسؤول: آلية عادلة لإعادة تقييم إنتاج النفط العراقي ودول أوبك+
اقرأ أيضًا..
- مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في الربع الثالث (ملف خاص)
- خريطة توقعات الطلب العالمي على الكهرباء بالقطاعات حتى 2050
- واردات الإمارات من الألواح الشمسية الصينية تقفز 88%
المصادر:





